عادي
ضمن أعمال منتدى الخليج العربي السادس

99 % نسبة الالتزام بالدوام وحقائب تدريبية لتعزيز «التعليم الهجين»

05:07 صباحا
قراءة 5 دقائق
دبي: محمد إبراهيم

شهدت مدارس الدولة، أمس الاثنين، انتظام الهيئات الإدارية والتدريسية والفنية لجميع المراحل الدراسية في دوامها، والبالغ عددها نحو 37 ألف معلم وإداري وفني؛ عقب انقضاء العطلة الصيفية؛ إيذاناً ببدء العام الدراسي الجديد 2020-2021، فيما يبدأ دوام الطلبة في جميع المدارس الحكومية والخاصة التي تتبع منهاج الوزارة، يوم الأحد المقبل الموافق 30 أغسطس/آب الجاري؛ لتعود الحياة إلى الميدان التربوي مع بداية عام دراسي جديد.
أكد عدد من مديري المدارس الحكومية والخاصة ل«الخليج»، التزام أكثر من 99% من الكوادر التربوية في أول أيام الدوام الرسمي للعام الجاري، معتبرين البداية مبشرة في ظل الانتهاء من مختلف الاستعدادات لاستقبال العام الجديد، فضلاً عن تهيئة البيئة المدرسية بصورة محفزة، تتلاءم مع التعليم الهجين الذي سيطبق للمرة الأولى خلال العام الجاري.
وبدأ 37 ألفاً من الكوادر التربوية والقيادات المدرسية في المدارس الحكومية والخاصة، أسبوع التدريب التخصصي، الذي انطلقت فعالياته، أمس الاثنين، تزامناً مع «منتدى الخليج العربي السادس للمعلمين» تحت عنوان: «التعلم الهجين» برعاية حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، بواقع 33 ألف معلم، و2000 من القيادات المدرسية، و2000 من الوظائف الداعمة.
وركزت الجلسة الافتتاحية للمنتدى، على ماهية «التعليم الهجين»، وكيفية تحقيق التحول الرشيق للتعليم الهجين، والتوظيف الفعّال للمنصات التعليمية في التعليم الهجين، والتوقعات من تطبيق التعليم الهجين في تحسين جودة مخرجات المدرسة الإماراتية.


آليات التطبيق


أكد الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن «التعليم الهجين» الذي يجمع ما بين التعليم في الحرم المدرسي أو الجامعي والتعلم عن بُعد، ليس حلاً مؤقتاً لمواجهة الأزمات؛ بل هو تحول جديد في مسيرة التعليم؛ سرّعت أزمة «كوفيد 19» حدوثه، ولعبت دوراً فاعلاً في آليات تطبيقه؛ من حيث سيطرة المحتوى الذي يقدم عن بُعد على حساب المحتوى الذي يتعلق بحضور الطالب للحرم التعليمي، إلا أن هذه النسبة ستتغير بعد تجاوز الأزمة، ومع التطبيق المستمر لهذا النموذج، طبقاً لاحتياجات المراحل الدراسية والتخصصات والبرامج.
وطرح رؤية متكاملة حول مفهوم التعليم الهجين، وكيف أنه لا يجب اختزاله في كونه مزيجاً بين التعليم في الحرم التعليمي والتعلم عن بُعد فقط، كما لا يجب ربطه بالأزمات، مؤكداً أن التعليم الهجين هو نموذج للتعليم المستقبلي الذي يتناسب مع شغف جيل اليوم «الجيل Z» المولع بالتقنيات، والذي يهدف إلى تعزيز هذا الشغف التكنولوجي، وربطه بالتعلم والتطور المعرفي للطالب، لنصل إلى طالب يتمتع بالمهارات العالية، والتفكير العلمي والقادر على التعلم الذاتي، وصولاً إلى طالب محترف للتعليم، يدرك أن التعلم لا يقف عند حدود الشهادة؛ بل يتجاوزها إلى بناء الرصيد المعرفي الذي يدعم تطوره المهني.
وأوضح: تم تحديد نسبة حضور طلابية للكليات لا تزيد على 30% للمادة؛ لتلبية الاحتياجات التطبيقية، وكذلك ألا تزيد نسبة الحضور اليومية داخل كل كلية على 30% يومياً، في ظل تقديم كافة المحاضرات عن بُعد، بينما في حال تجاوز الأزمة، ووفق النموذج الهجين فإن لكل برنامج وتخصص احتياجات تطبيقية تختلف عن الآخر، ومنها على سبيل المثال أن برامج الهندسة يمكن أن تصل تقديم المحاضرات أونلاين فيها إلى 43% والبقية داخل الحرم الجامعي؛ لدعم المحتوى التطبيقي، في حين تخصص إدارة الأعمال بالإمكان طرح 71% من مواده عبر ال«أونلاين» والبقية عبر الحضور للتطبيق في الكليات.


تسخير الموارد


من جانبه، قال د. علي سباع المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: الأزمات، الاختبار الصحيح للحكومات، والحكومة التي تستطيع إدارة الأزمة؛ تثبت نجاحها، والقيادة الرشيدة في دولة الإمارات، قامت بجهود واضحة، فكانت قيادتنا أول من التزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية، وتم تسخير موارد الدولة؛ للتعامل مع الأزمة، وأظهرت الحكومة مرونة عالية. وأثبتت المنظومة الإدارية الفعّالة نجاح الحكومة؛ حيث لم يتأثر العمل؛ بل استمر عن بُعد، مما يظهر أن منظومة العمل مُؤسسة في بنية تحتية قوية؛ عبر خدمات الحكومة الذكية، وأثبت خط الدفاع الأول قدرته على تبوؤ الصفوف الأولى في خدماته.
‎لم يتوقف التعليم في دولة الإمارات خلال الأزمة، وكنا مثالاً للدول الأخرى، واستمر التعليم عن بُعد؛ بل وركز التعليم على جودة المخرجات التعليمية في منظومة المدرسة الإماراتية.
وأظهرت الاستفتاءات المطروحة للجمهور، على مدى الجلسة، أن التأهيل المناسب للقيادات التربوية؛ هو أهم مقومات نجاح التعليم الهجين، فيما أظهر الاستفتاء الثاني أن التحدي الأكبر بالنسبة للمعلم، هو ضمان تركيز الطالب؛ بمعنى كيفية استخدام التقنيات الحديثة لضمان تفاعل الطالب.


