عادي
بمناسبة صدور مجموعتيها الشعريتين

فدوى كيلاني: الواقع يشعر المبدع بالمرارة

02:37 صباحا
قراءة دقيقتين

صدرت مؤخراً للشاعرة السورية المقيمة في الإمارات فدوى كيلاني مجموعتان شعريتان ظل لايتبع صاحبه وأسماء في حبرها الأخضر عن دار القلم الجديد في سوريا، تقول كيلاني عن سبب طباعة هاتين المجموعتين في وقت واحد ثمة تعقيدات حياتية كبيرة، نتعرض لها على نحو يومي أينما كنا، تجعلنا ندور في دوامات كثيرة، الأمر الذي صار يقصينا عن الاهتمام بالسؤال الإبداعي، لاسيما أن المبدع بات يرى أن هناك أوليات كثيرة تشغله عن عوالمه الإبداعية، بالإضافة إلى إحساس مرير يساوره -بلا شك- حول جدوى الخطاب الإبداعي . هذه النقاط التي أتحدث عنها وغيرها، كانت تعد في رأيي كوابح أمام رغبة إصدار أي عمل إبداعي جديد، إلا أن انقطاعي الطويل عن التواصل مع قارئي، دفعني لأن أضع بعض مخطوطاتي تحت دائرة الضوء، لعلي أستطيع بهذا أن أقدم رؤية ما حول أشياء كثيرة، تبدأ من الذات وتنتهي لتمسّ الأسئلة الأكثر إلحاحاً، لعلها تحقق بعض التوازن النفسي .

وعن طبيعة نصوصها التي احتوتها مجموعتاها الشعريتان قالت: بداياتي كانت محاولات في عالم قصيدتي العمود والتفعيلة، إلا أنني اكتشفت تدريجياً أنني أقرب إلى قصيدة النثر، فهي الأكثر طوعاً وقرباً لفضائي الروحي الخاص . من هنا، قررت أن أتخير مجموعة من النصوص التي كنت كتبتها في فترات سابقة، ونشرت وقرأت بعضها عبر بعض المنابر، وهي نصوص تنطلق من رصدي لعوالمي الخاصة: الأسرة - البيئة الأولى - اليوميات - الأمكنة التي مررت بها، أو مرت بي، الانكسارات، الأفراح المنتزعة من بؤرة الألم، وغيرها، وقد حاولت أن أحافظ عبر عملية الاختيار على مسألتين، الأولى: طبيعة النصوص والثانية مواءمتها ضمن حالة المجموعة الواحدة، بغض النظر عن التسلسل الزماني والمكاني لكتابتها .

وحول رأيها في تأخر الشاعر في إصدار إبداعه قالت: أتصور الآن أن أي تأخر من قبل الشاعر في نشر نتاجه الإبداعي ليس في مصلحته، لأن نشر المادة الإبداعية حين ولادتها، يسهم في تفاعلها مع المشهد الإبداعي الجديد، وأن تخلفها عن النشر في مثل هذا الموعد يفوت عليها الكثير، ولهذا فأنا لا أنصح بأي تريث من قبل الشاعر في نشر إبداعه، لاسيما إذا كان هذا التأخير يصل إلى سنوات .

وعن سبب نشرها لنصوص قصيرة إلى جانب نصوص طويلة نسبياً أجابت: القصيدة هي التي تفرض حالتها وشكلها، النص القصير أو النص المطول، كلاهما يلد كما هو، وإن أي قسر من ناحية الناص في تكثيف ما لا يكثف يعد عسفاً من ناحيته، ولم أرد ممارسة أي عسف من قبلي على قصيدتي، محاولة أن أكون وفية للحظة ولادتها، كما كانت هي وفية للتعبير عن لحظتي .

وفيما يتعلق بكتابتها للقصة القصيرة قالت: أكتب القصة القصيرة إلى جانب الشعر، وأحياناً أرى أن هناك فكرة لا يمكن التعبير عنها إلا من خلال القصة، ولكن كتابة القصة كما الرواية تحتاج إلى المزيد من الوقت، بعكس القصيدة التي تلد سلسة عفوية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"