الارتقاء بمستوى الوعي

01:13 صباحا
قراءة دقيقتين

د. نورة صابر المزروعي

ضجت الصحف في ستينات القرن الماضي باعتراف الحكومة الأمريكية في عهد الرئيس جون كندي (1961-1963) بأنها أقامت تجارب علمية لها علاقة بالفيزياء الكمية من شأنها تطوير أجهزة سرية للتحكم في العقول البشرية.
فما هي علاقة التكنولوجيا السرية بالوعي البشري؟ وهل الغرض من «الرقائق الإلكترونية» التي كشف عنها مؤخراً، وهي عبارة عن جهاز يزرع في الأعضاء الداخلية، بهندسة الوعي البشري؟ وما هي محددات ومحاذير استخدام هذه الرقائق، في صلتها بالارتقاء بمستوى الوعي؟
نحن نعيش في بيئة تشع موجات كهرومغناطيسية متذبذبة، وهذا يؤثر باستمرار في صحة الإنسان النفسية، والعقلية، والجسدية، والروحية. وأظهرت نتائج الأبحاث التي أقامتها جامعة بيركلي بكاليفورنيا، في الولايات المتحدة الأمريكية، أن سلامة دماغ الإنسان تعتمد على عيشه في بيئة صحية خالية من المخاطر، يطلق عليها «البيئة الغنية»، وهي البيئة التي يتعود فيها الإنسان الاعتناء بصحته من خلال مواظبته على إجراء التمارين الرياضية، وكل ما يحفز على التأمل، كممارسة اليوجا، وسماع الموسيقى، والقراءة، والحرص على التواصل الاجتماعي، فضلاً عن اهتمام الإنسان بغذائه الصحي، وابتعاده، أو التقليل قدر الإمكان من استخدامه لوسائل التكنولووجيا. كل تلك العوامل المذكورة سابقاً، تعمل على هندسة الدماغ في أي مرحلة عمرية.
إن العيش ضمن بيئة صحية، يحفز على تطور الدماغ خاصة في الجانب المسؤول عن عمليات التفكير، والتعلم، والذاكرة.
أما «البيئة المضادة» التي تكثر فيها المغريات التكنولوجية، كالأجهرة الكهربائية، والإلكترونية، كالتلفاز، والحاسوب، والهواتف الذكية، فتعمل على إرسال موجات كهرومغناطسية، وموجات صوتية تهدد صحة الإنسان. كما أنها تعتمد على الإيحاء البصري والكلامي لزرع أفكار في العقل الباطن، والتي تتحول مع الزمن إلى معتقد يتبناه الفرد، وبالتالي يثبط قدرته على استخدام الخيال، والإبداع، ما يؤثر بشكل مباشر في الموجات الدماغية.
علاوة على أن هذه الأجهزة لها قدرة على التحكم عن بعد في الأنظمة العضوية والنفسية للبشر، كما أن النظام الصحي يحتوي على ملوثات بيئية وأغذية معالجة تعتمد على اللقاحات والكيماويات التي تؤثر في الصحة العامة، خاصة الجهاز المناعي. ومياه الشرب أضحت غير صحية لإضافة عنصر الفلورايد لها، كما أن صناعة الأدوية تحتوي على مواد كيميائية مركبة، تؤدي إلى أضرار جانبية قد تؤجل شفاء المريض.
كل تلك العوامل المذكورة تساعد في ضمور العقل البشري، وتؤثر حتماً في مستوى الارتقاء بالوعي.
ويعلّق البشر أسباب الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية التي نعيشها على شماعة المؤامرات العالمية. فيعتبرون فيروس كورونا مثلاً، مؤامرة أمريكية- صينية، والبعض الآخر يرجح أنها مؤامرة أمريكية بحتة، لضرب الصين اقتصادياً. وهناك فئة تعتقد أنها مرحلة زمنية مُعد لها مسبقاً، من قبل الماسونية كإحدى المراحل التي تتحكم في عقول البشر. فهل هناك، فعلياً، مؤامرة تستهدف العقل البشري؟ هل نحن المسؤولون عن نتائج الأحداث من حولنا؟ أم أن الأمر يتطلب تنظيم الأفكار التي تقود إلى العيش في بيئة صحية تساهم في الارتقاء بمستوى الوعي.


[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

حصلت د.نورة على الدكتوراه في الدراسات الخليجية من معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة .وماجستر في دراسات شرق أوسيطية بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية. ودبلوم خبيرة التسامح الدولي من كلية محمد بن راشد. ومن إصدارات الدكتورة: كتاب بعنوان "العلاقات بين الإمارات والسعودية"؛ حاز هذا الكتاب على جائزة العويس للإبداع في 19 أبريل 2017 عن فئة أفضل كتاب نشرته مؤلفة إماراتية. تعمل في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية وجامعة زايد وجامعة أبوظبي. لها العديد من المنشورات، كتاباتها تنحصر حول الفنون والثقافة. تعمل حاليًا على كتاب بعنوان "تأثير الموسيقى في حياتنا".

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"