بيروت "الخليج" - نقولا طعمة:
تتقدم الفلسفة الوجودية على الأشكال التعبيرية في معرض الفنان اللبناني إيلي أبو رجيلي، ومرة جديدة تقدم صالة "جانين ربيزش، حيث يقام معرض جديد إشكالي النظرة، يبعث على الجدل والنقاش والبحث الفكري .
ينتقل بورجيلي في معرضه إلى بدايات الإنسان، عندما بدأ يتساءل عن سبب الخلق والمصير، تحت وطأة مظاهر الموت المنتشرة حوله، ومنها موت الطبيعة، وموت الإنسان نفسه . يرفع التحدي لرفض الموت، ومواجهته . ويجيب نفسه عن سؤال عن سبب بقائه حياً، فيقول: "لأمنع الموتى من الاستمرار في الموت" .
يهزأ بورجيلي من السائد، ومن قوانينه . يضرب بعرض الحائط ما يروج في ثقافات العامة والخاصة، ويخرج عن المألوف، ولذلك عليه بسوريالية ما، وبتجريد يتيح له اللعب بالمادة من دون ضوابط، ويستخدم في أعماله ما طالته يده، ربما في سلة المهملات، أو على حافة الطريق، أو في أي مكان . لا يمانع من استخدام لوحته كبوستر، ولا يحرجه أن يكون قد سبقه آخرون إلى السوريالية المنفلتة كسوريالية الإسباني سيلفادور دالي، فينفلت كبوهيمي لا يحول بينه وبين العالم أي سد، ولا تقف في وجهه مانعة دائمة .
يهم بورجيلي أن يمنع الأشياء من الزوال، والعناصر المتولدة في الطبيعة من الفناء المطلق . لا يؤمن بالشيب إلا تحدياً للموت، وبالاهمال إلا صمودا للبقاء والاستمرار .
فيما يشبه نمط التعبيرية الغربية التي انطلقت مطلع القرن العشرين، استخدم بورجيلي في حيز من أعماله العناصر الهندسية، وما يروج من هموم الكرة الأرضية، لكنه أعطاها بعدا فلسفيا نيتشويا أن "الظروف التي تخلق القوانين، هي غير الظروف التي تتولد منها"، فلم تكن قوانين اللوحات كلاسيكية رائجة في أعماله، ولا يمانع في العودة إلى الماضي العريق مستلهما الفنون المصرية، وفنون بلاد ما بين النهرين لتأكيد حقيقة الخلود والاستمرار مهما مر الزمن .
في لوحة أخرى، ينقض بورجيلي على الرائج، ضارباً عرض الحائط بقانون الجاذبية الأرضي، وعلاقة ال"فوق" بال"تحت"، يعتمد على العناصر التي "يدعي" سرقتها، كسارق محترف (Marauder)، كما يشاء أن يسمي نفسه وفنه: ربطة عنق ورأس بلا رقبة، وبزة . أشياء متجمعة بلا ترتيب يجيب عن النسق السائد، يخرق بها المفاهيم، ويتحول الفكر فيها من حقيقة راهنة إلى أخرى افتراضية، لكن ليس إلى الموت .
بورجيلي "السراق" "النهاب"، لا يستطيع العيش إلا على "السرقة"، فهو يسرق كل ما تقع عليه أصابعه، و"حقل نظره"، كما يقول، هو "اللحظة الراهنة المتحطمة تحت وطأة ثقل الذكريات، مضاءة بخفة المادة التي أراها فأقدم عليها بشبق لألتهمها، ولا يشبع نهمي إلا ما أعثر عليه من بقايا أقمشة وخشب وحصى، أصوغ منها حياة جديدة لمواد بلا حياة" .
تغلب على أكثر لوحاته الألوان المضيئة، بمساحات واسعة، يعكر انسياب إضاءتها بعض ضربات للأشكال الرائجة، وفضلات الحصى والخشب والمعدن التي تجاوزها الزمن، وخطوط مائلة، أو أفقية تفصل بين الأشياء والتجارب التي مرت فيها .
