عادي
منطقة حدودية تعيش على ذكرى زيارة زايد في 1974

الجير..تزداد عمراناً.. والخدمات بحاجة إلى تدعيم

03:19 صباحا
قراءة 5 دقائق
تحقيق:حصة سيف

الجير، أو القير حسب اسمها القديم، منطقة في أقصى شمال إمارة رأس الخيمة، تقع بمحاذاة الحدود مع الجارة سلطنة عمان الشقيقة، وما زال أهلها يحتفظون بصور زيارة المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ صقر بن محمد القاسمي للقرية في قلوبهم، قبل أن يحتفظوا بها معلقة على جدران منازلهم ومحالهم التجارية، حينما زاراهم في بداية السبعينات من القرن الماضي، وتحديداً في الرابع من شهر مايو/ أيار عام 1974.
في تلك الزيارة التاريخية، أمر الشيخ زايد رحمه الله ببناء عيادة لأهالي الجير، وكذلك شعبية أطلق عليها شعبية زايد، كما أمر ببناء مسجد، وقال المغفور له الشيخ زايد، حسب البيان الذي يحتفظ به الأهالي، ونقل من إحدى الصحف في تغطيتها للزيارة: «إننا نسابق الزمن، المال موجود والحمد لله، إن الكنوز التي توجد في باطن الأرض، والتي عاش فوقها أجدادكم قد تفجرت بالخير، وأصبحت في خدمتكم، وسوف ننفذ العديد من المشروعات في كل مكان في دولة الاتحاد».
منذ تلك الفترة ومنطقة الجير، تزداد ازدهاراً بعمرانها والخدمات المتوفرة فيها تحتاج إلى تدعيم، بنيت مؤخراً عيادة حديثة فيها عدة أقسام، بدلاً من تلك القديمة التي أمر ببنائها زايد رحمه الله في السبعينات من القرن الماضي، كما شيدت الكثير من الفلل الحديثة تحت سفح سلسلة الجبال في المنطقة، بدعم من برنامج الشيخ زايد للإسكان، وشقت الطرق الداخلية منذ تلك الفترة، وكذلك شقت العبارات المائية التي كانت من أقدم العبارات في الإمارة، والتي ساهمت في تجنب منازل الأهالي للفيضانات التي يمكن أن يتسبب بها سقوط الأمطار بكثافة، وخاصة أن العبارات والمجاري التي تخدمها سهلت تدفق الوديان من سفح الجبال إلى البحر مباشرة، إلا أنها تحتاج لصيانة وتنظيف مجراها.
كما أن نقص بعض الخدمات هو ما يؤرق الأهالي فيها، خاصة قدم الأسلاك الكهربائية التي ما زالت على الأعمدة الخشبية، وكذلك انتشار الأشجار الضارة في المنطقة، والتي تمتص المياه الجوفية بلا رحمة، وكذلك طالبوا برصف بعض الطرق الداخلية، وصيانة العبارات.

إشادة شعبية

أشاد صالح أحمد عبيد الشحي 65 عاماً، من أهالي الجير، بالاهتمام المتواصل الذي توليه الحكومة بالمناطق البعيدة عن المدينة، وخاصة الحدودية منها، موضحاً أن مركز الجير القديم كان من أقدم المراكز الصحية التي أنشئت في عام 1975، بعد أن زار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، المنطقة في عام 1974 في زيارة تفقدية، بعد أن شب حريق في أحد المصانع، موضحاً أن صورة تلك الزيارة التاريخية خلدها الأهالي في قلوبهم قبل أن يعلقوها في منازلهم ومحالهم التجارية، مشيراً إلى أن مبادرات لجنة صاحب السمو رئيس الدولة، أنجزت مركز الجير الصحي الجديد، بكامل عياداته، وافتتحت عيادة الأسنان مؤخراً، وكان الإقبال عليها جيداً، نظراً لقرب المسافة بين منازل الأهالي والعيادة.
وما زال المجلس الذي استضاف فيه أهل المنطقة الشيخ زايد موجوداً، على سابق عهده محتفظاً برونقه على تلك الذكريات الجميلة؛ حيث استضاف مسؤول المنطقة الشيخ زايد في مجلسه، فتفقد أحوالهم، ووجه بإنشاء عيادة ومسجد، إضافة إلى منازل شعبية، وما زلت أتذكر تلك الزيارة بعد مرور أكثر من أربعين عاماً عليها.
ومركز الجير الصحي الجديد الذي افتتح في شهر فبراير/‏شباط من عام 2017 ما زال ينقصه سيارة إسعاف، كما لم يفتتح بعد قسم الأشعة والمختبر، وننتظر أن تستكمل تلك النواقص خلال الفترة الحالية، نظراً لمرور أكثر من عامين على افتتاحه.

