دبي.. 50 قصة وقصة

04:44 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

تماماً، كما الزمان والمكان، وجهان لعملة واحدة.. فالتاريخ والجغرافيا، وجهان للعملة ذاتها، في الزمان والمكان. ولأن لكل أمة حكاية، فإن (دبي) قد بدأت نسج خيوط حكايتها في الخارطة العربية الخليجية (المكان)، في القرن التاسع عشر (الزمان)، بأيدي (قبيلة آل مكتوم) التي وفدت إلى المنطقة بمعيّة قائدها ومؤسسها (الشيخ مكتوم بن بطي آل مكتوم: 1833 - 1852)، لتواصل (دبي) مسيرتها التاريخية على النحو التالي: (الشيخ سعيد بن بطي آل مكتوم: 1852 - 1859)، (الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم: 1859 - 1886)، (الشيخ راشد بن مكتوم آل مكتوم: 1886 - 1894)، (الشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم: 1894 - 1906)، (الشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم: 1906 - 1912)، (الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم: 1912 - 1958)، (الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم: 1958 - 1990)، (الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم: 1990 - 2006)، (الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: 2006 - حتى الآن)..
إذن، هي (قصة دبي) التي يبلغ عُمْرها الآن (185 عاماً)، منذ ولادتها التاريخية كإمارة لها كيانها في ذاكرة التاريخ وفي سجلات الزمن ابتداءً من العام 1833 ميلادي، حيث القرن التاسع عشر.. مروراً بالقرن العشرين، ووصولاً إلى القرن الحادي والعشرين، حيث الألفية الثالثة.. فإذا كان الشيخ مكتوم بن بطي آل مكتوم هو واضع اللبنة الأولى للإمارة الاقتصادية (دبي) الذي أرسى قواعدها وأحاطها بحكمته وحنكته، فإن الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، هو من قادها لتكون ضمن المحميّة العربية الخليجية (دولة الإمارات العربية المتحدة) بعد الاتحاد الثنائي الذي جمع إمارتي (دبي) و(أبوظبي) بقيادة أخيه ورفيق دربه وأحلامه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمهما الله وطيَّبَ ثراهما.. لتستمر (دبي) في مسيرتها بقيادته حتى العام 1990 الذي ترجّل فيه عن الحياة، مُسْلماً روحه إلى الله، ومُسْلِماً دفَّة سفينة الإمارة إلى ولي عهده المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه.. وفي مناسبة رحيل «الشيخ راشد»، أبرق «الشيخ زايد» قائلاً: (بالأمس كان المغفور له الشيخ راشد، أباً لصاحب السمو الشيخ مكتوم وإخوانه، واليوم فإنني أنا أبوهم وعوضهم فيه وهم عوضي أنا في أبيهم، كما أنهم عوض شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، بما عرفته وعرفه هذا الشعب منهم من حب وحرص وتفانٍ في خدمة هذا الوطن).
وهكذا، مضت سفينة (دبي) بقيادة الشيخ مكتوم «رحمه الله»، في طريقها نحو النمو والازدهار لأجل المحافظة على مكانتها ك«لؤلؤة الخليج»، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة من العام 2006 التي غادر فيها الحياة، تاركاً القلم في يد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، لمواصلة نسج خيوط (قصة دبي)، حيث كتب يقول: (سيقولون بعد زمن طويل: هنا كانوا، هنا عملوا، هنا أنجزوا. هنا وُلِدوا، وهنا تربّوا. هنا أحبّوا، وأحبَّهم الناس).

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"