سلطان بن زايد

06:13 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

جاءنا عصر أمس الخبر الفاجع المؤلم، برحيل الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان. هذا الرجل حفلت سنواته الأربع والستون بالعطاء والإنجازات، منذ تخرّجه في كلية ساند هيرست العسكرية البريطانية، والتحاقه بدورات في دول عدّة.
فقد كان، رحمه الله، من الرجال الذين اعتمد عليهم القائد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في بداية نشوء الدولة وتأسيس مفاصلها الأولى، فقد كان رئيساً لدائرة الأشغال في حكومة أبوظبي ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، وقائداً عاماً للقوات المسلحة.
لكنه، رحمه الله، كرّس جل اهتمامه بالحفاظ على تراث الإمارات وعادات شعبها وتقاليده، فشغل رئيس نادي تراث الإمارات، وكان يتابعه، ويوليه عناية خاصةً. وأسس مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام.
وكان رياضياً فذّاً، فقد تولى رئاسة اتحاد الإمارات لكرة القدم من عام 1976 إلى 1981. وكان مثل كثير من شباب الإمارات، هاوياً لرياضة الصيد بالصقور، وفارساً من طراز رفيع، حيث أقام نادياً للفروسية بمعايير راقية.
وكان، رحمه الله، مثقفاً عاشقاً للكتب، وكانت له مكتبة خاصة عامرة بأمهات الكتب ونصوص التراث.
وكان نصيراً للمرأة، ومدافعاً عن مشاركتها الحثيثة في كل الفعاليات التراثية والثقافية، لتأكيد دورها في حفظ الموروث العريق لدولة الإمارات.
وفي الثامن والعشرين من أغسطس 2009، أصدر صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة مرسوماً اتحادياً، بتعيين الفقيد، ممثلاً لصاحب السموّ رئيس الدولة. فكان نعم الممثل، ونعم رجل الدولة.
ونعى الفقيد الراحل، صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأصحاب السموّ الشيوخ الحكام، فالفقد أليم.
وكان رحيل الشيخ سلطان مصاباً جللاً، حل بالإمارات، وكان نعي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لأخيه، وكذلك نعي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤثراً موجعاً، وقال عنه الشيخ محمد بن زايد: «أخاً وعضيداً، وأحد رجالات الدولة الأوفياء، ورمزاً من رموزها الوطنية». فقد عمل مع الشيخ زايد على وضع لبنات مؤسسات الاتحاد وخدمة شعبه.
رحم الله الشيخ سلطان بن زايد، ففقده مؤثّر، وشخصية بقامته ومكانته وثقافته، صعبة التعويض.. تغمّد الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنّاته، ونسأل الله العليّ القدير، أن يكلأه بمغفرته، ويلهم آل نهيان الكرام، حسن الصبر، وواسع السلوان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"