حوارنا الثقافي مع الشرق الآسيوي

04:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
نورة الكعبي*

شهدت علاقات دولة الإمارات مع الجمهورية الكورية تطورات متسارعة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وازدادت قوة ومتانة منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل أربعين عاماً، وعلى الرغم من البعد الجغرافي بين الإمارات وكوريا الجنوبية، فإن القيم والمبادئ المشتركة التي تجمعنا، نجحت في تقليص هذه المسافة؛ لتصبح كوريا وشعبها أقرب إلينا من أي وقت مضى.
مرت العلاقات الإماراتية الكورية بعدد من المحطات المفصلية والتي أسهمت في ترسيخها وتوثيق أواصرها، ففي عام 2001، استقبل الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رئيس الوزراء الكوري الجنوبي لي هانج-دونج، ووقعا اتفاقية تاريخية؛ قادتنا نحو تأسيس مشاريع تعاون مشترك، استمرت علاقات التعاون في النمو والازدهار على مختلف المسارات، فقد قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بزيارات إلى جمهورية كوريا في مايو/أيار 2010، ومارس/آذار 2012، وإبريل/نيسان 2014، وفبراير/شباط 2019، وأصبحت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بشراكة استراتيجية خاصة مع الجمهورية الكورية.
رحب المجتمع الإماراتي وخصوصاً شريحة الشباب بالثقافة الكورية المعاصرة؛ والمتمثلة في الأعمال الدرامية، ورياضات الدفاع عن النفس، والمطبخ الكوري، وموسيقى البوب الكورية، كما وجد مواطنو كوريا في مجتمع دولة الإمارات الترحاب وكرم الضيافة المعهودين، والمساندة القوية؛ لتعزيز التبادل بين المجتمعين، مستندين على أسس السلام والتسامح والعيش المشترك، وقد كان ذلك كله ثمرة جهود واضحة بذلتها القيادة في البلدين عبر قنوات الحوار والمبادرات والزيارات المتبادلة التي انعكست على مجالات عدة؛ وفي مقدمتها القطاع الثقافي الذي شهد تطورات ملحوظة؛ بفضل تلك الجهود.
وخلال العقود الأربعة الماضية، لعب القطاع الثقافي دوراً أساسياً في تعزيز الثقة والحوار المتبادل وأواصر الثقافة والمحبة بين الشعبين الصديقين؛ وذلك من خلال تأسيس أرضيات مشتركة وفضاءات يلتقي عبرها المبدعون من البلدين؛ للتعرف إلى المجتمع من الداخل وعاداته وتقاليده؛ حيث إن البلدين يمتلكان رؤية ثقافية مشتركة، تحث على الاحتفاء بمختلف ثقافات العالم، ونشر السلام والتبادل المعرفي، وفي ظل هذا التفاهم المشترك؛ أطلقنا الحوار الثقافي الإماراتي الكوري لعام 2020.
واستضفنا في عام 2016 أول مهرجان كوري من نوعه؛ حيث احتفينا بالإرث الثقافي الكوري وقدمناه لمجتمعنا، واليوم يعد هذا المهرجان، حدثاً أساسياً على روزنامة الفعاليات الثقافية السنوية في أبوظبي، وعقب هذا النجاح الباهر، تم افتتاح المركز الثقافي الكوري في أبوظبي في نفس العام.
حلت الثقافة الكورية ضيفة في 2019 على «مهرجان أبوظبي»؛ أحد أبرز الفعاليات الثقافية السنوية؛ وذلك في أعقاب توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع كوريا في مارس من عام 2018، والتي يسعى الطرفان من خلالها إلى تعزيز الروابط الثقافية على عدة محاور في القطاع الثقافي، وتعزيز الحضور الفني والأدبي بمختلف أشكاله التقليدية والمعاصرة.
ولأهمية اللغة باعتبارها المدخل الرئيسي لتعلم ثقافة الآخر؛ فقد دشنا فرعاً لمعهد «كينج سيجونغ» في جامعة زايد، بما يتيح لمجتمعنا استكشاف الثقافة والتراث والتقاليد الكورية، كما تحتضن جامعة زايد «النادي الكوري»؛ حيث يلتحق بدروس اللغة الكورية بالجامعة أكثر من 100 طالب وطالبة.
لا شك أن عام الحوار الثقافي الإماراتي الكوري ستكون له انعكاساته الإيجابية على توسيع آفاق التعاون، وتطوير البرامج والمبادرات الثقافية في البلدين، ونتطلع في 2020 إلى تقديم الثقافة الكورية لشعبنا والمقيمين على أرضنا، وتقديم ثقافتنا وتراثنا الحضاري لكوريا وللعالم.

* وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"