الشركات الناشئة والقائمة

يتساءل الكثيرون ممن هم مفتونون بثقافة الشركات الناشئة، هل يكسب موظفو هذه الشركات المزيد على المدى الطويل؟ الإجابة لا.
حللت دراسة حديثة العواقب طويلة المدى للتوظيف في الشركات الناشئة في الدنمارك من عام 1992 إلى عام 2012. ووجدت أن أولئك الذين انضموا إلى شركة ناشئة كانت تعمل لمدة أربع سنوات أو أقل حصلوا على 17 % أقل في العشر سنوات التالية مقارنة مع أولئك الذين انضموا إلى شركة قائمة.
تتمثل إحدى النتائج الرئيسية في كيفية تعرض الشركات الناشئة بشكل خاص للانكماش الاقتصادي، وكيف يمكن لموظفيها أن يجدوا أنفسهم فجأة في وضعية الباحث عن العمل في نفس الوقت الذي يكون فيه التوظيف صعباً.
إن كونك عاطلاً عن العمل في فترة الركود له تأثير كبير وممتد على الأرباح، وهو أحد الأسباب التي قد تجعل الشركات حديثة العهد تخفض أجور موظفيها على المدى الطويل.
لا يعني ذلك بالضرورة أنه لا يجب الانضمام إلى شركة ناشئة تعلن عن فتح باب التوظيف، فهناك أمور أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار قبل اتخاذ القرار، كالقدرة على تحمل المخاطر والتوقعات الوظيفية والأهم من ذلك، احتمالات التوظيف الأخرى مستقبلاً.
هناك حجة مفادها أن العمل في شركة ناشئة يدور حول أكثر من مجرد تعويض فوري. حيث يمكن الحصول على حصة في الأسهم، مع إمكانية اقتناص عائد كبير لاحقاً، ومع ذلك، إذا انضممت إلى شركة أقدم، فكل تلك الاحتمالات تبقى مطروحة على الطاولة. إذ تقدم بعض الشركات خطة شراء أسهم للموظفين أو حوافز مماثلة تدفع بشكل كبير.
من الأفكار الشائعة الأخرى، أن الشركة الناشئة توفر فرصة كبيرة للتعلم والنمو نظراً لمحدودية التسلسل الهرمي الوظيفي، فمن المحتمل أن يلعب الموظف أكثر من دور واحد ويبرز بسرعة. للأسف، قد يكون هذا هو السبب في أن المسميات الوظيفية في الشركات الناشئة لا تُترجم بالضرورة إلى وظائف مماثلة في الشركات القائمة.
هناك استثناء دائماً لنتيجة أن الموظفين الذين يعملون مع شركات ناشئة يكسبون أقل من أولئك الذين يعملون مع الشركات القائمة. لكن يبدو أنه من الرائع الانضمام إلى مشروع جديد بعد أن يصل إلى حوالي 50 موظفاً وقبل أن يتم عامه الخامس. أولئك الذين بدأوا في هذه المرحلة أفادوا حقيقة بأرباح أعلى قليلاً من أولئك الذين اختاروا العمل في شركة قائمة منذ تأسيسها.
نعم، الاستثناء لا يصنع القاعدة. ومع ذلك، من المهم مراعاة أن الشركات الناشئة توظف الكثير من الأشخاص في مختلف الصناعات وبالنسبة للبعض منا، قد تكون هذه القفزة منطقية جداً.
(بلومبيرج)