متنمرون ومتذمرون

04:52 صباحا
قراءة دقيقتين
شيخة الجابري

كثر الحديث هذا الأسبوع عن موضوعات التنمر وما يحدث في المدارس من سلوكيات بين الطلاب خارجة عن حدود الأدب والسنع والصداقة والعلاقات الإنسانية النبيلة والطفولة البريئة التي من البديهي أن تكون سائدة بين الطلاب وفي كافة المراحل، سواء كانوا شباباً أم شابات وفي مختلف المراحل والأعمار.

كما كثُر المتذمرون الذين قالوا آراء وقدموا تفسيرات وتحليلات نفسية وسلوكية لتلك التصرفات غير المسؤولة والوقتية، أو اللحظية المتشنجة التي لامست القضية من السطح فلم تتوغل في التفاصيل، ولم تبحث وراء الأسباب، ولم تقدم حلولاً ناجعة للإشكالية القائمة.

إن بدء العلاج يكون بالاعتراف بوجود المشكلة ذاتها، وعندها يمكن السير نحو دراسة الحالة من جميع الجوانب وباتساع التفسيرات التي يمكن أن يصل إليها الدارس والمحلل، فالسلوك الذي يطلق عليه اليوم تنمراً إنما هو سلوك قديم وهو حال التجمعات الطلابية، أحياناً يأتي بسبب، وأحايين كثيرة يكون رد فعل لمضايقة أو مناكفة بين الأقران، لكن عندما يتطور يصبح الأمر مثاراً للتساؤلات وبالتالي الذهاب نحو البحث عن الأسباب والحلول.

أما الذي يوازي موضوع التنمر خطورة فهو حالة البلادة التي تصيب الذين يحملون هواتفهم ليصوروا مثل هذه الحوادث وغيرها دون محاولة للتدخل لفض الاشتباك، أو تهدئة الأطراف المتنازعة، أو حتى الاستنجاد بمن حولهم كسائق الحافلة مثلاً في حالة الطلاب لكي يساعد في حل موقف كان يجب ألاّ يحدث من الأصل.

أما المتنمرون الأكثر إيذاءً فهم الذين يتناقلون الفيديوهات التي يتم تصويرها دون أدنى شعور بالمسؤولية، أو إحساس بخطورة ما يحدث، أو تفكير فيما سيؤول إليه الأمر بعد النشر، وهذا يشي بخطورة كبيرة لأنه أصبح عادياً جداً فقد استسهل بعض المتعاملين مع وسائل التواصل الاجتماعي نشر كل شيء دون ذمة أو خوف في أحايين كثيرة وهو سلوك يجب أن يُعالج بشكل جذري، لكن كيف السبيل إلى ذلك؟

أعتقد أننا في حاجة إلى نشر ثقافة التعامل مع التكنولوجيا، كما أن هذا الجيل في حاجة إلى احتواء سواء داخل الأسرة أو المجتمع، وأن يتم استثمار طاقاتهم فيما ينفعهم ووطنهم، وأن يُشاع في نفوسهم الحب، والأمان، والتعاون واحترام الآخر. أعتقد أن تلك المقترحات يمكن أن تسهم ولو قليلاً في إصلاح ما ينبغي إصلاحه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"