كرنفال قطر الدولي

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

تماماً، كما راهن العالم بأسْره – لا سيما السياسي منه والاقتصادي - على نجاح دولة الإمارات من عدمه في الحدث العالمي «إكسبو دبي 2020»، راهن العالم ذاته – لا سيما السياسي منه والرياضي – على نجاح دولة قطر من عدمه في الحدث الرياضي العالمي «مونديال كأس العالم – FIFA قطر 2022».
وتماماً؛ كما نجحت الإمارات في كسب الرهان إزاء «إكسبو دبي» الذي أُعلن من أنجح المعارض التي سيخلدها العالم والتاريخ على مدى 170 عاماً، منذ الانطلاقة الأولى في عام 1851 «المعرض العظيم، لندن»، وحتى افتتاح النسخة الأخيرة منه «إكسبو 2020 دبي» الذي فتح أبوابه للجمهور العالمي في 1 أكتوبر 2021؛ نجحت قطر في كسب الرهان الرياضي الأكبر من نوعه بحلّته العالمية التي ظفرت بشهادة المجتمع الدولي (قادة دول ولاعبين مشهورين ومؤسسات رياضية ووسائل إعلام) بتنظيمها نسخة استثنائية في تاريخ بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» هي الأفضل منذ أول مونديال في أورغواي عام 1930، حيث أشاد ال«فيفا» ببطولة 2022، مؤكداً أن «مونديال قطر» هو خريطة طريق لضمان أقصى كفاءة عملية للنسخ المقبلة من البطولة.
كما أثنى قادة عالميون على ما قالوا إنه نجاح باهر حققته قطر وشهادة تميز في حقها وإثبات لقدرتها على التنظيم الرائع وردٌّ على كل المشككين في نجاحها، أو تكهنات المنجّمين بأن شيئاً ما سيقف حائلاً أمام إقامة المونديال في موعده المضروب له منذ الإعلان التاريخي للفيفا في 2 ديسمبر 2010، بمنح قطر شرف استضافة بطولة كأس العالم 2022، وقد تحقق ذلك الحدث حديث التاريخ والجغرافيا، بدءاً من 20 نوفمبر الماضي الذي انطلق بسم الله وبآيات من الذكر الحكيم، وحتى التاريخ التاريخي لقطر، حيث يومها الوطني ال«51» في 18 ديسمبر الجاري الذي احتفى به العالم أجمع، ممن كان شاهداً حياً في عُقر دارها في حضرة أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أم ممن كان مُشاهداً له عبر شاشات الفضاء.
نعم؛ نجحت قطر في استضافة العالم من كافة أرجاء المعمورة في ربوعها وبين أحضان رعايتها وأمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها وزائريها، وبين أحيائها بصبغتها التراثية وصيغتها الحداثية، وفي عمق عاداتها وتقاليدها ومهاراتها، وفي تعريف المجتمع الدولي بالمجتمع الخليجي وأخلاقياته وسلوكياتها السوية، وبإمكاناته الثقافية والعلمية وقدراته وطاقاته الإبداعية، وأنه ليس صحراء قاحلة كما كان يتبادر إلى أذهان الشعوب غير العربية الذين نزلوا ضيوفاً مكرّمين في قطر الخليج، ليتعرفوا عن كثب على حضارة الخليج وحاضره المدون بحروف من ذهب.
نعم، نجحت قطر، ونجح الخليج، ونجح العرب، ونجحت الأرجنتين في الظفر بالكأس العالمية للمرة الثالثة بقيادة ساحر الجديد «ليونيل ميسي»، متوّجاً أفضل لاعب في البطولة، مرتدياً العباءة الرجالية العربية «البشت» الذي ألبسه إياه أمير قطر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4vhz66a2

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"