عادي
1200 عمل ل 20 فناناً في ملتقى الشارقة لفن الخط

إسهامات متنوعة في جماليات الحرف العربي

01:35 صباحا
قراءة دقيقتين

يمثل ملتقى الشارقة لفن الخط العربي الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مساء امس الأول تجربة لافتة تتميز بالفرادة عبر الاحتفاء بكل ما هو أصيل ومعبر عن جماليات الثقافة العربية ممثلة في فنون الخط العربي بأنواعه المتعددة. من ناحية أخرى لا يمكن النظر إلى هذا الملتقى من خلال الذائقة الفنية فحسب وانما هناك اسهامات متنوعة من بلدان شتى حيث يجد المتابع نفسه أمام 1200 عمل لأكثر من 200 فنان ينتمون لمختلف بلدان العالم. إن الدلالة التي يمكن الخروج بها من هذا الزخم تؤكد ان الشارقة تعيش حالة ثقافية فاعلة تستمد خصوبتها من ذلك التنوع الثقافي اللافت للنظر والذي نجده في كل تظاهرة ثقافية.

تحت عنوان اليابانيات شمس الحرف يحتفي الملتقى بتجربة سبع سيدات يابانيات لا يتكلمن العربية وتم تعليمهن الخط والزخرفة في مركز الشارقة للخط العربي والزخرفة. تتفاوت أعمارهن بين الستين سنة ومنتصف العقد الرابع وما يميز الطالبات اليابانيات وتجربتهن أنهن قدمن أفكاراً جميلة باتجاه ادخال الحرف العربي في نسيج الفن الياباني، ليس في الجرافيك والاعلان وحسب بل على مساحة اشتغالات أكبر تجسدت عبر المشاركة بمجموعة أعمال خطية تتنوع بين الثلث والديواني والرقعة وغيرها من الخطوط موشحة بالرقش والتذهيب.

تجربة أخرى يبرزها الملتقى لأربعة فنانين إيرانيين احترفوا فن الخط العربي بدءاً من حرفية الخط التقليدي وصولاً الى المنمنات والمزج بين الزخرفة والرسومات الإيرانية الكلاسيكية وبرزوا في التجويد ليس بقواعد الخط وما يتعلق به من نقش وزخرفة وحسب بل في أعمال الجرافيك أيضاً ليوازي هذا الفن الجميل تجلياته في العمارة وكتائب القاشاني والنقوش التقليدية.

ويأتي معرض الكلمة والصورة لجمعية الإمارات للتصوير الضوئي ليؤكد انه يمكن للفنان من خلال معانقة الكلمة للصورة ان ينتج فناً شديد الرهافة حيث التصوير الضوئي شغف تبادلي بين الفنان والمتلقي عبر صور فوتوغرافية توثق لجمالية الخط العربي فالكاميرا صورت الكلمة في الأمكنة والمساحات المخصصة لها على جدار، أو تفصيل من داخل لوحة، أو من خلال جامع أو قبة.. إلخ فللحروف العربية كما تلتقطها العدسة وجه آخر أو وجوه عدة.

ومن بين التجارب التقنية التي يحتضنها ملتقى الشارقة لفن الخط العربي، تجربة الحروف الطباعية، تتميز هذه التجربة بالخصوصية نتيجة لما اضفاه الحاسوب من سعة جمالية ترجمت واقعياً في لوحات حروفية غير معقدة، حيث امتلأ معرض الحروف الطباعية بلوحات مبهرة لآيات قرآنية أو أحاديث نبوية شريفة احتفظت بطابعها اليدوي التقليدي اضافة إلى جماليات التقنيات الحديثة ليخرج مزيج فني يجذب عين المشاهد بتلقائية لا تكلف أو تصنع فيها.

وبخلاف هذه المشاركات المتميزة في الملتقى هناك العديد من المعارض الفردية اضافة الى تجربة إيني ارحماني في الحروفية الاندونيسية وغيرها مما يؤكد العديد من النتائج التي يمكن الخروج بها من هذا الملتقى حيث لم تعد مثل تلك الفعاليات احتفاليات ثقافية وحسب وانما آليات للتفاعل بين ثقافات مختلفة قد يؤدي استثمارها عبر المدى الزمني الطويل الى المساهمة في إحلال ثقافة الحوار والسلام بين البشر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"