شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، حرباً كلامية على بولندا، متهماً إياها ب«التواطؤ» مع الزعيم النازي أدولف هتلر، والتحرك في شكل «معاد للسامية» قبيل الحرب العالمية الثانية، كما شدد على ضرورة تفوق الأسلحة والمعدات العسكرية لبلاده على مثيلاتها الغربية من حيث النوعية، مضيفاً أن «التعادل لا يمكن أن يرضينا»، في وقت حذرت فيه بيلاروسيا، موسكو من «اتحاد قسري» بعد خروج تظاهرات معادية لفكرة توحيد البلدين.
وقال بوتين خلال اجتماع موسع بوزارة الدفاع في موسكو أمس: «إذا أردنا أن ننتصر، فيجب أن تكون معداتنا أفضل من النماذج العالمية. هذه ليست لعبة شطرنج، حتى يمكن أن نرضى بالتعادل. الأمر يتعلق بالنظام العسكري للدولة».وأشار بوتين إلى أن المنظومة الصاروخية فرط الصوتية «أفانجارد» بدأت تدخل في تسليح القوات الصاروخية الاستراتيجية، وطورنا وسائل الاتصال، مضيفاً أن «قواتنا النووية والأسطول البحري أظهرا قدراتهما المتنامية خلال التدريبات».وأكد ضرورة «مواصلة تطوير الجيش والأسطول البحري وتحديث معداتنا بنسبة 70% العام المقبل». كما طالب بضرورة مراقبة الأنشطة العسكرية للغرب واحتمال نصب صواريخ أمريكية متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا.
واتهم بوتين خلال الاجتماع بولندا ب«التواطؤ»مع هتلر، والتحرك في شكل «معاد للسامية» قبيل الحرب العالمية الثانية. وأكد أنه اطلع على أرشيف استرده الجيش الأحمر في أوروبا عام 1945، بينها مذكرات السفير البولندي في ألمانيا، ويظهر أن دولاً عدة بينها، بولندا كانت تتواطأ مع الديكتاتور النازي. وقال إن السفير المذكور «تضامن تماماً مع هتلر»، واصفاً إياه بأنه «خنزير معاد للسامية».
وتابع بوتين: إن هذا النوع من الأشخاص، من شاكلة السفير المذكور، يقومون الآن بهدم تماثيل جنود وضباط الجيش الأحمر الذين حرروا بلدان أوروبا من النازية.
وشارك في الاجتماع وزير الدفاع سيرجي شويجو، الذي أكد أن بلاده تحدث قواتها دون الانجرار إلى سباق تسلح، لكنها تأخذ في الاعتبار التهديدات القائمة. وأضاف: «أبرمنا عقوداً لتزويد قواتنا ب200 مروحية، وبدأنا ببناء 5 سفن حربية وسنبني 8 أخرى. كما اختبرنا مروحيات مي 28، ونماذج لقنابل وصواريخ خلال العمليات في سوريا».
وأشار شويجو، إلى أن الطلعات الاستكشافية الجوية للحلف الأطلسي على حدود روسيا في العام الحالي زادت بمقدار الثلث، مقارنة بعددها في 2018. كما «يجري الحلف في أوروبا سنوياً 40 مناورة كبيرة لها طبيعة واضحة معادية لروسيا». كما اعتبر مبادرة الحلف «4x30» الدفاعية، أنها تعبر عن توجهات معادية لبلاده.
وحذر رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، موسكو من ضم بلاده بالقوة، وذلك بعد خروج تظاهرات مؤخراً في مينسك منددة بمشروع الوحدة مع روسيا وقال لوكاشينكو لإذاعة «صدى موسكو»: «في الوقت الراهن، لا يمكننا تسوية قضية (التوحيد) كما تقترح روسيا».
وأضاف: «يجب أن نتفق بهدوء على الجوهر، ونظهره للشعب الروسي وخاصة للشعب البيلاروسي الذي يشعر بقلق بالغ إزاء سيادته واستقلاله»، داعيا إلى «عدم إثارة الخوف».
وأضاف: «نحن دولتان نتمتع بالسيادة، ونتجه حالياً نحو تكامل لا يمس بأي شكل سيادة روسيا أو بيلاروسيا»، معتبراً أنه لا يمكن توحيد البلدين إلا إذا «وافق عليه الشعبان».
(وكالات)
