عادي

محمد البواردي: «كوفيد ـ 19» أصبح عدواً مشتركاً للبشرية

01:43 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1

أبوظبي: محمد علاء
تحت رعاية محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع، عقدت وزارة الدفاع أمس الأحد الدورة الخامسة من مؤتمرها السنوي «القادة لحروب القرن الواحد والعشرين» الذي أتى افتراضياً هذه النسخة بسبب الأوضاع الصحية الراهنة التي تشهدها الدولة بسب جائحة كورونا، تحت عنوان «دور الدفاع في المرونة الوطنية ما بعد 2020».
قال محمد بن أحمد البواردي خلال الكلمة الرئيسية بالمؤتمر إنه في الوقت الذي يعقد فيه المؤتمر، يواجه العالم أزمة حقيقية وتهديداً غير مألوف على البشرية يتجاوز بنتائجه وتداعياته الحروب والمعارك التقليدية، وهو انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 الذي أصبح عدواً مشتركاً للبشرية.
وأضاف: أثبتت تجربتنا الوطنية في دولة الإمارات لإدارة أزمة جائحة كوفيد 19 وبالنظر إلى التداعيات الناجمة عنها أن الاستقرار الوطني في المستقبل لم يعد مجرد حماية ووقاية من المخاطر الاعتيادية أو الهجمات التقليدية، بل يمكن للتهديدات غير المألوفة أن تأتي بأشكال وتأثيرات مختلفة يصعب التنبؤ بها.
حماية المواطنين 
وتابع: يبقى السؤال كيف يمكن للدول والعالم بأسره تطوير القدرة على حماية المواطنين من التهديدات المستقبلية في ظل هذا المشهد، من جانبنا نرى أن النهج الجديد للمرونة الوطنية لابد أن يرتكز على 4 اعتبارات أساسية هي: وحدة الأراضي والسيادة، والحماية العامة والسلامة، والتماسك والترابط الاجتماعي، والاستقرار الاقتصادي والأمني.
وأكمل البواردي: لابد من تعبئة وتنسيق جميع جهود الاستجابة الوطنية متضمناً كافة الجهات الفاعلة ومستنداً إلى الركائز الأربع بهدف تحقيق المرونة ولهذا الغرض تأتي مشاركة البيانات والمعلومات بين جميع الأطراف المعنية على رأس الأولوية وينعكس نجاحها من تحقيق المرونة من خلال قدرة الدولة والمجتمع على التكيف مع الأوضاع الناشئة عن الأزمات حتى بعد انقضائها.  وأضاف: التهديدات الحديثة قد لا تكون محصورة في منطقة جغرافية محددة؛ بل تمتد عبر حدود الدول، لذلك تبرز أهمية التعاون بين الدول وبناء التحالفات الدولية في مواجهة الأزمات، وبالتالي تحتاج وكالات الاستخبارات إلى توسيع نطاق عملها لتغطية كافة التهديدات التي تتعرض لها الدول، على الجهات المختصة دور هام في إطلاع المجتمع على آخر المستجدات وطمأنته.
وأكمل: من الخبرات العملية اتضح لنا بأن يمكن للمؤسسة العسكرية أن تلعب دوراً هاماً في أوقات الأزمات الوطنية المشابهة لجائحة كوفيد 19، وذلك من خلال استجابة مستحدثة للطوارئ، حيث تمتلك القوات المسلحة مجموعة من المنشآت والموارد التي يمكن استخدامها في العديد من المهام بما يتناسب مع الحالات الطارئة، وقد يكون الوقت قد حان لتحديد دور فعلي للقوات المسلحة في جميع الدول لمواجهة الطوارئ غير القتالية. وتابع: اليوم وبينما يحتفل العالم بالتسامح أثبتت الإمارات من خلال تعاملها مع هذه الأزمة، إيمانها التام بمبادئ التسامح والتعايش مع جميع الشعوب، حيث مدت دولة الإمارات يد التعاون والتآزر لجميع دول العالم لمواجهة الجائحة والتصدي لآثارها وتداعياتها.
معركة شرسة
