عادي
ورثت الفن عن أمها وابنها على خطاها

عبير فريد: كل جميل انهار باحتلال العراق

01:57 صباحا
قراءة 5 دقائق

عبير فريد، ممثلة عراقية وجدت في تاريخ والدتها الممثلة فريال كريم ميراثاً تستند اليه في بداياتها، لكنها سرعان ما شقت لنفسها طريقاً خاصاً لتكون حاضرة في أغلب الأعمال العراقية خلال العقدين الأخيرين، خاصة أن المخرجين وجدوا فيها ما تحتاجه أعمالهم التلفزيونية والمسرحية من مواصفات، كما ورثت عبير حب الفن عن أمها، بدأ ابنها المطرب والممثل الشاب حسام علي يسير على خطاها في طريق الفن.

الخليج التقت عبير فريد في حوار حول تجربتها ورؤاها الفنية:

بداية، ما آخر اعمالك؟

- مسرحية الحارس والخادمة إعداد وإخراج وتمثيل ستار خضير ويوسف سواس وسلام داغر. تدور هذه المسرحية حول العوارض والحواجز الإسمنتية التي وضعتها قوات الاحتلال الامريكي في البلد بعد أن أسهمت في انهيار كل الأشياء الجميلة، فيه كما تصور حالات القتل التي انتشرت في الشارع العراقي بعد الاحتلال وهي تمثل إدانة حقيقية لكل الحالات التي برزت في الشارع العراقي بعد أن غزاه الأمريكيون.

ما شخصيتك في هذه المسرحية؟

- أجسد شخصيتين في هذه المسرحية، الأولى هي شخصية ملاك أما الشخصية الأخرى فهي شخصية شيطان تتصارع من خلال الشخصيتين المتناقضتين اللتين أجسدهما وهما محورا الخير والشر، وسوف تعرض في بغداد قريبا على المسرح الوطني.

هل ترين أن هذه المسرحية ستحظى بمتابعة من قبل الجمهور؟

- الذي لا ريب فيه أن هذه المسرحية لو تمت خدمتها إعلاميا من خلال الترويج لوقت عرضها في بعض المحطات التلفزيونية المهمة ستحظى بمتابعة مقبولة من الجمهور العراقي الذي أثبتت الوقائع الماضية أنه ما زال يحب المسرح ويتوق لحضور فعالياته المختلفة. والآن كما يعرف الجميع، يبشر الوضع الأمني بخير ما يسهم في تشجيع الجمهور على الحضور إلى قاعات العرض المسرحي.

كيف ترين المسرح العراقي الآن؟

- المسرح العراقي مسرح حي وفاعل ومؤثر رغم كل الظروف الصعبة التي واجهته بعد الاحتلال. لذلك فهو أين ما وجدت فرصة للمشاركة عاد ومعه الكثير من الجوائز المهمة فضلا عن الإشادات الكبيرة من النقاد والجمهور والمسرحيين الذين تسنح لهم الفرصة في مشاهدة عروض المسرح العراقي.

وماذا لديك من أعمال درامية؟

- أقوم حاليا بتصوير دوري في مسلسل دار دور إخراج جمال عبد جاسم وتأليف قاسم الملاك ويعد هذا العمل امتدادا للجزأين الأول والثاني من مسلسل حب وحرب. حيث أجسد شخصية امرأة عاقر، وتلعب الصدفة دورها بأن يجد زوجي طفلة عمرها ثماني سنوات بعد انفجار يحدث في بغداد حيث تفقد الطفلة ذاكرتها وبعد أن يجلبها لي في المنزل تلعب أنانيتي دورا فأتخذها ابنة لي وبعد أن فاقت هذه الطفلة من غيبوبتها باتت تنادني ماما ورغم أن والديها يبحثان عنها من خلال الإعلان في الصحف، إلا أنني أحاول التمسك بها، وحول هذا الحدث تدور حكاية المسلسل بأكمله.

كيف ترين الدراما العراقية الآن؟

- ليست بمستوى الطموح، وذلك بسبب ضعف الإنتاج، لأن مسألة الإنتاج باتت تؤثر سلبا في الكثير من الأعمال المهمة جدا والتي لو وجدت إنتاجا جيدا لظهرت بشكل آخر غير الشكل الذي تظهر به للناس. لذلك أتمنى أن يتحسن الإنتاج وأن تكون هناك منافسة حامية بين الجهات المنتجة لتقديم أفضل الأعمال، كون هذه المنافسة ستسهم في خلق أعمال جيدة في هذه المرحلة.

