عادي
مطالبات بتشديد الرقابة الصحية على «المراكز»

الطب التجميلي.. مضاعفات ومخاطر سببها «تجار» المهنة

03:17 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي

أكد أطباء تجميل أن الممارسات الخاطئة في عالم التجميل ما زالت تمارس، وما زلنا نشهد ضحايا تلك الممارسات؛ نتيجة المضاعفات، التي تحدث لهم؛ جراء إجراء مدعي التجميل عمليات التجميل، وأوضحوا أن الإشكالية في المنطقة تتمثل بأن بعضاً من الأطباء العاملين في التجميل غير متخصصين في التجميل، ولا يملكون البورد، وبعضهم قد يحصل على الشهادة عبر المؤتمرات والدورات، وبالتالي يمارس طب التجميل، ويصنف على أنه يستطيع إجراء العمليات التجميلية الجراحية والعلاجية، إضافة إلى أطباء تحولوا إلى تجار وتفكيرهم يقتصر على زيادة الأرباح، ومصلحتهم الشخصية، ويصعب حصر عدد التجار؛ لكن عددهم يعد كبيراً على مستوى الخليج، وعلى الجهات الصحية في الخليج تكثيف الرقابة على مراكز التجميل؛ حيث توجد ممارسات خاطئة؛ باستخدام مواد غير مرخصة من الفيلر لتجميل السيدات، وهناك سيدات ما زلن يلجأن إلى حقن الفيلر، التي تجرى في المنازل؛ بحثاً عن الخصوصية، وهناك ممارسات أخرى تمارس بحق المريض بتشجيعه على إجراء عملية تجميل لا يحتاج إليها؛ نتيجة السعي للمزيد من الأرباح. وأكد الأطباء، أن بعض الأجهزة فاعليتها وهمية، وتستخدم من قبل فنيين وليسوا أطباء وجراحين، وعندما تدخل التجارة في الطب هنا تكون المأساة، وتحدث المشاكل، فالمراكز تفكر بالمادة والاستفادة التي ستحققها أكثر من المريض ذاته، ومصداقية الطب انتهت عندما نتكلم عن التجميل في بعض المراكز. وقالوا إن بعض الأطباء اليوم تحولوا إلى تجار في مهنة التجميل، وفعلياً هناك علاجات غير مجدية، وأجهزة غير مجدية تستخدم وتسوق؛ بسبب التجار والعيادات الخاصة، التي تعتمد على الربح.
أكد الدكتور مروان الزرعوني، استشاري ورئيس قسم التجميل في مستشفى راشد، رئيس شعبة التجميل بجمعية الإمارات الطبية، أنه ما زالت الممارسات الخاطئة في عالم التجميل تمارس، وما زلنا نشهد ضحايا تلك الممارسات؛ نتيجة المضاعفات التي تحدث لهم؛ جراء إجراء مدعي التجميل عمليات التجميل؛ حيث توجد ممارسات خاطئة باستخدام مواد غير مرخصة من الفيلر لتجميل السيدات، وللأسف هناك سيدات ما زلن يلجأن إلى حقن الفيلر التي تجرى في المنازل بحثاً عن الخصوصية، وهناك ممارسات أخرى تمارس بحق المريض بتشجيعه على إجراء عملية تجميل لا يحتاج إليها نتيجة السعي للمزيد من الأرباح.
وقال: إن هناك 240 طبيب تجميل في الدولة، وبينهم 10 مواطنين فقط، وهناك عدد كبير من المراكز التجميلية، وهذا قد يجعل الدولة مركزاً للتجميل، وبالتالي فإنه يستدعي رقابة أكبر على تلك المراكز، ويجب أن تكون الحكومة شريكاً رسمياً مع الخاص، وكلفة العمليات التجميلية في الدولة وصلت إلى مليار درهم، والعدد أكبر بكثير، خاصة أنه ليس لدينا نظام يحسب عدد العمليات التجميلية، ومع نظام الضريبة التي طبقت؛ حيث وتشمل العلاجات التجميلية ستكون الأرقام دقيقة في نهاية 2018؛ لأن كافة العمليات التجميلية، التي أجريت في الدولة ستسجل وبالإمكان حساب القيمة الفعلية بدقة، ومن المتوقع أن يتجاوز المبلغ المليار ونصف المليار درهم.

