عادي
جلسات النطق بالحكم تستغرق أياماً عدة

إدانة بارون النفط الروسي خودوركوفسكي وشريكه في ثاني محاكمة

04:44 صباحا
قراءة 5 دقائق

دانت محكمة في موسكو ميخائيل خودوركوفسكي وشريكه الرئيس بلاتون ليبيديف بسرقة ملايين الأطنان من النفط في ثاني محاكمة لهما، في قضية ترتدي طابعاً سياسياً كبيراً .

وقال القاضي فكتور دانيلكين الذي بدأ أمس النطق بالحكم في هذه القضية السياسية بامتياز أن المحكمة رأت أن خودوركوفسكي وليبيديف قاما بسرقة ممتلكات في إطار مجموعة منظمة باستخدام وظيفتيهما . وخودوركوفسكي وليبيديف مسجونان منذ ،2003 كما دانت المحكمة الرجلين بتبييض 23،5 مليارات دولار .

ويفترض أن تستغرق جلسات النطق بالحكم عدة أيام، تعلن في آخرها المحكمة أحكامها . لكن هيئة الدفاع أعلنت أنها قررت استئناف الحكم الذي سيصدر .

وقال كبير المحامين فاديم كليوفغانت في تصريحات نقلتها وكالة انترفاكس سنستأنف الحكم بالتأكيد .

كان الادعاء طلب السجن 14 عاماً لخودوركوفسكي وشريكه اللذين يحاكمان منذ مارس/آذار 2009 بتهمة سرقة 218 مليون برميل من النفط .

وتدافع بين مئتي و300 شخص بينهم عدد كبير من الصحافيين لدخول قاعة محكمة خاموفنيكي في موسكو صباح أمس . لكن عدداً قليلاً منهم فقط تمكن من دخولها .

وهتف مؤيدون لخودوركوفسكي خارج المحكمة الحرية للسجناء السياسيين وروسيا من دون بوتين، رجل روسيا القوي ورئيس وزرائها فلاديمير بوتين .

وذكرت صحافية من وكالة فرانس برس أن عشرات الأشخاص أوقفوا .

ويرى كثيرون أن قضية يوكوس دبرتها السلطات الروسية لتحطيم مكانة رجل الأعمال المستقل الذي كان يدعم المعارضة ولا يتردد في مخالفة بوتين عندما كان رئيساً .

وخودوركوفسكي الذي كان يترأس يوكوس أهم شركة في القطاع النفطي وليبيديف مسجونان منذ 2003 ويمضيان عقوبة مدتها ثماني سنوات إثر ادانتهما بالاحتيال على نطاق واسع وبالتهرب الضريبي . وكان يفترض أن تبدأ جلسات النطق بالحكم في 15 ديسمبر/كانون الأول، لكنها ارجئت من دون أي تفسير .

وفي اليوم التالي، صرح فلاديمير بوتين الذي يرئس الحكومة حالياً أن مكان خودوركوفسكي هو السجن، مما دفع بهيئة الدفاع ومنظمات غير حكومية دولية إلى اتهامه بالتدخل في المحاكمة .

وقال بوتين في برنامج للرد على اسئلة المواطنين الروس إن كل سارق يجب أن يودع السجن، مشيراً إلى أن القضاء أثبت جرائم خودوركوفسكي .

واتهمه بوتين مجددا بالوقوف وراء جرائم قتل مع أن القضاء لم يثبت هذه التهمة .

ومن دون أن يرد على اتهاماته مباشرة، وصف خودوركوفسكي بوتين في مقال نشرته الجمعة صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا بأنه رجل وحيد لا يملك أي شعور صادق سوى حب الكلاب .

ويرى عدد كبير من المراقبين أن الحكم سيشكل اختبارا للسياسة الأكثر ليبرالية التي يتبعها الرئيس ديمتري مدفيديف وسيوجه إشارة إلى النخب والمستثمرين الأجانب .

وقال الرئيس الروسي الجمعة إنه لا الرئيس ولا أي مسؤول آخر يملك حق التعبير عن موقفه قبل صدور الحكم . إلا أنه لم يصل إلى حد أدانة تصريحات بوتين .

ورداً على سؤال عن الطابع الانتقائي للقضاء الروسي، أكد مدفيديف أنه ليست هناك أدلة ضد رجال أعمال روس آخرين .

وكان اركادي دفوركوفيتش المستشار الاقتصادي الخاص لمدفيديف صرح مؤخراً أنه ليس هناك أساس للاتهامات الموجهة إلى خودوركوفسكي في القضية الثانية .

وقد أكد ايغور يورغنز أحد مستشاري الرئيس الروسي أمس أن تبرئة خودوركوفسكي ستكون قراراً عادلاً وعملياً .

وأضاف مدير معهد التنمية المعاصر الذي يتولى مدفيديف رئاسة مجلس المراقبة فيه وحدها التبرئة ستكون حكماً عادلاً وعملياً وعقلانياً في كل الاتجاهات .

