عادي
أكدت أمام علماء 70 دولة بالقاهرة أن الإرهاب لا يعترف بمشروعية الدول

الإمارات: استراتيجيتنا الدعوية رسخت قيم الولاء والانتماء للوطن

04:16 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة: «الخليج»

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن استراتيجيتها الدعوية أدت إلى ترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن، وشددت على ضرورة مواجهة مخططات الجماعات المتطرفة، التي تستهدف زعزعة استقرار المجتمعات العربية بضرب هوية شبابها الوطنية ودفعهم إلى القيام بعمليات إجرامية وتعويق مسيرة الأمن والاستقرار بها، حيث لا تعترف جماعات التطرف والإرهاب بمشروعية الدولة الوطنية، ولا تحترم المواثيق والقوانين الدولية وتنسب ذلك إلى الإسلام زوراً وبهتاناً فتعبر بإرهابها إلى كل أرض، لتضع فيها بصماتها الإجرامية، وتوجه سهام القتل والغدر إلى كل إنسان لا يؤمن بفكرها المتطرف، ولا يؤيد سلوكها الإرهابي.
واستعرض الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية أمام المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المصري، وفي حضور وزراء أوقاف ومفتين ورؤساء منظمات إسلامية يمثلون 70 دولة من مختلف قارات العالم جهود دولة الإمارات في تعزيز الهوية الوطنية لبناء إنسان إماراتي قادر على البناء والعطاء، حيث أكد تلاحم الخطاب الديني مع استراتيجية الدولة، التي تقوم على نشر التسامح الديني، وتحقيق التعاون والتكامل بين كل مواطنيها، ومن يعيش على أرضها.
وأوضح الكعبي، أن التكامل بين هيئة الشؤون الإسلامية والمؤسسات الوطنية والمجتمعية، قد أثمر جهودا متميزة، فالهيئة تتكامل باستراتيجيتها مع المؤسسات الوطنية والمجتمعية، وخطابها الديني المعتدل، جنباً إلى جنب مع المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية والاجتماعية في تعزيز الانتماء الوطني.
وأشار الكعبي إلى جهود الإمارات في تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة، من خلال ما تقوم به كل مؤسساتها الدينية والدعوية، مشدداً على أن الهيئة أخذت على عاتقها ترسيخ المفاهيم الراقية للدين الإسلامي، التي تقوم على تحقيق مصالح العباد، وأكد أن كل ما جاءت به شريعتنا الغراء عدل ورحمة ويحقق مصالح الناس، موضحاً أن الخطة الدعوية الموحدة التي تطبقها مؤسسات دولة الإمارات الدينية قد أسهمت في صياغة صحيحة للأجندة الوطنية للدولة، وأسفرت عن قيام مجتمع آمن متلاحم وترسيخ الاعتدال الديني، ونشر ثقافة الاحترام بين أتباع الأديان السماوية وحماية المجتمع من الأفكار الهدامة، ولذلك أصبح المجتمع الإماراتي عصياً على جماعات التطرف الديني.
وأكد رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتي نجاح الاستراتيجية الدعوية بالإمارات في ترسيخ قيم الولاء للوطن، وتحرير معنى الانتماء من مفاهيم وتوجهات المتطرفين وجماعات التكفير، ولذلك ظهر الانتماء الحقيقي للوطن في فكر المواطن الإماراتي ومشاعره ووجدانه، حتى أصبح الانتماء الوطني «فرض عين إلزامي» على كل من ينتمي للوطن ويعيش على ترابه وينعم بخيراته، ويستظل بحمايته.
وثمن الكعبي حالة التناغم والتعاون بين الإمارات ومصر في مختلف المجالات، مؤكدا أنه جاء إلى أم الدنيا «مصر» من عاصمة التسامح «أبوظبي»، يحمل أسمى صور التسامح لبلد الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء، وقال: الإمارات تفخر بدعمها الاستراتيجي لجمهورية مصر الشقيقة، التي عرفت بأزهرها الشريف وعلمائها الأجلاء ورجالاتها الوطنيين الشرفاء.
وأكد محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أن مؤتمر تعزيز الهوية الوطنية لشبابنا يمثل مشروعا تنويريا كبيرا تتبناه وزارة الأوقاف المصرية، وهو نتاج عمل خمس سنوات متواصلة تبلورت لدينا فيها رؤية شديدة الوضوح، لمفهوم التجديد وآليات التأهيل لدعاة الإسلام حتى تحقق الدعوة بمفهومها العصري أهدافها.
وأوضح وزير الأوقاف أن مشكلة الجماعات المتطرفة التي لا تعرف قيمة الهوية الوطنية تتمثل في عدم الوعي بين ما هو مقدس وما هو غير مقدس، مؤكدا ضرورة رفع القداسة عن غير المقدس من الأشخاص والآراء البشرية، والشروح المتعلقة بالأحكام الجزئية، والفتاوى القابلة للتغير بتغير الزمان أو المكان أو أحوال الناس وأعرافهم وعاداتهم وواقع حياتهم، مما لم يرد فيه نص قاطع ثبوتا ودلالة، وقصر التقديس على الذات الإلهية وعلى كتاب الله (عز وجل) وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم والانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل بالتعمق في دراسة مفاتيح العلم وأدوات الاجتهاد والفهم بدراسة علم أصول الفقه، وقواعد الفقه الكلية وفقه المقاصد وفقه الأولويات وفقه الواقع للتعامل مع الجزئيات المستجدة والمستحدثة برؤية عصرية مستنيرة واعية.
وأشار وزير الأوقاف المصري إلى مواجهة جماعات التطرف، من خلال تصحيح المفاهيم، حيث أصدرت الوزارة تسعين مؤلفا ومترجما فندت كثيرا من المفاهيم المغلوطة، وأعادت الحقائق الدينية إلى وضعها الصحيح وحذرت الشباب من مزالق وأفكار جماعات التطرف المسمومة.
ودعا الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، وزير الأوقاف السعودي، الى ترسيخ الهوية الوطنية للشباب لمواجهة التحديات من خلال دعم الثوابت الدينية، مشددا على أن الإسلام يربط كل إنسان بوطنه ويدفعه إلى التضحية دفاعا عن هذا الوطن، والعمل على تحقيق أمنه واستقراره.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"