وأختتم حديثه بالقول: بمناسبة انعقاد المؤتمر نثمن دور جميع الجهات في دولة الإمارات، الذين عملوا ببسالة منقطعة النظير وخاضوا معركة شرسة لمواجهة كوفيد 19 والحد من انتشاره.
منظومتنا الصحية
من جانبه استهل عبدالرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع خلال كلمته بالمؤتمر بتحية شكر لأبطال خط الدفاع الذين شكلوا نماذج رائدة في العطاء الإنساني وشكر وزارة الدفاع وجميع المؤسسات والهيئات الاتحادية والمحلية والعالمية التي عملت جنباً إلى جنب مع طواقمنا الطبية.
وقال العويس: بفضل الرؤية الاستشرافية لحكومة الإمارات والدعم الكبير الذي أولته القيادة الرشيدة للقطاع الصحي وكافة ما تم استثماره فيه أثبتت أن قدرات منظومتنا الصحية في أفضل مكوناتها ومستوياتها، تبنت الدولة بكافة قطاعاتها نموذجاً إماراتياً فريداً بقيادة المجلس الأعلى للأمن الوطني والذي أدار الأزمة باحترافية عالية من خلال اتخاذ إجراءات احترازية عالية وتدابير وقائية استباقية باعتبار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
وتابع: تجدر الإشارة إلى الاستراتيجية الفاعلة والمتكاملة التي وضعها الفريق القيادي الوطني للطوارئ والأزمات والكوارث لإدارة مستوى الطوارئ الثاني والمتعلق بالأوبئة والأمراض المعدية التي تصيب الإنسان منذ اجتماعها الأول الذي تم بتاريخ 26 يناير / كانون الثاني 2020 وقبل رصد أول حالة في الدولة، والتي مكنت الإمارات من الاستعداد المبكر للسيطرة على وتيرة انتشار الفيروس وأثبتت نجاح في كافة القطاعات بالدولة. وأكمل: برهنت الأزمة الحالية مرونة أنظمتنا الصحية والأمنية والتعليمية والاقتصادية وقدرتنا على مواكبة جميع المتغيرات والتعامل مع حالات الطوارئ والأزمات بكفاءة واقتدار.
 التجارب السريرية 
وتابع: من الإنجازات الرائدة خلال الأزمة مشاركتنا في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية وأصبحنا شريكاً جوهرياً في الجهود الدولية لإيجاد لقاح ناجح وفعال لفيروس كوفيد 19 عبر مشاركة 32 ألف متطوع من أكثر من 120 جنسية في التجارب، صحة الإنسان وأمنه وسعادته على رأس أولويات قيادتنا الرشيدة، كما أجزنا الاستخدام الطارئ للقاح وتسهيله أمام الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
 بعد ذلك تم عقد حلقة نقاشية تفاعلية حول موضوع (دور الدفاع في المرونة الوطنية ما بعد 2020 بمشاركة العميد الركن الدكتورة عائشة الظاهري، قائد سلاح الخدمات الطبية في القوات المسلحة لدولة الإمارات، والدكتور مئير إلران، رئيس برنامج الأمن الداخلي في معهد دراسات الأمن الوطني في جامعة تل أبيب، ومايك بوش، رئيس العمليات في فريق الاستجابة الحكومي الشامل لجائحة كوفيد-19 التابع لمجلس رئاسة الوزراء النيوزيلندي.
سلاح الخدمات الطبية
وقالت العميد الركن الدكتورة عائشة الظاهري إن وزارة الدفاع تتعاون مع السلطات المدنية لحماية الدولة، حيث يشارك سلاح الخدمات الطبية في القوات المسلحة في اللجان وفرق العمل على مستوى الحكومة، حيث قامت القوات المسلحة بتوفير لقاح «كوفيد 19» ل 30 ألف فرد من المدنيين والعسكريين ومنتسبي الخدمة الوطنية. كما أشارت إلى أن الوزارة تشارك في القرارات التي تعمل على تقليل انتشار الجائحة وتقييم الآثار المجتمعية والاقتصادية لها، وإدامة جاهزية القوات المسلحة من خلال ترتيب أولوية الفحص والاختبار والعزل للعسكريين.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"