يقول الشاعر توماس إليوت «البحر الهادئ لا يصنع بحاراً ماهراً»؛ حيث تصنع الأجيال القوية التاريخ في الوقت الذي تكون هناك قيادة ممتازة، وحيثما يظل المجتمع متطوراً، فإنه يحدث تقدماً ملموساً عندما يستغل القادة المهرة الفرص المناسبة لتغيير الأشياء للأفضل دوماً، فقدرة الفرد على حفظ اتزانه في الطوارئ ووسط الاضطرابات وتجنب الذعر تعتبر العلامات الحقيقية للقيادة، فالإجابة الوحيدة عن الهزيمة هي الانتصار، فالمهارات القيادية تساعد على التطور في جميع الجوانب الحياة بدءاً من عملية البحث عن الوظيفة إلى مرحلة التطور الوظيفي؛ حيث تعد واحدة من المهارات الشخصية الفعّالة.
ولعل أبرز صفات القائد الناجح، الحسم؛ حيث قدرته على اتخاذ القرارات بشكل سريع وكفاءة عالية بسبب اكتسابه المزيد من الخبرات، ما يساعد على إنجاز الأمور بفاعلية منقطعة النظير وكذلك سمة النزاهة والتي تتضمن امتلاك مجموعة من القيم والمبادئ وعدم التنازل عنها والتحفيز وإتقان أشكال التواصل كاللقاءات الفردية والجماعية و تبني سياسة الباب المفتوح؛ حيث إن جزءاً كبيراً من التواصل يبنى على الاستماع ووضع الأهداف أو الرؤى لما يريد أن يصبح عليه في المستقبل.
وكذلك امتلاك مهارات الإقناع والتأثير والذكاء العاطفي (المهارات الناعمة) لأنها تمكن القائد من تحمل الإحباط والتوتر وعدم إظهار رد فعل عاطفي والمرونة والقدرة على التكيف، لأنها تفسح المجال أمام الابتكار والإبداع وهناك العديد من السمات التي يتوجب عليه الاتصاف بها كالثقة بالنفس والسلوك الإيجابي والشجاعة والإقدام والاحترام والوعي الذاتي والرؤية والتفويض.
فالقائد الناجح هو من يرى فرصاً في كل صعوبة فالتفكير السليم يكمن في النظر إلى الجانب المشرق، والقيادة تكون أكثر تحفيزاً عندما تبدأ بها بنفسك كقائد قدوة، لأنها مزيج من الاستراتيجية والشخصية، فوجود الرؤية تستلزم وجود طريقة تولد الحيوية والالتزام.
نحن الشعب الإماراتي نثق برؤية القيادة الرشيدة، ولأننا في دولة بفضل حكمة قيادتها ترحب بكل إنسان ليكون جزءاً من قصة النجاح في دولتنا، سنظل فخورون ومعتزون بقيادتنا الحكيمة في بناء مجتمع سعيد؛ حيث إنها تضع نصب أعينها دائماً سعادة ورفاهية المواطنين والمقيمين على أراضيها وتلبية متطلبات الحياة الكريمة لهم، وعلينا نحن بصفتنا أبناء الوطن الواحد أن نرد الجميل بالشكر وبذل المزيد من العمل، لاسيما أنها تبذل الغالي والنفيس من أجل رفعة رايتها خفاقة في مختلف المحافل الدولية، فتوجيهاتها كانت ومازالت وستظل المحرك الرئيسي للإنجازات لمواصلة الابتكار والإبداع في العمل للمساهمة في الارتقاء بالمجتمع الإماراتي و الوصول به إلى استشراف المستقبل لكي نبقى نموذجاً يحتذى لجميع دول العالم كافة.