صفقات النفط تزيد مناعة روسيا إزاء العقوبات

03:33 صباحا
قراءة 3 دقائق
دأب رئيس شركة روزنفت التنفيذي "إيغور سيشين" أحد أقرب الشخصيات الروسية من الرئيس بوتين، المدرج اسمه على رأس قائمة العقوبات الأمريكية، على التركيز ليل نهار على عزل الشركة عن أي تأثير لتلك العقوبات مستقبلاً . وقد أعلنت الشركة عن تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لدعم عمليات الحفر للشركة الروسية الفنزويلية المشتركة "ويذر فرونت إنترناشونال" المتخصصة في الخدمات النفطية ومقرها جنيف . وتحتل هذه الشركة المرتبة الثانية من حيث حجم عملياتها عالمياً بعد شركة "شلمبيرغر"، كما أن عائداتها من عملياتها في روسيا تأتي بعد عائدات شركة "هالبرتون" الأمريكية في الترتيب .
وهذه الشراكة تضمن لمشاريع "روزنفت" مناعة ضد العقوبات الأمريكية في حال فرضت الأخيرة حظراً على توريد التقنية للشركات الروسية . وإضافة إلى تعزيز شراكة "روزنفت" مع "ويذرفرونت" التي تحتاج إلى السيولة النقدية، توفر الصفقة للشركة الروسية 8 آلاف موظف هي في أمسّ الحاجة إليهم في عمليات خدماتها الداخلية المتنامية . كما أن كلاً من "روزنفت" و"غازبروم" زادت من حجم طلبياتها على الأجهزة والمعدات من المصانع الصينية والروسية .
وفي الإطار نفسه تربع سيشين على كرسي مجلس إدارة شركة "بيريللي" الإيطالية لصناعة الإطارات بمقتضى صفقة تعقد قريباً تستحوذ فيها "روزنفت" على حصة بنسبة 2 .26%من الشركة الإيطالية .
وأحد أهم المكاسب التي تترتب على هذه الشراكة توطيد العلاقة مع ماركو بروفيرا رئيس شركة "بيريللي" أكثر رجال الأعمال نفوذاً في إيطاليا ما يضمن فرص تواصل قوية مع رجال الأعمال الإيطاليين لضمان معارضة حكومتهم تنفيذ العقوبات على الروس في الاتحاد الأوروبي . وكانت الحكومة الإيطالية قد عبّرت عن موقف مشابه عند الحديث عن العقوبات على روسيا، بدعوى أنها سوف تسبب ركوداً في منطقة اليورو في حال التزمت بها الدول الأعضاء الثمانية والعشرون .
ثم تأتي صفقة "روزنفت" مع شركة "بريتش بتروليوم" البريطانية التي تملك أصلاً حصة في الشركة الروسية . فقد وافقت "بريتش بتروليوم" على شراء مشتقات النفط الروسي بقيمة 5 .1 مليار دولار بشروط الدفع المسبق، وهو ما يوفر لشركة "روزنفت" سيولة نقدية كافية لتسديد ديونها للبنوك، في الوقت الذي تتحاشى البنوك الأوروبية منح القروض للروس . وهنا أيضاً سوف تستخدم الشركة البريطانية ثقلها للوقوف في وجه العقوبات على روسيا ضماناً لمصالحها المتمثلة في الحصول على ما سددت ثمنه سلفاً .
وقد تجاوزت مبيعات "روزنفت" في الربع الأول من العام 40 مليار دولار أو ما يعادل 6 .8% من الناتج الإجمالي الروسي . وكل هذه العوامل تجعل من "روزنفت" وكيلاً معتمداً لبوتين عندما يتعلق الأمر بالاستثمارات والصفقات ذات المفعول السياسي . وبما أن "سيشين" لا تطاله عقوبات الحكومات الأوروبية فإن روبرت دادلي رئيس شركة "بريتش بتروليوم" يستمر في لقائه باعتباره عضواً في مجلس إدارة الشركة، وهذا يعني بالضرورة أن له نفوذاً جيداً في القارة .
ومهما فعل بوتين في أوكرانيا سيكون من الصعب على الإدارة الأمريكية حمل الاتحاد الأوروبي أو بعض الدول الأعضاء على اتخاذ الموقف العدائي نفسه من روسيا . ولهذا لعل من الأفضل للغرب أن يطلق يد بوتين جزئياً في أوكرانيا بدل دفعه لتهديد استقرار الدول المجاورة لروسيا . والسبب الوحيد وراء رفض هذا الخيار هو عناد واشنطن، وعدم اعترافها بعجزها عن جر الاتحاد الأوروبي لصفها .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"