شعبية زايد

وقال علي سعيد حسون الشحي، 68 عاماً، من أهالي منطقة الجير، التقته «الخليج» وهو متجه للمركز الصحي كي يكشف عن «الضغط»، ويطمئن على صحته، إن المركز يواجه حتمية الغرق في حالة إذا ما سقطت الأمطار بكثافة، نظراً لانسداد عبارة المنهل الذي يجمع مياه الأمطار المنحدرة من الجبل اللصيق بالمركز، كما أن المركز لم يعبد الشارع المؤدي إليه، رغم أنه مركز حدودي ويخدم جميع الحالات، موضحاً أن مياه الأمطار أغلقت بوابة المركز، ونرجو ألّا يتكرر ذلك الوضع، لا سيما بعد افتتاحه وخدمته للأهالي.
وأوضح أن منطقة الجير توجد فيها شعبية زايد، والتي تضم أكثر من ثلاثين منزلاً، وشعبية راشد التي تضم أكثر من 300 منزل، وتتكون من غرفتين وصالة، وجميعها بنيت في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، كما وتضم المنطقة عيادة حديثة، ومكتب خدمات للهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه، ومنشأتين للتعليم إحداهما روضة أطفال والثانية مدرسة ثانوية للطالبات.
والمنطقة بحاجة ماسة لتنظيفها من الأشجار الضارة، التي تمتص المياه الجوفية، وتنظيف العبارات المسدودة؛ لإفساح المجال لمرور الوديان في حالة الأمطار الغزيرة، والأشجار الضارة استعمرت المنطقة بوديانها، كما وأُهمل خور الجير القديم الذي كان يطلق عليه «خور حمدة» نظراً لوجود مادة «الحمدة» التي تستخرج من تربته الرطبة الزرقاء اللون، والتي كانت تستخدم كمادة تصبغ بها المنازل الشتوية بالثلاثينات من القرن الماضي.

منتزه طبيعي

واقترحت «أم علي»، ولية أمر لأربعة أبناء، استغلال شاطئ الجير كمنتزه طبيعي، للعائلات، أو حدائق للأحياء السكنية؛ إذ إن حديقة شعم تبعد عنهن كأمهات كثيراً، خاصة اللاتي ليس لديهن رخصة قيادة، موضحة أن بناتها يدرسن في مدرسة الجير للطالبات، وهي مدرسة قريبة منهن بالحي، إلا أنها كذلك لا تستغل صيفاً، ويمكن تنظيم معسكرات صيفية مع الأهالي من خلالها، منها توثق العلاقة بين الأسر والمدارس، ومنها نستغل وقت الفراغ بأمور مفيدة ودورات نوعية.
كما اقترحت أن ينشأ في المنطقة نادٍ لتعلم السباحة في البحر؛ إذ إن أغلب مناطقنا ساحلية، إلا أن الكثير من أبنائنا لا يفقهون مهارة السباحة، ويمكن أن يتعرضوا في أية لحظة للغرق في حال لعبهم بالمناطق الساحلية، وأرى حتمية وجود تلك النوادي المتخصصة لتعلم السباحة.

د. النعيمي: الأشعة والمختبر قيد الإجراء

الدكتور عبدالله النعيمي مدير منطقة رأس الخيمة الطبية، التقته «الخليج» وهو يعاين أضرار مجرى الوادي على مركز الجير الصحي، أكد أن المركز الصحي ساهم في علاج الكثير من الحالات، وسهل على المواطنين علاج الأمراض المزمنة والموسمية؛ حيث تردد على المركز في عام ٢٠١٨، حوالي ٣٥٥٩ مراجعاً ومراجعة، وفيه عيادة أسنان وطبيبان عاميان، وطبيبا أسنانٍ ويعمل فيه ١٣موظفاً وموظفة، وما زال التواصل مع الشركة المنفذة؛ لافتتاح قسم الأشعة والمختبر الذي ما زال قيد الإجراء في مركز الجير الصحي.

أحمد الحمادي: زيارة ميدانية لتلبية المطالب

المهندس أحمد الحمادي، مدير دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، أكد أنه ستتم زيارة المنطقة ميدانياً، والوقوف على احتياجاتها، سواء كانت تنظيف المنطقة من الأشجار الضارة، أو رصف الطرق المطلوبة، وكذلك لقاء الأهالي، ومتابعة مطالبهم بعد دراستها، والعمل على سرعة تلبيتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"