عادي

عـودة السينمـا فـي مصـر.. ترقـب ومحـاذيـر

03:39 صباحا
قراءة 4 دقائق
القاهرة: أحمد الروبي

فجر قرار مجلس الوزراء المصري بإعادة فتح دور العرض السينمائي والمسرحي بشكل تدريجي بنسبة إشغال مبدئية 25%، حالة من الانقسام بين صنّاع السينما والعاملين في المجال، بين متقبل للقرار الذي قد يُعيد دوران عجلة الصناعة من جديد، ومعارض لتوقيت الفتح. اعتبر المعارضون أن أن هذا الوقت غير مثالي للعودة، إلى جانب أن النسبة المحددة قد تحقق خسائر فادحة لشركات الإنتاج، ما قد يترتب عليه إحجام المنتجين عن المشاركة بأعمالهم الجاهزة، أو إنتاج جديدة، فضلاً على خسائر دور العرض التي ستتكبد أجور عاملين، وتكاليف تشغيل، وإعادة تطهير وتعقيم بعد كل حفل، مقابل عائد ضعيف.
يؤكد وجيه حسن عبد الوهاب، نائب مدير مجمع سينمات «كوزموس»، بوسط القاهرة، أن البداية ستكون في خطة تطهير دور السينما بشكل كامل، وبعدها وضع خطة؛ من أجل إجراء تطهير يومي بين الحفلات بشكل مستمر؛ تطبيقاً للإجراءات الاحترازي.
ويضيف: سيجرى أيضاً تعميم لبس «الكمامات» من قبل جميع العاملين والمتواجدين داخل قاعات السينما؛ وذلك طبقاً لقواعد التباعد، كما سيكون هناك مسافات تباعد بين المتواجدين داخل القاعات، الأمر الذي سيجعل السينما لا تعمل بأكثر من 25% فقط من طاقتها، وربما أقل.
ويشير وجيه إلى أن الوقت قد لا يكون مناسباً لعرض أفلام جديدة.
ويرى مجدي الشيخ، مدير قطاع دور عرض» الإخوة المتحدين»، أن القرارات التي أصدرها رئيس الوزراء سيتم تطبيقها بعد التباحث حولها، سواء في عدد الحفلات أو أوقاتها، تزامناً مع أوقات الغلق المحددة، كما سيتم تجهيز دور العرض للحفاظ على سلامة وأمن الجميع.
يضيف: من الممكن أن تكون هناك أفلام جديدة خلال موسم عيد الأضحى، لكن في الوقت الحالي سنكتفي بعرض أفلام مثل «لص بغداد»، «الفلوس»، «يوم وليلة» حتى تتضح الرؤية.


مساندة الصناعة


على عكس كل التصورات وما تفكر فيه شركات الإنتاج، قرر المنتج أحمد السبكي طرح فيلم «صاحب المقام»، أحدث إنتاج له، وتلعب بطولته النجمة يسرا، وآسر ياسين، وريهام عبد الغفور، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى التي تمر بها صناعة السينما بأزمة كبيرة، لكن دور كل منتج في هذا الوقت أن يساند صناعة بلده، ويقف إلى جوارها حتى لا تنهار؛ لذلك أعلن عن طرح الفيلم بعد الانتهاء من بعض المونتاج على العمل. ولفت إلى أنه على الرغم من معرفته أن النسبة ستكون 25% فقط من الإشغال في السينما، وحتى أن حفلات منتصف الليل لن تكون فاعلة على الرغم من كونها الحفلات التي كانت تدر كثيراً من الدخل على المنتجين، فإنه قرر أن يضع الفيلم في السينما؛ لإيمانه بدور كل منتج في المساهمة في مساندة الصناعة.
ويشير السبكي إلى أن هذا الأمر ليس بجديد، فقد سبق وتواجد في أوقات يطلق عليها «ميتة»، خشي كثيرون أن يتواجدوا فيها، ويقول: لعل أبرز ما أتذكره في هذا السياق في 2011 عقب الثورة، عندما كانت هناك حالة من الركود، إلا أنه في ذلك الوقت كنت المنتج الوحيد الذي تعرض له أفلام في السينما، وإلى أن تزول الأزمة لا يجب أن تتوقف عجلة الإنتاج.
أما الفنان والمنتج والموزع شريف رمزي، عضو غرفة صناعة السينما، فيرى أن قرار إعادة فتح دور السينما بنسبة إشغال 25% لن يفيد المنتجين والموزعين أو أصحاب دور العرض ولا العاملين في الصناعة، خاصة أن الصناعة حققت خسائر كبيرة جداً في أشهر التوقف، والخسارة الأكبر كانت بعد توقف موسم عيد الفطر.
ويضيف: أعتقد أن معظم الأعمال الكبيرة التي كلفت ميزانيات ضخمة في إنتاجها لن تطرح في ظل هذا القرار؛ خوفاً من الخسارة، لكن من الممكن أن تعرض الأفلام التي سبق عرضها أو التي رفعت من السينما في أعقاب قرار الغلق، أو حتى أفلام قليلة الكلفة، وهذا كله بالطبع لن يعوض خسائر السينما والإيرادات لن تغطي التكاليف.


التشاور أولاً


المنتج والموزع جابي خوري يؤكد أن قرار فتح دور العرض كان يحتاج قليلاً من الدراسة قبل اتخاذه، مشيراً إلى أن السينما وضعها مختلف. وذكر أن الوقت الحالي غير مناسب لعودة السينما؛ بسبب عدم وجود أفلام، فضلاً أن معظم اعمال التي كلفت مبالغ ضخمة لن تغامر جهات إنتاجها بطرحها في ظل تلك الأوضاع غير المستقرة.
وأضاف: أعقد أن هذا الوقت سيكون على دور العرض أن تعرض أفلام سبق عرضها في فترة ما قبل الغلق، وهو أمر لن يتقبله المشاهد، ولن يذهب إلى السينما لمشاهدة فيلم تم تسريبه وعرضه على وسائل «التواصل الاجتماعي»، أو شاهده من قبل.
وأضاف: أعتقد أيضاً أن قرار الحكومة ملزم بأن تنتهي حفلات السينما قبل العاشرة مساء، وهذا أيضاً سيؤثر في الإيرادات، خاصة أن حفلات التاسعة ومنتصف الليل هي الحفلات التي تحقق الإيراد الأهم، فلا شك أن هناك أزمة حقيقية، إلى جانب أنه يجب التشاور في نسبة ال25%؛ لأنها لن تحقق أي عائد مادي، وبالتالي لن تفتح دور العرض فعلياً؛ لأن المنتجين لن يطرحوا أفلامهم بكل تأكيد.
بعد ترويجها لفيلم «زنزانة 7» تقول الفنانة منة فضالي: سعيدة بعودة السينما من جديد على الرغم من حزمة القرارات، فإن ذلك يعد عودة جزئية بصناعة السينما التي أثرت في كثيرين بكل تأكيد بعد التوقف عن العمل. لافتة إلى أن هناك الآلاف الذين تضرروا من قرار التوقف، معتبرة أن الوقت والإجراءات سيحددان عودة السينما بشكل كامل من جديد من عدمه، لكن الصناعة الحقيقية في مصر قادرة على أن تتخطى تلك الأزمة. مشددة على أهمية أن يتكاتف كافة العاملين في هذا الوقت من صنّاع وممثلين، ومنتجين، للعبور من تلك الأزمة، موضحة أنها تتمنى أن ترى عملها قريباً في السينما، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها حتى لو بشكل تدريجي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"