وأعلن سفير ألمانيا في موسكو أولريس براندنبورغ قبل يومين من إعلان الحكم أن المحاكمة تثير قلق أوساط رجال الأعمال الغربيين مشدداً على أن الحكم سيكون اختباراً لدولة القانون في روسيا . (أ .ف .ب)

من هو ميخائيل خودوركوفسكي؟

ميخائيل خودوركوفسكي (47 سنة) الرئيس السابق لشركة يوكوس النفطية كان من أكثر أصحاب النفوذ موهبة وثراء، أصبح اليوم اشهر سجين في روسيا بعدما تجرأ على مواجهة فلاديمير بوتين .

وترى السلطات الروسية أن خودوركوفسكي الذي ادين أمس في ثاني محاكمة، مجرم متهم بسرقة النفط وبيعه بشكل غير شرعي .

وأعلن رئيس الوزراء والرئيس السابق فلاديمير بوتين، في 16 كانون الأول/ديسمبر ان كل لص مكانه السجن، معتبراً أن القضاء اثبت جرائم خودوركوفسكي .

قال بوتين ان يديه ملطخة بالدم وقارنه بزعيم المافيا الأمريكية آل كابون والمحتال الأمريكي برنار مادوف .

لكن المدافعين عن حقوق الانسان والعديد من المراقبين الأجانب يرون في خودوركوفسكي ضحية تصفية حسابات نظمها بوتين الذي يرمز في نظرهم إلى الانحراف نحو التسلط في البلاد، لأنه ازعجه باستقلاله المعلن وطموحاته السياسية .

ويرمز مشوار هذا الرجل صاحب النظارات الدقيقة والشعر القصير إلى مصير الأثرياء الروس من اصحاب النفوذ خلال التسعينيات .

وقد ظهر هؤلاء الرأسماليون الجدد في عهد رئاسة بوريس يلتسين واستحوذوا على قطاعات كاملة من الاقتصاد من خلال عمليات خصخصة غامضة بفضل علاقاتهم بالسلطة .

ودرس خودوركوفسكي المتحدر من عائلة مهندسين متواضعة من موسكو، الكيمياء والاقتصاد قبل اقتحام مجال الأعمال . وقد كان عضوا في الشباب الشيوعي (كومسومول) في العهد السوفييتي واقام علاقات مع قيادات الحزب .

وقبل انهيار الاتحاد السوفييتي اسس في السادسة والعشرين من عمره مصرف ميناتب الذي مكنه من شراء اغلبية أسهم مجموعة يوكوس النفطية التي سيطر عليها بالنهاية في ظروف غامضة .

وتولى منصب وزير الطاقة سنة 1993 عندما كان في الثلاثين من عمره .

ومع بداية الالفية الجديدة تحول الثري الذي اثارت طرائق عمله جدلاً في استراتيجيته وبات اول روسي يختار إدارة شفافة على النمط الغربي، وتعاقد مع متخصصين أجانب وأصبح افضل المستثمرين .

وخطط ميخائيل خودوركوفسكي حينها لتحالف بين يوكوس وايكسون موبيل الأمريكية، وساعد ماليا المعارضة الليبرالية واستثمر ملايين الدولارات في برامج دعم المجتمع المدني .

وتحولت يوكوس بفضل السوق النفطية إلى أول شركة روسية في هذا القطاع وخودوركوفسكي إلى أكبر ثري في البلاد يملك نحو 15 مليار دولار، حسب تقديرات مجلة فوربس الأمريكية المتخصصة .

وفي مطلع ،2003 تحول لقاء في الكرملين بين نحو عشرين ثريا والرئيس حينها فلاديمير بوتين، إلى عاصفة .

فقد قال خودوركوفسكي الذي كان الوحيد الذي لم يرتد ربطة عنق، انه حان الوقت للتحرك ضد الفساد في قمة الدولة ذاكرا بالاسم أشخاصاً مقربين من بوتين .

ورد عليه بوتين بالقول هل أنت متأكد يا سيد خودوركوفسكي ان حساباتك صافية مع الضرائب؟، فأجاب خودوركوفسكي بالتأكيد! فقال بوتين بلهجة وعيد وسط صمت سنرى .

وفي 25 تشرين الأول/ أكتوبر من السنة نفسها اعتقل ميخائيل خودوركوفسكي لدى نزوله من طائرة في مطار نوفوسيبيرسك (سيبيريا) بتهمة الاحتيال على نطاق واسع والتهرب الضريبي وأودع السجن .

وحكم على الرجل المتزوج الأب لأربعة أطفال بالسجن ثماني سنوات يقضيها قرب الحدود الصينية على بعد اكثر من ستة آلاف كلم شرقي موسكو .

وفي 2007 وجهت لخودوركوفسكي اتهامات جديدة بتبييض أموال واختلاس ممتلكات، ما أدى إلى محاكمة ثانية طلب فيها الادعاء حكما بالسجن 14 عاما بحقه .

وقال في آخر تصريحاته لا اريد الموت في السجن لكن اقتناعاتي تستحق ان اغامر بحياتي . (أ .ف .ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"