تتقدم الفلسفة الوجودية على الأشكال التعبيرية في معرض الفنان اللبناني إيلي أبو رجيلي، ومرة جديدة تقدم صالة "جانين ربيزش، حيث يقام معرض جديد إشكالي النظرة، يبعث على الجدل والنقاش والبحث الفكري .
ينتقل بورجيلي في معرضه إلى بدايات الإنسان، عندما بدأ يتساءل عن سبب الخلق والمصير، تحت وطأة مظاهر الموت المنتشرة حوله، ومنها موت الطبيعة، وموت الإنسان نفسه . يرفع التحدي لرفض الموت، ومواجهته . ويجيب نفسه عن سؤال عن سبب بقائه حياً، فيقول: "لأمنع الموتى من الاستمرار في الموت" .
يهزأ بورجيلي من السائد، ومن قوانينه . يضرب بعرض الحائط ما يروج في ثقافات العامة والخاصة، ويخرج عن المألوف، ولذلك عليه بسوريالية ما، وبتجريد يتيح له اللعب بالمادة من دون ضوابط، ويستخدم في أعماله ما طالته يده، ربما في سلة المهملات، أو على حافة الطريق، أو في أي مكان . لا يمانع من استخدام لوحته كبوستر، ولا يحرجه أن يكون قد سبقه آخرون إلى السوريالية المنفلتة كسوريالية الإسباني سيلفادور دالي، فينفلت كبوهيمي لا يحول بينه وبين العالم أي سد، ولا تقف في وجهه مانعة دائمة .
يهم بورجيلي أن يمنع الأشياء من الزوال، والعناصر المتولدة في الطبيعة من الفناء المطلق . لا يؤمن بالشيب إلا تحدياً للموت، وبالاهمال إلا صمودا للبقاء والاستمرار .
فيما يشبه نمط التعبيرية الغربية التي انطلقت مطلع القرن العشرين، استخدم بورجيلي في حيز من أعماله العناصر الهندسية، وما يروج من هموم الكرة الأرضية، لكنه أعطاها بعدا فلسفيا نيتشويا أن "الظروف التي تخلق القوانين، هي غير الظروف التي تتولد منها"، فلم تكن قوانين اللوحات كلاسيكية رائجة في أعماله، ولا يمانع في العودة إلى الماضي العريق مستلهما الفنون المصرية، وفنون بلاد ما بين النهرين لتأكيد حقيقة الخلود والاستمرار مهما مر الزمن .
في لوحة أخرى، ينقض بورجيلي على الرائج، ضارباً عرض الحائط بقانون الجاذبية الأرضي، وعلاقة ال"فوق" بال"تحت"، يعتمد على العناصر التي "يدعي" سرقتها، كسارق محترف (Marauder)، كما يشاء أن يسمي نفسه وفنه: ربطة عنق ورأس بلا رقبة، وبزة . أشياء متجمعة بلا ترتيب يجيب عن النسق السائد، يخرق بها المفاهيم، ويتحول الفكر فيها من حقيقة راهنة إلى أخرى افتراضية، لكن ليس إلى الموت .
بورجيلي "السراق" "النهاب"، لا يستطيع العيش إلا على "السرقة"، فهو يسرق كل ما تقع عليه أصابعه، و"حقل نظره"، كما يقول، هو "اللحظة الراهنة المتحطمة تحت وطأة ثقل الذكريات، مضاءة بخفة المادة التي أراها فأقدم عليها بشبق لألتهمها، ولا يشبع نهمي إلا ما أعثر عليه من بقايا أقمشة وخشب وحصى، أصوغ منها حياة جديدة لمواد بلا حياة" .
تغلب على أكثر لوحاته الألوان المضيئة، بمساحات واسعة، يعكر انسياب إضاءتها بعض ضربات للأشكال الرائجة، وفضلات الحصى والخشب والمعدن التي تجاوزها الزمن، وخطوط مائلة، أو أفقية تفصل بين الأشياء والتجارب التي مرت فيها .