عادي

عربي يكتب المسرحيات في أمريكا

02:55 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة: «الخليج»

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب ترجمة عربية لمسرحية «انطقها خاء» للكاتب يوسف الجندي، وقد ترجمتها إلى العربية د. ابتسام الشقرفي، وتتعرض المسرحية للصورة النمطية السلبية التي تظهر بها الشخصية العربية في وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، ووجدت هذه الصورة أرضاً خصبة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي كانت مصدر إلهام لإبداعات الكثير من الكتاب، خاصة الكتاب العرب الأمريكيين الذين هبوا دفاعاً عن الإسلام ضد كل التهم التي ألصقها الغرب به، إثر هذه الأحداث التي يمكننا القول إنها كتبت تاريخاً جديداً لبداية المسرح العربي الأمريكي، فقد قدم العديد من الكتاب أمثال بيتي شامية، وهيثر رافو، وليلة بوك، ويوسف الجندي، وغيرهم نمطاً جديداً للشخصية العربية مع حبكة درامية رائعة وقصة جديدة، وذلك لتغيير الصورة النمطية السلبية للشخصية العربية، التي دامت كثيراً في مخيلة الإعلام الأمريكي.
يوسف الجندي ولد في القاهرة عام 1957 وعندما بلغ الرابعة من عمره سافر مع عائلته إلى لندن، ومكث بها إلى أن بلغ السابعة عشرة، ثم سافر لمدة عام إلى العاصمة الفرنسية باريس وعاد منها مباشرة إلى القاهرة للحصول على الدرجة الجامعية الأولى في الأدب الإنجليزي المقارن بالجامعة الأمريكية، وعن عودته إلى القاهرة للدراسة قال: «كانت هذه رغبة أبي لكي أتعرف أكثر إلى موطني الأصلي».
ينتمي يوسف الجندي إلى عائلة فنية عريقة، فجده لوالدته هو المخرج الراحل زكي طليمات، وجدته لوالدته هي السيدة «روزاليوسف»، وخاله هو إحسان عبد القدوس، ووالدته السيدة آمال طليمات، وبعد تخرجه في الجامعة الأمريكية عام 1983 سافر الجندي إلى جامعة كارنيجي ميلون للحصول على درجة الماجستير في الفنون الجميلة، تخصص كتابة مسرحية، وبعد ذلك انتقل إلى مدينة سان فرنسيسكو ممارساً عدة وظائف منها قارئ لمسرح ماجيك ثياتر، ناقد مسرحي لمسرح أرشميدس وغيرها، بعد ذلك استقر لمدة سبع سنوات في العمل ككاتب دائم بجامعة دوق، ومنها انتقل إلى مدينة سياتل حيث قام بالتمثيل والإنتاج السينمائي وكتابة المسرحيات.
كان حصوله على الجنسية الأمريكية عام 1996 نقطة تحول في حياته، انطلق بعدها محلقاً في آفاق الإبداع المسرحي، فكتب عدداً من المسرحيات التي تدور في إطار اجتماعي سياسي كوميدي، حول العلاقة بين الشرق والغرب، ونظرة الغرب للعرب ومشكلات الهجرة، وغيرها من الأحداث التي عايشها في حياته، وذاع صيته في الآونة الأخيرة بفضل هذه المسرحيات التي تم عرضها في عدة ولايات أمريكية، وكرمته رابطة نقاد المسرح الأمريكي، ونال جائزة عن مسرحيته «أعداؤنا: مشاهد ممتعة عن الحب والمعارك» وبالإضافة إلى هذه المسرحية كتب الجندي 16 مسرحية منها: «انطقها خاء- جهاد جون- فاتنات كلاشنكوف- سيدة: ذلك الصوت العذب- مدينة كريمة» وغيرها.
قدم يوسف الجندي في مسرحيته «انطقها خاء» نموذجاً للشخصية العربية المسلمة وما تعرضت له من اضطهاد على يد المخابرات الأمريكية، وكيفية اتهامها للمسلمين العرب في أمريكا، حيث لا تستند تحرياتها إلى أي معلومات موثقة، بل إلى معلومات عامة، تنطبق على أي شخص عربي، حتى في أثناء التحقيقات لم تتطرق الأسئلة للحادث الإرهابي نفسه قدر تطرقها لقضايا عامة، تمس العرب جميعاً، مثل العرقية والمواطنة واللغة والدين وغيرها.
كتب الجندي هذه المسرحية عندما توقع أن يكون هو نفسه موضع اتهام وذلك لأصوله العربية المسلمة، وأخذ يفكر فيما سيفعل أو يقول إذا تعرض للتحقيق، وهذا هو موقف «خالد» بطل المسرحية، ويشير اسم المسرحية إلى موضع الصوت الأول من اسم «خالد» «من مؤخرة الحلق» حيث يصر خالد على النطق الصحيح لاسمه بينما يعجز الضابط الذي يحقق معه عن نطقه بشكل سليم، فتارة ينطقونه «هالد» وتارة «كالد» ويرمز العنوان إلى رفض الأمريكيين الاعتراف بوجود العرب في أمريكا، وإن اعترفوا بهم فيكون ذلك على مضض، فهو اعتراف يشوبه التحيز والعنصرية ضدهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"