عادي
أدلة على ثلاث مراحل استيطانية بالمنطقة الوسطى في الشارقة

كشف فخاريات وأوانٍ بمدافن مليحة

05:14 صباحا
قراءة دقيقتين

أجرى فريق مشترك من المتاحف الملكية للفنون والتاريخ في بروكسل ببلجيكا، وهيئة الآثار بالشارقة، تحريات أثرية في منطقة المقابر بمليحة، حيث اكتُشف سابقاً «قبر عمود» مفتش حاكم عمان في أواخر القرن الثالث قبل الميلاد.

وقال د.صباح عبود جاسم، مدير عام الهيئة: «نُقِّب في عشرة مدافن بشكل كامل، وعلى الرغم من أن جميع هذه المدافن نُهبت في العصور القديمة، لا تزال تحتوي على معلومات مهمة حول التاريخ المبكر للموقع، وعثر على مجموعة من الفخاريات ذات الأنواع الفاخرة المستوردة من بلاد ما بين النهرين، وأخرى من الهند وإيران في المقابر، والفخار المنتج محلياً.

وإلى جانب الفخاريات، وجدت أجزاء من الأواني البرونزية المزخرفة والمناخل وجرار أمفورا النبيذ من رودس في منطقة البحر الأبيض المتوسط، و​​تؤكد أهمية النبيذ في طقوس الجنائز. وعثر أيضاً على تمثال برونزي هندي فريد كمثال يظهر بجلاء، الروابط التجارية القوية لمليحة».

وأضاف: وجد الفريق كذلك بقايا مقبرتين رئيسيتين، كانتا ذات يوم تضمان مباني جنائزية ضخمة في الأعلى، وهناك مساحة كبيرة حول هذه المقابر مرصوفة بالكامل بالطوب واللبن، وهي ميزة لم توثق من قبل. كما كشف عدد من الثقوب التي تمثل قواعد لتثبيت جذوع تحمل فوقها السعف (براستي)، كانت فيما مضى تنتصب بالقرب من هذه المقابر، مما يشير إلى أن هذا الجزء من المقبرة كان قيد الاستخدام المكثف.

وعثر على العديد من الحُفر الكبيرة التي استخرجت منها الأتربة الجيرية، عالية الجودة calcaric لإنتاج الطابوق الطيني، المستخدم في تشييد المباني الجنائزية بالقرب منها.

ومن المخطط وفق جاسم إجراء مزيد من البحوث لمعرفة مساحة منطقة المقبرة المرصوفة، وتنقيب المقابر الضخمة في مركزها، علماً بأن قرب هذه القبور من قبر عمود، يشير إلى أنها قد تكشف معلومات عن التاريخ المبكر للموقع.

وتجري بعثة أثرية مشتركة من الهيئة، وقسم ما قبل التاريخ في جامعة توبنجن في ألمانيا، عمليات تنقيب جديدة على سفوح جبل البحيص في المنطقة الوسطى.

وقدمت هذه التنقيبات دليلاً إضافياً على وجود مجموعات جامعي القوت (الصيادين) في المنطقة منذ أكثر من 10000 عام.

وعثر على أدوات حجرية في ثلاث طبقات، مما يشير إلى ثلاث مراحل استيطانية متميزة. وبناء على المكتشفات الأثرية وعينات من الرواسب المحفورة، تُطور البعثة في الأشهر المقبلة التسلسل الزمني الدقيق لفترات الاستيطان، وإجراء تحليل مفصل للأدوات الحجرية التي كانت قيد الاستعمال خلال كل منها.

وستسهم نتائج هذا العمل في فهم الحياة اليومية، وأساليب العيش للمجاميع البشرية التي سكنت المنطقة، واستجابتها للظروف المناخية المتغيرة والبيئات خلال عصور ما قبل التاريخ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"