هل يمكن للدراما العراقية منافسة العربية؟

- إن في الدراما العراقية طاقات جيدة من الممثلين ومن كتاب النصوص وحتى من المخرجين رغم قلة عددهم ومن هذا الواقع أرى إنها قادرة على منافسة زميلاتها في بعض الدول العربية لو توافر لها الإنتاج الجيد من جانب. ومن جانب آخر تحتاج الدراما العراقية إلى قائد صحيح في العمل وأعني هنا المخرج، لأن المخرج إذا لم يُقد طاقمه بصورة صحيحة لا يمكن للعمل إن يتكامل. لذلك بدأت بعض الجهات المنتجة في إسناد مهمة إخراج أعمالها إلى مخرجين سوريين. وهذا الأمر كشف حقيقة مهمة وهي أن الدراما العراقية فيها مخرجون جيدون لكنهم قلائل.

وماذا تقولين عن كتاب النصوص؟

- لدينا نصوص عادية وتفتقد إلى الموضوعة القوية مع العلم أن الموضوعة العراقية مهمة جداً في الوقت الحاضر وتحصل على متابعة من كل العالم. لكن الذي يحصل لدينا أننا لا نتناول ما يحدث في العراق من العمق، بل نذهب إلى الأمور السطحية التي يعرفها القاصي والداني.

وماذا عن الأجور التي تمنح للممثلين؟

- الأجور التي تمنح للممثلين سواء الذين يقومون بتصوير أعمالهم داخل العراق أو خارج العراق لا تزال بائسة جدا ولا تتماشى مع ما يبذله الممثلون في الوصول إلى أماكن التصوير. كذلك هذه الأجور لا تعد شيئا أمام الأجور التي يحصل عليها الممثلون العرب في دول الجوار، ما يلحق حيفا كبيرا بالممثلين العراقيين.

كيف ترين اهتمام الدولة بالفنان؟

- في الآونة الأخيرة حصل هناك نوع من الاهتمام من قبل الدولة خاصة بالفنانين المرضى وهذه بادرة جيدة، لكننا نتمنى أن يكون الاهتمام أكبر، لأن الفنان العراقي خصوصا ما زال يعاني من عدم وجود الكثير من مستلزمات الحياة التي يحتاجها كالسكن ووسيلة النقل والراتب التقاعدي الجيد أو حتى الراتب الوظيفي.

ما الشخصية التي تتمنين تجسيدها؟

- منذ زمن ليس بالقصير وأنا أطمح أن أجسد شخصية امرأة تكون رئيسة عصابة، لأنني دائما يسند لي دور الآنسة الإيجابية، لذلك أحب إن أمثل الشخصية العنيفة والمتمردة من باب خالف تعرف. كما أنني واثقة من أن مثل هذه الشخصيات السلبية ستبرز قدراتي للجمهور لأن فيها خطوطاً كثيرة وواسعة ومختلفة.

هل من ممثلة أو ممثل تتمنين العمل معهما؟

- من الممثلات كنت وما أزال أتمنى العمل مع الممثلة العراقية هناء محمد، لأنها ممثلة كبيرة والعمل معها سيضيف لي أشياء كثيرة. أما من الممثلين العرب فأتمنى أن تسنح لي فرصة في مشاركة النجم العربي الكبير نور الشريف في أحد الأعمال، كوني أجد في نفسي القدرة على العمل مع هذا المبدع الكبير.

في مسلسل بيت البنات حصلتِ على متابعة جماهيرية كبيرة، فبم تفسرين ذلك؟

- هذا صحيح والأمر لا يتعلق بشخصيتي فقط، إنما بالعمل ككل. فمسلسل بيت البنات كان يحمل موضوعة جديدة في الدراما العراقية، حيث كان يدور حول الظلم الاجتماعي وقسوة هذا الظلم على أبناء العائلة، لذلك حظي هذا العمل بالمتابعة من قبل الجمهور، فضلا عن ذلك أن أغلب أعمالي تحظى بمتابعة الجمهور وليس هذا العمل فقط.

والدتك الممثلة فريال كريم ماذا تمثل لكِ؟

- فريال كريم هي الأم، المعلمة، القدوة، الناقدة ومن خلال مرافقتي لها في بداية حياتي في أعمالها سلكت هذا الطريق، حيث وضعتني بتوجيهاتها على أرض صلبة جدا في الوسط الفني.

ابنك المطرب الشاب حسام علي كيف سلك طريق الغناء وليس التمثيل؟

- أبني حسام علي له صوت جميل جدا وبدأ الآن يسير في طريق الغناء وخصوصا الغناء الريفي بملء إرادته ومن دون أية ضغوطات مني، كما أنه يجيد التمثيل بطريقة رائعة للغاية وأتوقع له مستقبلا جيدا في مجالي الغناء والتمثيل.

هل قمتِ بتشجيعه على دخول الوسط الفني؟

- أنا تركته يختار طريقه بنفسه، لكن عندما رأيته يميل إلى الفن شجعته وسهلت الكثير من العوائق التي كانت تصادفه، لأنني أعرف أن طريق الفن ليس مليئا بالورود، بل هو طريق وعر يحتاج إلى صبر وتضحية وإخلاص في العمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"