أطباء غير متخصصين

د.مقداد الحمادي رئيس قسم جراحة التجميل في مستشفى المفرق، أكد أن الإشكالية في المنطقة تتمثل بأن بعضاً من الأطباء العاملين في التجميل غير متخصصين في التجميل، ولا يملكون البورد، وليست لديهم الخبرات القوية المختلفة، وبعضهم قد يحصل على الشهادة عبر الدورات وبالتالي يمارس طب التجميل، ويصنف على أنه يستطيع إجراء العمليات التجميلية الجراحية والعلاجية.
وقال: إن بعض المرضى يلجأون للشقق لإجراء العمليات التجميلية، وهناك مضاعفات وأخطاء طبية حدثت، ولا يدركون نوعية المادة التي استخدمت، ولدينا فكرة العمل على مشروع مع الجهات الصحية لحماية المرضى المقبلين على التجميل، ويتمثل المشروع بأن المريض عندما يجري أي نوع من التجميل يحصل على شهادة من الطبيب تدون فيها المواد التي استخدمت، وإذا حدثت مضاعفات وذهب لدكتور آخر يعرف المادة التي استخدمت، وأعمل على المشروع مع الجهات الصحية في الدولة؛ لاعتماد الشهادة وإلزاميتها في جميع العيادات، ويتم وضع كود المادة المستخدمة حتى نحمي المريض والعيادة والطبيب؛ وذلك بسبب استقبالنا لحالات حدثت لها مضاعفات، ولا تدرك طبيعة المادة المستخدمة، ونستقبل سنوياً 3 % من الحالات التي تعاني مضاعفات، ولا تدرك نوعية المادة المستخدمة.

جراحون وأطباء تحولوا إلى تجار

د.أحمد عادل اختصاصي جراحة تجميل وترميم حروق والمدير العام والمدير الطبي لعيادة تجميل في مدينة دبي الطبية، قال: للأسف بعض الأشخاص يلجأ للجراح غير المختص وتحدث المضاعفات التي نراها في واقعنا؛ بسبب عمليات التجميل، ومضاعفات تؤدي للوفاة، وهناك جراحون وأطباء تحولوا إلى تجار وتفكيرهم يقتصر على زيادة الأرباح ومصلحتهم الشخصية، ولا نستطيع حصر عدد التجار؛ لكن عددهم يعد كبيراً على مستوى الخليج، وعلى الجهات الصحية في الخليج تكثيف الرقابة على مراكز التجميل؛ بحيث يجري الطبيب العمليات المختصة في تخصصه.
وأكد أن أجهزة التجميل أصبحت كثيرة في ظل تنافس الشركات، والأجهزة لا تكون فاعلة لدى بعض الأجسام وتناسب أخرى، وبعض الأجهزة فاعليتها وهمية وتستخدم من قبل فنيين وليسوا بأطباء أو جراحين، ويجري المريض خمس جلسات ودون فائدة، وبعد أن يدفع قيمة العلاج ويجري الجلسات يكتشف الطبيب أن الجهاز غير مناسب للمريض، والمريض لن يستطيع أن يطالب بحقوقه؛ لأنه وقع على ورقة تثبت أنه على علم بذلك.
وقال: إن أثر كذب التجميل كبير على المرضى؛ من حيث المضاعفات، وبعضهم يحصل على حقن وتؤدي إلى مضاعفات؛ بسبب أن مادة الحقنة غير مرخصة لدى الجهة الصحية أو رديئة الصنع، وبعض المرضى لا يعرفون عن نوعية المادة التي يحقنون بها.
وأكد أنه في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والتصوير المفرط لدى الجميع أصبح الإقبال كبيراً على عمليات التجميل، فالتجميل أصبح هوساً لدى بعض الأشخاص، وهم يشعرون بعدم رضا بسبب التشبه بالآخرين، وهؤلاء بحاجة إلى استشارة طبيب نفسي قبل إجراء أي عملية جراحية؛ للتأكد من سلامتهم قبل العملية، فالدكتور أقسم على خدمة الإنسانية ومصلحة الإنسان، وتخصص الجراحة هو تخصص طبي لا يختلف عن الجراحات الأخرى، فيجب أن يخلص الطبيب في عمله.

