عادي
أكد خلال مؤتمر الأنظمة غير المأهولة قدرة الإمارات على مجابهة التحديات

البواردي: الطائرات بدون طيار سلاح بأيدي الإرهابيين

00:12 صباحا
قراءة 6 دقائق
البواردي يتوسط كبار المسؤولين والضباط
تصوير: محمد السماني
الحضور
تصوير: محمد السمّاني
البواردي يلقي كلمته
عمر سلطان العلماء
مبارك الجابري
الجلسة الأولى
274337997_259565756349458_6800731512598847046_n

أبوظبي: سلام أبوشهاب
تحت الرعاية الكريمة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت في أبوظبي، أمس الأحد، فعاليات الدورة الخامسة من مؤتمر «الأنظمة غير المأهولة 2022» المصاحب لمعرضي «يومكس» و«سيمتكس» 2022 بشعار «أنظمة ذاتية بلا حدود.. طفرة هائلة وآفاق واعدة»، ونظمته شركة «أبوظبي الوطنية للمعارض»، (أدنيك)، بالتعاون مع وزارة الدفاع. وعقدت 4 جلسات نقاشية شارك فيها 22 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم وزراء، وقادة، ومبتكرون عالميون.
 وطن التسامح:
 افتتح محمد بن أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، جلسات المؤتمر، مرحّباً بالوفود المشاركة، في أبوظبي عاصمة الإمارات، وطن التسامح والسلام وأرض الفرص والابتكار قائلاً: «تشكل الأنظمة غير المأهولة، والطائرات من دون طيار عنواناً بارزاً للثورة التكنولوجية الحقيقية غير المسبوقة التي تضع المستقبل بين أيدينا، وفي دولة الإمارات تعدّ مؤدياً مهماً لتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة المتمثلة في مبادئ الخمسين، بالتركيز على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم، وترسيخ السمعة العالمية للإمارات».
وأضاف: «يأتي تنظيم المؤتمر اليوم، بالرغم من التحديات العالمية والأحوال الاستثنائية التي نشهدها في المنطقة، ليضيء على القدرات والممكنات التي تتمتع بها دولة الإمارات، ويبرز دورها المحوري في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها، وجهودها للمضي قدماً في تعزيز منظومتها التكنولوجية المتقدمة، لتطوير قوة الردع، وبناء قطاع أمني ودفاعي يسهم في تحقيق الطمأنينة والسلم».
وقال: «تكمن أهمية هذا المؤتمر بكونه منصة علمية جامعة للخبرات والكفاءات، تدعم مهمتنا لتطوير القدرات الوطنية، ورسالة من دولة الإمارات إلى العالم أجمع، بأنها قادرة على مجابهة التحديات على اختلافها، والوصول إلى تحقيق تطلعات قيادتها وطموحات شعبها في الوصول إلى مكانة متقدمة على قائمة أفضل دول العالم في جميع المجالات. وبأنها حريصة على تطوير قدراتها لإنتاج الأنظمة غير المأهولة والطائرات من دون طيار، بغرض تعزيز قدراتها الدفاعية، ودعم اقتصادها الوطني».
خطورة كبيرة
وأضاف «يكمن جانب كبير من الخطورة في أن الطائرات من دون طيار أصبحت سلاحاً تفضّله الجماعات المسلحة والإرهابية، لانخفاض كلفة إنتاجها وكفاءتها وفعاليتها، وسهولة الحصول عليها، خصوصاً إذا ما وجدت أنظمة ودول ترعاها. إذ يمكن أن تقوم الطائرات من دون طيار ببعض الأدوار التي تقوم بها الطائرات المقاتلة التقليدية، مثل مهام المراقبة، والاستطلاع، والهجمات الجوية، ولهذا بدأت استخداماتها تؤثر في مفاهيم العمليات الجوية والدفاع الجوي وعقيدتها».
وتابع: «رغم ما تمثله الأنظمة غير المأهولة من تقدم علمي وتكنولوجي، فإنها تنطوي على مخاطر وتحديات غير مسبوقة، ولذلك علينا أن نكثف جهودنا، إقليمياً وعالمياً، لحماية الشرعية الدولية وتحقيق السلام والأمن الدوليين، والعمل معاً للاستمرار في مسيرة التقدم والازدهار لأجيالنا القادمة، عبر الارتقاء بقدراتنا الإبداعية لمجابهة التحديات، وتطوير تعامل الإنسان مع الآلات الذكية بثقة ووعي، إلى جانب اتخاذ القرارات الصحيحة في العصر غير المأهول».
استخدام التقنيات      
وقال عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، وتطبيقات العمل عن بُعد، في افتتاح الجلسة الأولى «ندرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أهمية حماية دولنا، عبر ضمان استخدام هذه التقنيات في خدمة مجتمعاتنا وحمايتها. وكما هي الحال لجميع التقنيات التي ظهرت على مر التاريخ، نتفهم تماماً أنها ليست مثالية، ولكن عند النظر إلى الأنظمة غير المأهولة فهناك الكثير من الأسباب التي قد يبني عليها القادة وصنّاع القرار توجهاتهم في استخدامها، والعمل على تطوير نشر تقنياتها المتنوعة، فهي تسهم في خلق فرص كثيرة لحماية المدنيين في الحروب والمعارك».
