عادي

ترشيح بوتين للرئاسة لم يفاجئ أحداً

03:13 صباحا
قراءة 4 دقائق

أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين السبت، 24/،9 رغبته في الترشح للرئاسة، في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مارس/ آذار ،2012 كما دعا الرئيسَ الحالي ديمتري ميدفيديف الى تولي رئاسة الحكومة .

وقد أثار القرار الذي لم يكن مفاجئاً أصداء متباينة، اتسم بعضها بالانتقاد لأن بوتين يريد لروسيا أن تكون لها شخصيتها وسياستها، بمعزل عمّا يقال عنها في الغرب .

في موقع رشيا توداي، (25/9/2011) يقول المحلل السياسي لاجوس سازدي، إن الإعلان يوم السبت عن خطط فلاديمير بوتين للترشح للرئاسة سنة 2012 كان متوقعاً على نطاق واسع، ولا يُحتمل أن يثير دهشة أحد في واشنطن .

ويتابع قائلاً: كان الانطباع العام قبل هذا الإعلان أن بوتين سوف يُرشّح للانتخابات المقبلة، وذلك بسبب الشعبية العظيمة التي يتمتع بها بين الغالبية العظمى من جمهور الناخبين، بالإضافة الى العلاقة المتميزة القائمة بينه وبين الرئيس ميدفيديف .

ويضيف سازدي قائلاً: لا أعتقد أن الإعلان جاء مفاجئاً، لأن الرئيس ونائبه متفقان في وجهات النظر، فالسياسات الرئيسية المتبعة من قبل ميدفيديف كرئيس للبلاد، تلقى القبول والموافقة من قبل رئيس وزرائه بوتين . ويشير الكاتب إلى قول الناطق الرسمي باسم المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، إن برلين سوف تحافظ على العلاقات الطيبة مع روسيا بصرف النظر عمّن سيكون رئيسها القادم .

ويعقب عضو البرلمان الأوروبي السابق، جوليتو تشيسا على مواقف الدول الغربية من الإعلان، قائلاً: إن بعضها يفضل ديمتري ميدفيديف على فلاديمير بوتين، حتى إن كان موقفها الرسمي من إعلان الترشح معتدلاً، فالمفهوم في الغرب أن بوتين يسعى إلى وجود دولة روسية قوية، بمعزل عن رأي الغرب بها حكمه عليها، ففي مسألة ليبيا عبّر بوتين عن خيبة أمله إزاء سير الأحداث بكل وضوح، بينما كان الرئيس ميدفيديف أكثر اقتناعاً منذ البداية . وكان ذلك من الفروق الواضحة بين رأيَيْهما . وبوتين أكثر قلقاً من ميدفيديف، إزاء وجهات نظر الغرب .

ويقول عضو البرلمان، إنه ظل على الدوام يعتبر فريق بوتين- ميدفيديف صلباً راسخاً، وهو يعتقد بأن قرارهما تبادُل المقاعد مُتّخَذ منذ زمن طويل .

وفي موقع وكالة أنباء نوفوستي، (24/9/2011)، كتب نبي عبد اللاييف: لم يكن أحد يشك في أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، سوف يظل أكبر صانع للسياسة الروسية خلال السنوات المقبلة بأي صفة يصبو إليها، ولكن كشف تركيب السلطة في المستقبل، قبل ثلاثة أشهر من انطلاق الحملة الانتخابية الرسمية في ديسمبر/ كانون الأول، يتعارض مع أسلوب بوتين الذي يميل إلى التكتم، والذي يلازم بوتين كالعلامة التجارية المميزة .

ويضيف الكاتب قائلاً، إن بوتين، بقبوله الترشيح الرئاسي المقدم اليه من قبل شريكه الأصغر سنّاً في الثنائي الحاكم، الرئيس ديمتري ميدفيديف، وتقديم منصب رئاسة الوزراء في الحكومة المقبلة، الى ميدفيديف في المقابل، يقضي على خطر التصدع في النخبة الروسية الحاكمة .

يقول يفجيني مينتشينكو، رئيس مركز دراسات مينتشينكو الاستشاري، إن هذه الحركة تقلل التكنهات المتزايدة بشأن حصول تصدع في الثنائي قبيل الانتخابات، وتمنح المسؤولين الذين عيّنهم ميدفيديف في الحكومة دافعاً للاستمرار في عملهم، من دون قلق على مستقبلهم .

كما ينهي الإعلان التكهنات بشأن مستقبل ميدفيديف، الذي كان قد ألمح الى احتمال عودته للعمل في الوسط الأكاديمي، بينما كان كثير من المراقبين السياسيين يخمنون أنه سيحتل منصب القاضي الأعلى في المحكمة الدستورية .

يقول الكسي موخين، من مركز المعلومات السياسية، في موسكو إن ميدفيديف لم يعد يواجه احتمال التحول الى بطة عرجاء (أي مجرد رئيس أوشك أن يفقد منصبه) . . . فقد أصبحت مكانته ومستقبله السياسي مرتبطين الآن بمكانة ومستقبل حزب روسيا الموحدة وبوتين .

ويضيف الكاتب، إن ميدفيديف سوف يستمر في الاحتفاظ بسلطة سياسية جدية من خلال منصب رئيس الوزراء، وهو الذي سيتولى ترشيح الوزراء للرئيس، كما يقول الكسي ماكاركين، المحلل في مركز التقنيات السياسية للأبحاث .

ومن الاعتبارات الأخرى التي قد تكون دفعت بوتين الى تغيير ترتيب الثنائي، أزمة اقتصادية تلوح في الأفق، وقد تضرب روسيا بقوة، كما يقول ماكاركين . وبما أن رئيس الوزراء هو الذي يتولى التعامل مع الاقتصاد الوطني، فإن ميدفيديف، لا بوتين، هو الذي قد يتلقى اللوم على المتاعب الاقتصادية في المستقبل، كما يقول المحلل .

ويقول الكاتب، على الرغم من أن بوتين قال يوم السبت إن الاتفاق على مثل هذا التبادل كان متفقاً عليه مع ميدفيديف منذ سنوات عديدة، فإن معظم المحللين متفقون على أنه يبدو أقرب الى أن يكون قراراً جديداً .

وفي صحيفة الغارديان البريطانية، (25/9/2011)، كتب لوقا هاردينغ: لم يفاجئ إعلان ميدفيديف يوم السبت، أنه سوف يتنحى ليتيح لبوتين فترة رئاسة ثالثة، أحداً .

ويرى الكاتب أن عودة بوتين إلى الرئاسة، تعني أن الغرب سوف يواجه عقداً آخر من العلاقات الصعبة مع روسيا . ففي أثناء فترتيه الأوليين كرئيس لروسيا، تجلت موهبته أثناء اجتماعات مجموعة الثماني، وغيرها من الاجتماعات الدولية، في حضور البديهة التهكمية، الممزوجة بملاحظات عن رياء الغرب ومعاييره المزدوجة . وبوسعنا الآن أن نتوقع المزيد من ذلك .

وعن آفاق العلاقات بين روسيا وبريطانيا إذا اعتلى بوتين سدة الحكم، يقول الكاتب: لا تلوح أي بادرة لتحسن حقيقي في العلاقات بين البلدين .

ويقول الكاتب، أما آفاق المستقبل بالنسبة الى روسيا ذاتها، فهي كئيبة بالقدر ذاته، فالبلاد تواجه الآن، فترة طويلة من الركود السياسي والاقتصادي وحكم الحزب الواحد .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"