حزن الشارقة وحزننا

02:22 صباحا
قراءة دقيقتين
شيخة الجابري

لله ما أعطى ولله ما أخذ ولا نقول غير ما يرضي الله تعالى «إنا لله وإنا إليه راجعون» لكنه الفقد، والشعور بالكمد والحزن، نحن البعيدون عن الراحل القريبون من أسرته الكريمة الغالية، هذه الأسرة التي احتوت بمحبتها وتواضعها وتسامحها الجميع، ما فرقت بين إنسان وآخر، احتفاؤهم بالإنسانية غريب قلّ أن نجده في هذا الزمان.
والدي الروحي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وصديقة حرفنا ومسيرتنا وملهمتنا سمو الشيخة جواهر بنت محمد الأم والقلب الكبير، الروح التي تحب الآخر ومعه تنسج أعذب الكلام، وتدنو منه حد التماهي معه فكراً ووعياً وتواضعاً سخيّاً.
ما عسانا أن نقول لكما، ودموعنا السخينة لم تجف، وشعورنا بكما أكبر وأشسع مما يمكن أن يستوعبه آخر لا يعرفكما عن قُرب ولم يلمس إلى أي حد هو احترامكما للآخر، ومحبتكما، وتواضعكما، ها هو الله تعالى يختبر صبركما فاصبرا على فقدكما العظيم فلذة كبديكما الشيخ خالد بن سلطان، هكذا أمرٌ يجزع له الشاب، ويشيب له الولدان، لكنها إرادة الله تعالى الذي لا رادّ لقضائه.
نشعر بكما، نريد أن نقول إننا جميعا أبناء لكما، لكنّ خالداً دون شكٍ غير، ولا شك أيضا أن الفقد عظيم وكبير، وما روح تعوّض روحا، لكنه الشعور بكما، الحزن معكما، البكاء معكما، التذكر معكما، ما عسانا أن نفعل يا أبتي، ويا صديقة حروفنا الثمينة.
هو الابتلاء الأعظم، وإن شاء الله إنكم لصابرون، ومؤمنون، من حكمة والدنا الغالي تعلمنا الكثير، ومن بحر فكره غصنا إلى معانٍ أعمق في التحمل والقوة والصبر واستذكار أن الحياة ليست إلا ممراً، ولكن المستقر موعده عند رب ٍعظيم هو أشد حنواً عليكما ورفقا بكما من الدنيا كلها بمن فيها، ومن عليها، كيف لنا أن نعزيكما وهل يعزّي المرء نفسه، إن فقيدكما هو فقيد وطن، فقيد قلوب كثيرة تحبكما وتدعو لكما، وتؤمن بأن الله تعالى ما اختاركما إلا ليختبر فضيلة صبركما الذي تعلمناه منكما، فالله الله في روحيكما، وفي قلبيكما فأنتما ثمينان، وأنتما كريمان، وأنتما أهل للصبر كلّه، وللقبول والرضى بالقضاء والقدر متى ما حلّ ونزل، اللهم اربط على قلوبهم جميعاً. آمين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"