وتابع: «هذه الأنظمة لديها قدرة مثالية على العمل بوحدة وتناسق، وبطرق قد لا يستطيع الإنسان القيام بها، فالخوارزميات ليست لديها مشاعرنا وخوفنا نفسها، ولا يصيبها التعب فهي تعمل على مدار الساعة، وتنفذ الأوامر الواردة إليها، وتتفوق على الأنظمة التقليدية عند دمجها بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهذه المزايا مجتمعة تجعلنا أكثر قدرة على تحقيق الأهداف، واعتماد الاستراتيجيات التي تعزز جهودنا لحماية مجتمعاتنا من الهجمات وخلال الحروب والمعارك».
وأضاف: «رغم إيجابيات الأنظمة، فإنه يترتب عليها في المقابل أيضاً تحديات عدة، فقد تخلق نوعاً من التطرف، لكونها تحفز على التصعيد أثناء المعارك، خصوصاً عند دمجها بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يخلق رغبة في المضي بقوة نحو الأمام من دون أخذ جميع الاحتمالات في الحسبان. فضلاً عن ذلك باتت كلفة امتلاك هذه التقنيات أقل في الوقت الحالي، ما قد يتيح للجماعات الإرهابية التي تهدد أمن دولنا، امتلاكها واستخدامها لترويع المدنيين وزعزعة أمن مجتمعاتنا، وكذلك وجود عيوب في هذه الأنظمة تتمثل في استخدامها بيانات تاريخية لا تتماشى والتوجهات الاستشرافية التي تعتمدها الكثير من الدول في التخطيط للمستقبل».
فضاءات واسعة
وقال اللواء الركن الدكتور المهندس مبارك الجابري، الوكيل المساعد للإسناد والصناعات الدفاعية في وزارة الدفاع، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرضين والمؤتمر «مما لا يدع مجالاً للشك أصبحت الأنظمة غير المأهولة جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، إذ نعتمد عليها باستمرار في كثير من المجالات الحيوية التي نجحت في أن تحل محل الإنسان، بخاصة في تغطية تلك المهام التي قد تتّسم بقدر عالٍ من الخطورة والتعقيد، وهذه الأنظمة باتت تتمتع بفضاءات واسعة جداً من التقنيات والابتكارات التي تشهد بطبيعتها وعلى الدوام، تطوراً ونمواً مستمرين، ونحن على الرغم من هذا التقدم في هذا المجال، فإننا ما زلنا في بداية الطريق، لما نتوقعه مستقبلاً من حيث مستوى الاعتماد على هذه الأنظمة وتبنّيها».
وأضاف «على الرغم من أن تبنّي هذه الأنظمة ما زال يجابهها الكثير من التحديات التقنية، أو التشغيلية، أو حتى المجتمعية، فإن وجودنا اليوم في الإمارات، تأكيد للمكانة الرائدة التي نتمتع بها بتطوير هذه الأنظمة وتطبيقها وتبنّيها، والمساهمة في نضوج مؤسساتنا وأعمالنا، وتعزيز قيمة الحياة لدى الإنسان. ولكن الأهم أن نواصل العمل على تلمّس التحديات والمعوّقات، والتعمق في إيجاد الحلول لدعم الخطط المستقبلية».
وأوضح أنه «على رأس هذه التحديات استمرارية التطور التكنولوجي لهذه الأنظمة، حيث يتواصل العمل على تطوير التكنولوجيا بتسارع، إلا أن ضمان اندماجها وتكاملها مع الأنظمة التقليدية الأقدم نسبياً، مازال بحاجة إلى عملٍ متواصل، لضمان المواءمة الكاملة والحصول على النتائج المرجوّة من الهدف المنشود من تطبيق هذه الأنظمة في مجال أو قطاع محدد. وفي الوقت ذاته، فإنه إذا استبدلنا بالأنظمة والأجهزة القديمة، الأنظمة غير المأهولة، فإن التحدي يكمن في تأقلم الفرق المستخدمة لهذه الأنظمة، بخاصة في القطاعات الدفاعية والأمنية، لكونها تقدم مفاهيم تشغيلية جديدة تتطلب السرعة في التكيف والمواءمة، مع هامش خطأ لا يذكر، أو من دون وقوع حوادث وأخطاء تشككك في قدراتها وفاعليتها».
وتابع «في ظل هذه التحديات يوفر لنا هذا المؤتمر فرصة للتشاور وإجراء مراجعة شاملة في آليات توظيف وتطبيقات الأنظمة غير المأهولة، لضمان تبنّي التقنيات المناسبة وإيجاد حل للتحديات والمعوقات التي تظهر على السطح خلال مراحل متقدمة من التطبيق، هذه المراجعة تتطلب تضافر الجهود الدولية بين المصنعين والمبتكرين والمستخدمين النهائيين، لبناء منظومة فاعلة قادرة على أداء دور حيوي في حياة البشر ورفاهيتهم، ودور آخر استراتيجي في تطور الدولة والحكومات ومنظوماتها الاقتصادية والصناعية والدفاعية على حد سواء».
تعزيز مكانة الدولة
وقال حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب، والرئيس التنفيذي لشركة «أدنيك»: «يسهم الحدث في تعزيز مكانة دولة الإمارات وجهة عالمية متميزة لاستضافة المؤتمرات المتخصصة بالأنظمة غير المأهولة ونظم المحاكاة والتدريب، ويأتي تنظيم هذه الفعاليات وفق استراتيجتنا الرامية لدعم القطاعات الحيوية والواعدة، وتعزيز تنافسية الشركات الوطنية، محلياً ودولياً، ونقل وتوطين المعرفة المتقدمة في الدولة».

