عادي

شمــس "الخليج" شارقيــة

01:41 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان بن أحمد

سلطان بن أحمد القاسمي


ما زلت حتى الآن أجلس مع قهوتي الصباحية برفقة صحيفة «الخليج»، اتلمس أوراقها..اسمع صوتها وأنا اقلّبها من مشهد، إلى آخر، بينما يفوح عبقها وعيوني تقف على عناوينها.. أطالع المستجدات، والأحداث، ومقالات رأي، وتحليلية... وقصصاً تنوعت بين السياسة، والثقافة، والاقتصاد... يمنحني مطبخها الصحفي وجبة صباحية دسمة اعتدت على تناولها ضمن عاداتي اليومية.

«الخليج» أيقونة الصحافة الإماراتية اليومية التي حملت نبض الشارع واستمرت في رواية تفاصيله.. عايشها الكبار، وكل الأجيال.. ولهم معها ذكرياتهم عندما أوجدت ثقافة صباحية يجول بها بائع الصحف الذي يشكل أحد مشاهدها العتيقة.

نقدر هذا الصرح الإعلامي إماراتي الهوية الذي حمل اسم الخليج بمسؤولية، ودافع عن قضاياه، وانتصر لعروبته بقلم الحقيقة، وأمانة الكلمة.

خمسون عاماً على مسيرة عطاء وإنجاز واكبت عند صدورها حقبة زمنية وسياسية مهمة، في الوقت الذي تشكل فيه الصحافة وثيقة حياة من مكتنزات الوطن التي تحفظ ذاكرته.. تروي حكايته.. حملت الهم القومي وسارت به نهجاً وعملاً تكلل بأخلاقيات المهنة، ومسؤوليتها.

ونعلم جميعا أن تاريخ الصحف مرتبط بأوطانها، وهي مرآة المجتمعات ونبضها، ولها أهميتها ودورها في التنوير، ومساندة جهود التنمية، وقد تمكنت صحيفة «الخليج» من تحقيق مكانتها بجهود العاملين فيها وفق الأهداف والقيم الإعلامية الأصيلة.

«الخليج» التي واكبت المسيرة واختزلتها بأوراقها منذ خمسة عقود، نقرأ فيها ملامح الوطن، ونشاهد تفاصيله.. نتلمس بأرشيفها كنوزه وذاكرته المصورة.. نستنشق عبق قصتنا الإماراتية من قبل بزوغ فجر الاتحاد، وصولاً إلى نهضته، وبلورة تطلعاته التنموية وطموحاته المستقبلية.

في يوبيل «الخليج» الذهبي نقف على روايتها التاريخية، ونستذكر المؤسسَين الشقيقين المرحومين تريم عمران، والدكتور عبدالله عمران.. عندما انطلقت الفكرة بنبضها العربي في وقت تزايدت فيه الحاجة لصحيفة تنشر المعرفة، وتمتاز بقوة خطابها لنقل المشهد بصدق وأمانة، وتدافع عن قضايا المنطقة متجاوزة العديد من التحديات التي واجهتها في فترة التأسيس لتكون صوتاً للوطن، والمواطن، ترسم به تاريخها المشرف.

الصحافة رسالة، وهي ترس الحقيقة، ورمح الوطن.. التي تأخذ موقعها في خطوط دفاعه الأولى.. ولطالما كانت «الخليج» إلى جانب شقيقاتها الصحف الإماراتية أهلاً لحمل الرسالة والدفاع عن الوطن.. ما انعكس على بناء منظومتنا الإعلامية الإماراتية المتميزة، وكلنا أمل أن تبقى على نهجها المرتكز على ثقافتنا وقيمنا لتحافظ على الأجيال وتحفظ موروثهم، وتكون شاهداً على التاريخ، والحاضر، والمستقبل.

ونؤكد دائماً خطورة مهنة الصحافة، وأهميتها الإنسانية، واحتياجاتها الدائمة للعلم والمعرفة، فهي الرقيب والداعم للإنجاز، ولها دورها المهم في نشر الوعي والمعرفة.. فاستمروا بمشواركم الصحفي على العهد، وادخلوا البيوت والعقول باحترام أهلها، ومراعاة خصوصيتها، وانشروا السعادة بين الأفراد من دون المساس بالقيم المجتمعية.. وتصدوا لكل معلومة مغلوطة بالحجة والبرهان..

لتواصل بوصلة صحيفة «الخليج» باتجاه هموم الناس وقضاياهم وتبقى ملاذاً للفكر والحوار تأخذ المصلحة العامة أولوية تراعي هموم الآباء، وتطلعات الأبناء.

نقدر هذه المسيرة المعطاءة لمدرسة إعلامية تعد من أوائل الصحف الخليجية، جسدت تاريخاً للصحافة الورقية، وواكبت عصرها الرقمي الجديد من دون المساس بأصالتها، وثوابتها الوطنية، والمهنية.. استقطبت خبرات إعلامية متميزة، ورفدت القطاع بالكفاءات القادرة على تفعيل الحراك الإعلامي والثقافي وصناعة صحافة وطنية تبني الإنسان.

امضوا بها ورقياً، ورقمياً، كما عهدناها سيفاً للحقيقة، ونبراساً للثقافة والمعرفة.. فشمسها شارقية، منها أشرقت، وحملت رسالتها الثقافية وساندت رؤاها.. لتبقى جريدة «الخليج» رفيقة الصباح، ومشعل نور، بثقافتها، وآرائها...

هنيئاً للوطن ولأسرة صحيفة «الخليج» الغراء بعيدها الخمسين، ووفقكم الله جميعاً، وسدّد أقلامكم.

رئيس مجلس الشارقة للإعلام
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"