شراء الناس الرديء

وأكد د.فواز ناصر استشاري جراحة تجميلية في أبوظبي، أن إبر النضارة منتشرة بشكل كبير وكثير من الشركات الموجودة التي تروج لبضاعتها، وشراء الناس الرديء والعيادات الكاذبة التي تستعمل تلك البضاعة هي من يشوه صورة التجميل، وتؤثر سلباً في الشركات التي تنتج منتجات ذات جودة عالية.
وقال: إن المرضى يبحثون عن الرخيص، وحينما يلجأون للمنتج الرخيص فإن ذلك سيترك آثاراً سلبية، ومن يحافظ على اسمه واسم المستشفى لن يستخدم أي منتج رديء، وسيحرص على اختيار المنتج الذي يتمتع بجودة عالية، وفعلياً لدينا من يعمل في التجميل وليست لديهم شهادات البورد؛ حيث إنهم يعتمدون على دورة حصلوا عليها وهم غير مختصين بالتجميل؛ بل إن اختصاصهم قد لا يكون له أي علاقة بالتجميل، ويجب أن يقنن ذلك، ويخضع أطباء التجميل لاختبارات عديدة، كما أنه ينبغي التأكد من شهاداتهم. وحذر من المضاعفات الصحية السلبية لبعض عمليات التجميل، التي تجرى في أماكن غير مؤهلة، وتفتقر إلى الأطباء المتخصصين.
ونصح الجمهور بعدم الانجرار خلف الإغراءات التي تقدمها بعض المراكز والإعلانات التجارية والترويجية لإجراء أنواع معينة من جراحات التجميل التكميلية.

تجارة بحتة

د.زهير الفردان استشاري جراحة تجميل قال: مع الأسف في جراحة التجميل خرجنا من المنظومة الطبية، ودخلنا إلى تجارة بحتة، وعندما تدخل التجارة في الطب هنا المأساة، وتحدث المشاكل، والمراكز تفكر بالمادة والاستفادة التي ستحققها أكثر من المريض ذاته، ومصداقية الطب انتهت عندما نتكلم عن التجميل في بعض المراكز، وعند جراحة التجميل لا توجد تجارب وقوانين ثابتة لتحكم الأمر عند الرجوع للأجهزة وللمواد والتقنيات المستخدمة، وهنا نرجع إلى مصداقية الأطباء، والطبيب في السابق ينادى بالحكيم؛ لأنه حكيم، واليوم الطبيب تاجر في مهنة التجميل، وفعلياً هناك علاجات غير مجدية، وأجهزة غير مجدية تستخدم وتسوق؛ بسبب التجار والعيادات الخاصة التي تعتمد على الربحية.
وأضاف: كل يوم نسمع عن مضاعفات ومشاكل طبية؛ بسبب التجميل، وفئة أخرى لا تشتكي بسبب عدم رغبتهم بمعرفة الناس بأنهم أجروا عمليات تجميل، وتلك المضاعفات تحدث نتيجة أن الهدف مادي ولا ينطلق من منظومة طبية صادقة.

نتائج مختلفة

قال الدكتور خالد عبد الله العوضي استشاري ورئيس قسم جراحة اليد بمستشفى راشد: جملة النتيجة مضمونة 100٪ خاطئة وكاذبة، فلا يوجد في الطب ما هو مضمون 100 ٪، فعمليات التجميل ليست عصا سحرية، وجميع العلاجات لها نتائج مختلفة من شخص إلى آخر في التجميل، فبعض الأشخاص يستجيبون استجابة كبيرة، وبعضهم الآخر لا يستجيب، و«تقنية البلازما»، الدراسة لم تثبت حتى الآن أنها تعالج 100 ٪، ولابد أن يوضح ذلك الطبيب للمريض، وعلى المريض أن يستفسر قبل أن يوقع على أي إجراء طبي، فبعض الأطباء يبالغون في نتائج بعض العلاجات أمام المريض، والمريض عليه أن يقرأ قبل أن يبدأ بالعلاج التجميلي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"