 أربع جلسات
ركزت الجلسات النقاشية الأربع على عدد من الموضوعات والقضايا ذات الصلة بقطاع الأنظمة غير المأهولة، بما فيها فهم المشهد المتغير في قطاع الأنظمة غير المأهولة، وتعزيز الثقة والتفاهم بين الإنسان والآلة واتخاذ القرار في عصر الأنظمة غير المأهولة، وتطرق لتحسين الابتكار: التغلب على التحديات المصاحبة لعمليات تطبيق التقنيات وتكاملها، والأنظمة غير المأهولة والثورة الصناعية الرابعة: كيف تعمل التكنولوجيا على تشكيل القدرات المستقبلية.

 الحضور
حضر فعاليات المؤتمر ماريا ديدي، وزيرة الدفاع في جمهورية المالديف، وجواو إرنستو دوس سانتوس، وزير الدفاع الأنغولي، والفريق الركن تركي بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، قائد القوات الجوية الملكية السعودية، والمهندس عويضة المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، وعدد من كبار المسؤولين وكبار الضوابط والوفود العسكرية، ومجموعة من قادة الفكر والمسؤولين الرفيعين والأكاديميين الباحثين من مختلف دول العالم، وأكثر من 2000 خبير ومتخصّص حضورياً وعن بُعد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"