لتبقَ مسيرة التعليم مميّزة

03:41 صباحا
قراءة دقيقتين
فوّاز الشعّار

ينتظم اليوم، نحو مليون ومئتي ألف طالب وطالبة في الإمارات السبع، موزّعين على المدارس الحكومية والخاصة.
هؤلاء الطلبة يشكلون نحو عشرة في المئة من سكان الدولة، لكنهم مع أولياء أمورهم، وذويهم والمنشغلين بشؤونهم، والواضعين الأيدي على القلوب قلقاً، وأملاً، ومشاعر شتّى، يشكلون نحو ثمانين في المئة؛ إذاً دولة الإمارات في معظمها، على موعد اليوم، مع عام دراسيّ جديد حافل.
ولنقف عند «حافل» هذه ونتأمّل فحواها ومضامينها؛ فهل سيكون حافلاً بالجديد المفيد، علماً وتربيةً ووعياً، وثقافةً؟ هل سنترك أبناءنا بين أيادٍ أمينة فعلاً، كما سعت الدولة، منذ نشأتها، على يد المؤسّس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، لتكون بين الأكثر تقدماً وتميّزاً في العالم، في كل المجالات، وأوّلها التعليم، لأنه منطلق النهضة، وحجر أساسها الأول؟ هل سنكون مطمئنين واثقين بأنهم سيعودون كلَّ يوم من مدارسهم، وعيونهم تشعّ ألقاً، ونفوسهم ملأى بالشغف للعودة في اليوم التالي، لينهلوا من مظانّ المعرفة، وينابيع العلم؟
نحن وأبناؤنا تمتلئ قلوبنا بالفخر، حين نسمع كلّ يوم عن نصر معرفي جديد، أو تميّز علميّ مهم، ناله أحد أبناء الوطن، أو بناته، فهناك المخترعون، والعلماء، والمتفوقون في جامعاتنا والجامعات في شتى دول العالم، من الجنسين، يثبتون يوماً بعد الآخر، تفوّقهم، وجدارتهم.
خريجو مدارس الدولة، بجناحيها العام والخاص، شباب يجعلون الهامات تشمخ زهواً والقامات تتطاول فخراً، والنماذج كثيرة، لا يسع لذكرها مقال، لكنهم يملؤون ساحات الوطن العلمية والعملية والثقافية، وأخبار تفوّقهم تتصدّر أخبار الصحف ومواقع التواصل، ومنصات البحث.
الذي نعوّل عليه في هذا، هو أن تكون مدارسنا هذا العام، امتداداً لنجاحات الأعوام السابقة، بل أن تزيد في العطاء والبذل المعرفيّين، وأن تهيّئ هيئتها التدريسية أولاً، بكل ما يمكن أن يثري علوم الطلاب، ويزيد معارفهم، ويجعل يومهم المدرسيّ متعة ملأى بالفائدة، ثم أن يكونوا لهم أصدقاء ورفاق خير، وأرباب نصحٍ. وأن تكون هيئتها الإدارية، بمنزلة الأسرة المحبة الحانية الحريصة على مصلحتهم. وأن تنظر إداراتها بعين الرأفة والعطف والمنطق الإنساني، لأوضاع أولياء الأمور المادية، فلا تبالغ في الرسوم ولا تسرف في طلبات، قد تكون غير ذات قيمة للطالب، ولا تقدّم له فائدة، بل تراعي أن هذا الأب أو الأم، يبذلان جهوداً جبارة، لتعليم أولادهما، إذ إن متوسّط عدد الأبناء المنتسبين إلى المدارس، في أية أسرة أربعة، فكيف سيكون وضع هذا الأب، وهو يسعى لدفع أقساطهم؟ وهناك آباء، فضَّلوا أن يذهب أبناؤهم إلى بلدانهم، ليكملوا تعليمهم هناك، معانين قسوة البعد، ولواعج الحنين.
فلتكن إدارات المدارس، جزءاً من هذه المسيرة الطافحة بالأمل والتفاؤل، لبناء مستقبل مزهر ينتظره الوطن من أبنائه.
فهل ننتظر من عامنا الدراسيّ الجديد، أن يزيد هاماتنا زهواً، أم تمتلئ نفوسنا بالخيبة؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"