خيارات تعليمية


وأوضح د. وليد آل علي مدير مبادرة مدرسة، أن إتاحة خيارات تعليمية متعددة أمام الطلبة خلال عملية التعلم عن بُعد، عبر المنصات التعليمية؛ يمنح الطلبة الاستفادة من المصادر المعلوماتية المدرجة فيها، فضلاً عن إتاحة استخدامها أمام جميع المدارس الخاصة والحكومية، التي يمكنها من خلال هذه الميزة، الاستفادة من التنوع المعرفي والمعلوماتي الذي تمتاز بها هذه المنصات الرقمية.
وأكد د. أحمد الشعيبي نائب مدير جامعة خليفة للشؤون الأكاديمية والطلابية، أن التعليم الهجين يجمع بين عملية التعليم المباشر في القاعات الدراسية والتعليم الإلكتروني الذي يرتكز على التكنولوجيا، ويعد التعليم الهجين نظاماً سلساً ومرناً؛ حيث يساهم في توسيع نطاق الخبرات لدى المتعلم؛ كونه يدعم عملية التعليم في أي مكان وزمان، ويمكّن الطالب من إضفاء الطابع الشخصي على عملية التعليم.


الحياة الرقمية


ناقشت جلسة جودة الحياة الرقمية السلامة السيبرانية والأمن القومي، التي شارك فيها كل من د. حمد اليحيائي الوكيل المساعد لقطاع المناهج والتقييم، والمستشار د.إبراهيم الدبل الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين، وأحمد أمين عاشور مدير قطاع التعليم في مايكروسوفت في الإمارات، ود. عبيد صالح المختن خبير الحكومة الإلكترونية والجريمة المعلوماتية، وشما المصعبي قائد فريق الدراسات الإسلامية في شركة ألف الكفايات الرقمية للمعلم، وأهمية الاتصال الإيجابي لدعم الميدان.
ويرى د. حمد اليحيائي أن جودة الحياة الرقمية عند تقديم التعليم بمنهجية التعليم الهجين؛ حيث نتطرق لتصميم المنهج التفاعلي كأحد أهم محاور جودة الحياة الرقمية في التعليم الهجين، ونطرح ما سيضيفه التعليم الهجين الذي أشرك جميع عناصر العملية التعليمية بدور اتصالي مؤثر، مبيناً أن التعليم الهجين هو نظام متكامل، يلعب به الجميع ( الطالب والمعلم وولي الأمر) دوراً مهماً.
وأضاف: إن الاستثمار الأمثل للوقت والموارد؛ هو أهم مميزات التعليم الهجين، كما أن التعليم الهجين يسهم في التعلم الفاعل في البيئة الصفية، وبدأت تفعيل عملية المشاريع التعليمية، وهو ما يتوقع تحقيقه من منظومة المدرسة الإماراتية.
وأشار إلى أن هذا النظام؛ يعزز تفاعل الطالب مع زملائه؛ من خلال التعليم الإلكتروني، خاصة أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت محط اهتمام لدى جيل الشباب في العصر الحالي، ويشكل هذا النظام مدخلاً للتكنولوجيات والمصادر الحديثة، مما يسهل رفد الطلبة بأفضل الخبرات التعليمية.
ويساهم التعليم الهجين في إعادة تشكيل دور المعلم؛ حيث تضيف منظومة التعليم الهجين أبعاداً جديدة؛ منها: مهارة سلوك الطالب تجاه التعليم الهجين، واستخدامه للمنصات والتعلم الإلكتروني، مما يتطلب مواطنة صالحة أو مصطلح المواطنة الرقمية، وكيف نضمن تكوين سلوك مواطنة إيجابية يلبي طموحات ورؤى القيادة الرشيدة.
وأضاف: إن التعليم الهجين؛ يعزز عملية التفاعل بين الطلبة والمعلمين.
وقال المستشار د.إبراهيم الدبل: تبرز الآن الحاجة الفعلية لتعزيز السلامة الرقمية للطلبة، وترسيخ أسس الاستخدام الآمن والسليم لشبكة الإنترنت وتطبيقات العالم الرقمي؛ لتوعيتهم بالمشاركة الواعية عبر الإنترنت، وأيضاً المشاركة غير الواعية، وما ينتج عنها من تأثير سلبي على سلوكات الطلبة مما يسهم في ترسيخ مفاهيم المواطنة الإيجابية، وتعزيز جودة الحياة في المجتمع.
وأوضح: إن برنامج خليفة للتمكين؛ (أقدر)، يقدم عدة برامج متاحة للجميع منها: سايبر سي 3 تساعد في بناء أجيال قادرة على فهم العالم الرقمي والتعامل معه بإيجابية ووعي، وتشكّل استمراراً لمسيرة مشاريع ريادية تطرحها الجهات الحكومية؛ لتعزيز حماية أبنائنا؛ وترسيخ استقرار المجتمع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"