عادي
تدعو الشارع العربي للاقتراب أكثر من الفن المعاصر

ميرنا عياد: المعرض منصة عالمية لفنون المنطقة

03:03 صباحا
قراءة 4 دقائق
دبي:زكية كردي

مع بدايات فعالية «آرت دبي» عام 2007 عرضت الصالات أعمال الفنانين المعروفين وآخرين جدد. أولئك الذين كانوا يعدون من الفنانين الجدد هم مشاهير اليوم، ولهذا يجب أن تكون هناك مساحة دوماً لهذا التنوع، فالفنان الجديد يحتاج إلى هذه الفرصة؛ لينطلق في عالم الفن من منصة مميزة كهذه؛ كونها تجذب العالم كله.
هكذا تختصر ميرنا عياد، مديرة «آرت دبي»، الوظيفة التي تقوم بها هذه الفعالية الضخمة تجاه الفنانين الشباب.
وعن حقيقة الجهد الكبير، الذي يبذله القائمون على الفعاليات في جذب مدارس فنية جديدة وثقافات مختلفة إلى المنطقة، قالت: «نستضيف هذا العام 105 جاليريهات من 48 دولة، وهذا يجعل الدورة الحالية المقامة بين 20 و24 الجاري أكثر تنوعاً وتميزاً، فلا يمكن أن نستقطب الفنانين المشاهير فقط في فعالية كهذه؛ لأن «آرت دبي» أصبح موقعاً للاكتشاف، وبرأيي سوق اليوم ما يزال في مرحلة الدراسة والاكتشاف».
أما عن تفاصيل برنامج الفنان المقيم بالشراكة مع مركز «تشكيل»، و«دي ثري»، ومركز «ويرهاوس» فأوضحت أن إدارة «آرت دبي» منذ سنوات تراقب مسيرة تطور أعمال بعض الفنانين الجدد، حتى وقع الاختيار على 11 فناناً من نيجيريا وغانا وليتوانيا وتركيا والسعودية وبورتوريكو وإندونيسيا، وغيرها، ودعي هؤلاء ليزوروا الإمارات لفترة تتراوح من 4 إلى 8 أسابيع، ومن ثم تعرض الأعمال التي ينتجونها خلال هذه الفترة في المعرض. وقالت: أهمية الفكرة تأتي من أنها قائمة على الجمع ما بين (العمل - الإجازة) فالزيارة بالنسبة لهم عبارة عن إجازة للسياحة، ومعظمهم لم يزر الإمارات من قبل؛ لذا وضع جدول لتعريفهم بالمؤسسات الثقافية وصالات العرض في الإمارات، وزاروا متحف اللوفر بأبوظبي، وغيره من المعالم الشهيرة، ولابد أن هذه الزيارة تنعكس على أعمالهم الآن أو في المستقبل، فهذا ما حصل في تجارب الكثير من الفنانين، مثل ضياء العزاوي، وشاكر حسن السعيد، عندما زاروا لندن وأثرت بأعمالهم فيما بعد، والتنوع الموجود في الإمارات لا بد وأن يخلق شيئاً من الإلهام.
وعن جديد «آرت دبي» ذكرت أن هناك صالات عرض تشارك من كازخستان، آيسلندا، إثيوبيا، غانا وأن هذه البلدان تشارك في المعرض للمرة الأولى. ورأت أن أهمية الاستقطاب لبلدان وفنون جديدة تأتي من إمكانية التعرف إلى هذا التراث الإنساني المختلف من خلال فنون هذه البلدان، ما يجعل المشاركات المتنوعة والمتعددة في المعرض تمنحه سمة العالمية، مع العلم أن صالات العرض في دبي تمتلك سمة التنوع وتقدم فنوناً مختلفة.
وأضافت: أيضاً هناك مشاركة لصالات عرض جديدة من بلدان اعتادت المشاركة؛ مثل: مصر، لبنان، الأردن، وغيرها، وتؤكد أن التنوع هو السمة الأساسية في هذا المعرض.
ورأت عياد أن الفنان يعد أصدق من يوثق أحداث التاريخ وينقلها للأجيال القادمة؛ لأنه يبدع بعيداً عن الأيديولوجيا.
وأشارت إلى أنه رغم الجهود الكبيرة في دبي لجذب الشارع العربي إلى «الفن المعاصر» وتقريب عناصره الغريبة له إلا أن هناك فجوة ما بين جهود صالات العرض والقائمين على التعريف بهذا الفن والترويج له، وبين الجمهور الذي يأخذ منه موقف الساخر. وقالت: حتى بالنسبة للمثقفين لديهم هذه النظرة، فما يزال العالم العربي مفتتناً بالفن الكلاسيكي - التصويري، ومندهشاً بتقنيات المدرسة «فوق الواقعية» كجزء من الفن المعاصر، أما ما تبقى فهو ما يزال مستغرباً عصياً على الفهم؛ لذا يبذل «آرت دبي» الكثير من الجهد؛ لتقريب الفن بكل أشكاله من الناس في المنطقة عموماً، فالفن ديمقراطي، أي هو للجميع. وأضافت: القائمون على الفعالية يعملون طوال السنة، يسافرون حول العالم ويصورون أفلاماً عن الفنانين في الاستوديوهات الخاصة بهم؛ ليعرفوا العالم بهم، وأيضاً تقدم مدرسة «كانفس آرت دبي» الدورات التعليمية التي تستمر لستة أشهر، وتمنح الشهادات المعتمدة في الفن، وأيضاً لدينا في المعرض «جلوبال آرت فورم» و«مودرن سمبوزيوم» أحدهما يستعرض أعمال الفنانين الرواد، الذين عملوا في فترة الخمسينات والستينات، والآخر يستعرض المواضيع المهمة اليوم، وبهذه الطريقة يحاول المعرض أن يجذب الجميع؛ لكن على الناس أن تقترب وتسأل وتستفسر لتفهم هذه الفنون.
واعتبرت أن ما تقدمه الإمارات اليوم للفن يعد شيئاً عظيماً، وقالت: ليس سهلاً أن نتمكن من زيارة «متحف اللوفر» دون أن نضطر للسفر، وهذه فرصة عظيمة لنصطحب أبناءنا ونجعلهم يطلعون على هذه المعارض المهمة، فنشر الثقافة الفنية والعمل على تكريسها يجب أن يبدأ من الصغر، وهناك جزء كبير يقع على عاتق المدرسة والمناهج الفنية التي تدرسها، وربما هذه الطريقة الوحيدة التي ستمكننا من بناء جيل مثقف فنياً.
ومن خلال خبرتها الطويلة كصحفية متخصصة في المجال الفني على مدى ستة عشر عاماً تؤكد أن التطور الذي طرأ على هذا المجال يعد كبيراً جداً، رغم افتقار عالمنا العربي اليوم للنقاد الفنيين المتخصصين، وأيضاً للمؤلفات في هذا المجال باللغة العربية. وأوضحت أن الإنجازات التي قدمتها الإمارات تستحق كل التقدير في مختلف القطاعات والمجالات، وهذا ما جعل منها منصة للفنون أيضاً في منطقة الشرق الأوسط، وجعل الفنانين قادرين على الاعتماد عليها في مسألة النهوض بالثقافة الفنية ورفع قيمتها وتأثيرها في الشارع العربي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"