مرحلة دولية جديدة

03:29 صباحا
قراءة دقيقتين

شكلت الأحداث التي شهدتها منطقة القوقاز بين روسيا وجورجيا بدء مرحلة جديدة من خلال حجم وفاعلية الدور المتحقق لأي طرف في مسرح العلاقات الدولية، وما يمكن ان يحققه في شكل وحجم القوة المهيأة للاستخدام، وقد بات واضحاً مدى عمق النقلة التي حققتها روسيا في حجم القوة وفاعلية الدور وهما بلا شك انعكاس لواقع دولة عظمى تحاول رغم كل المنافسة المواجهة لها ان تأخذ استحقاقاتها الدولية.

والأكيد في هذا الجانب ان انتقال المواقع بين القوى مرهون بالوضع المتحقق مع ارتباطه بالمفهوم الاستراتيجي المعني لكل دولة والذي يستوجب ان تخدمه كل اطارات العمل بطريقة مكثفة ونوعية ما يؤهله لأن يخوض صراعاً استراتيجياً مع القوى المنافسة التي غيبت دوره سنوات ليست بالقليلة وهذا ما يتماثل ووضع روسيا الجديد الذي كان لجهود رئيسها السابق فلاديمير بوتين القاعدة الأساسية التي جرى عليها البناء لدور روسيا الكوني الجديد، والمتقاطع مع ادوار كونية أخرى اهمها الدور الامريكي الذي أراد اختبار قدرات منافسه الدب الروسي في جورجيا، فخرج بنتيجة مخيبة له ولمن جرى استخدامه كمخلب قط في حين خرجت روسيا وهي بعنفوان وقوة ونفوذ كانت تفتقدها قبل ذلك.

ولذلك فالدور الروسي الجديد الذي قوبل بموقف غريب من قبل بعض القوى الأوروبية وتحديداً فرنسا سيكون إحدى الادوات الفاعلة في رسم هيكلية جديدة للعلاقات الدولية ما يوفر لجميع القوى النافذة، وإحداها فرنسا، قاعدة تفاهم جديدة تكون قادرة على بلورة صياغة علاقات دولية متوازنة تهدف إلى تعظيم مصالح الشعوب ورفاهيتها وأمنها. وعليه فإن جورجيا التي دفعتها الرغبة الامريكية لاستفزاز الدب الروسي والتطاول عليه خرجت عارية من كل شيء اللهم إلا تابعيتها لواشنطن في كل شيء تريده، وفوق ذلك فإنها خسرت إقليمي أبخازيا وأوستيتا الجنوبية اللذين أعلنا استقلالهما عن جورجيا بدعم ومباركة روسية. والأكيد في هذا الجانب ان هذا المتغير الجيواستراتيجي لن تجري حلحلة أوضاعه إلا على حساب جورجيا رغم كل ضجيج الامريكان وتبويقهم في حين ان روسيا أوضحت بالوقائع أن اليوم ليس كأيام يلتسين وعلى الجميع أن يفهم ذلك، وإلا فالعواقب ستكون مثلما جربتها مدن جورجيا في الايام الماضية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"