فاز عرض ارتجال في المخ بأهم جوائز الدورة العاشرة لمهرجان الشباب المبدع المسرحي الذي نظمه المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة خلال الفترة بين 19 و25 فبراير/شباط الجاري، حيث فاز بجوائز أفضل عرض وأفضل إخراج لأمير صلاح الدين وأفضل سينوغرافيا لمحمود سامي، بينما فاز بطلا عرض اسمع يا عبد السميع بجائزتي التمثيل رجال لمصطفى خاطر ونساء لسارة الدرزاوي، وقدمت لجنة التحكيم جائزة خاصة تشجيعية لفريق عمل عرض الأب تحية للإبداع الجماعي . رأس لجنة التحكيم المخرج الفرنسي فانسان إكربون وضمت المخرج هاني عفيفي والمخرجة عفت يحيى، ويحظى الفائزون في المهرجان باستضافة لمتابعة فعاليات مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي الشهير .
شارك بمسابقة المهرجان خمسة عروض شبابية قدمت رؤى انشغلت في أغلبيتها بهموم الإنسان المعاصر، وغلب عليها التناول النفسي التأملي كما في العرض الفائز بجائزة الأفضل ارتجال في المخ لفرقة كاريزما، الذي يعكس تمزق الإنسان، في إعداد عن رواية مالون يموت وفي مسرحية النهاية لصمويل بيكيت . اختار المخرج أن يحافظ على أجواء العملين الكئيبة العاكسة لتفتت الروح والوحدة والغربة، وفي العرض تتداعى ذاكرة مالون المعاق طريح الفراش الذي يعتمد على مساعدات الإحسان ليبقى على قيد الحياة، قابعاً في انتظار الموت تتداعى ذكرياته عن لحظات الانهيار وانفعالاته ومشاعره وعلاقته بالآخرين، في عرض حظي بمجموعة جيدة من الممثلين، ووظف فيه المخرج أشعاراً عذبة لميدو زهير لتكثيف رؤيته وعزف موسيقى التشيللو والغناء لريم قنديل، ليعكس من خلالهما أحزاناً تخنق الروح وتتداخل فيها أزمة الكاتب صمويل بيكيت نفسه مع أزمة مالون الشريد المطارد فكلاهما يعاني ذات التفتت والاغتراب .
