عادي

فيروز..«صوت الأوطان» تضيء ربيعها الـ85

17:16 مساء
قراءة 3 دقائق
فيروز

الشارقة: غادة الحوراني

غابت عن الساحة الغنائية والمسرحية إلا أنها حاضرة بقوة برصيد غنائي يزيد على 800 عمل، لامست بها الأحاسيس الإنسانية والوطنية من المحيط إلى الخليج، تاركة بصمة عالمية، لتأتي ذكرى ميلادها في 21 نوفمبر 1935 لتأخذنا إلى عالم «قيثارة السماء» السيدة فيروز.
نُهاد رزق وديع حداد المعروفة بفيرز، استطاعت بموهبتها الاستثنائية خطف القلوب واستقرت بصوتها الخلاب في وجدان الجماهير العربية، فاستحقت بجدارة العديد من الألقاب منها «أسطورة العرب» و«صوت الأوطان» و«ملكة المسرح» و«الصوت الملائكي» و«صوت الحب» وغيرها.
فيرُوز، الطفلة الأولى لأسرة بسيطة سكنت في الحي القديم لزقاق البلاط بالقرب من بيروت، أخذت منذ نعومة أظافرها تطارد أصوات عمالقة الغناء العربي مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب في الحارات لعجز عائلتها عن شراء مذياع لها. أسست لحس فني راق كان لبنتها في بناء إمبراطورية لا تقهر قوامها الكلمة الهادفة واللحن الشجي، لتصبح بذلك «إمبراطورة الأغنية العربية». 
إنجازاتها الفنية عبارة عن رحلة صعود مدروس للقمة فأصبحت «جارة القمر»، بعد أن انطلقت كمغنيةَ كورس في الإذاعة اللبنانية عام 1940، عندما اكتشف صوتها الموسيقي محمد فليفل وضمها لفريقه الذي كان ينشد الأغاني الوطنية. 
بدأ حلمها بالغناء على المسارح ينمو بداخلها يوماً بعد آخر، ورغم رفض الأب احترافها الغناء إلا أنها مضت قدماً في الطريق ودرست في المعهد الوطني للموسيقى معززة تقنيات فنية جعلتها «الصوت الساحر» فأصبحت بذلك «سيدة الصباح» بامتياز، خاصة بعد انطلاقتها الحقيقة عام 1952 عندما غنت ألحان الموسيقار عاصي الرحباني الذي تزوجت منه بعد ذلك بثلاث سنوات.
شكّل تعاون فيروز مع الأخوَين عاصي ومنصور الرحباني حقبة جديدة في الموسيقى العربية فمزجت بين الأنماط الغربية والشرقية والألوان اللبنانية. وقدم الثلاثي أعمالاً مميزة تغنت بها فيروز بالحب والألم والفرح والوطن وللقدس. 
انتقلت فيروز إلى العالمية بتقديمها مع الأخوين رحباني وأخيهما الأصغر إلياس، المئات من الأغاني التي اعتبرت ثورة في الموسيقى العربية لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى. وقُدم عدد كبير من أغاني فيروز ضمن مجموعة مسرحيات، وصل عددها إلى 15 مسرحيّة غنائية منها «جسر القمر، الليل والقنديل، وبياع الخواتم وميس الريم، وأيام فخر الدين، وهالة والملك، وكان آخر ظهورٍ لفيروز على المسرح في ينايرعام 2011 في مسرحية «صح النوم».
 مطربة الشعب والحكام، أخذت مسيرتها الفنية منعرجاً جديداً بوفاة زوجها عاصي الرحباني، بعد فترة حداد طويلة غابت فيها عن ساحة الطرب. فشهدت الساحة الفنية أول أغنية جمعتها مع ابنها «سألوني الناس» عبرت فيها عن ألمها بغياب حبيبها وصديقها وشريك رحلتها. وتعاونت مع عدد من الملحنين من أبرزهم سيد درويش، ومحمد عبدالوهاب، وفيلمون وهبة.
ويعد عملها مع ابنها الموسيقار زياد الرحباني علامة فارقة في تاريخها الفني بعد أن ابتعد بوالدته عن مدرسة والده عاصي الرحباني وعمه منصور الرحباني، وصاغ شخصية فنية بذوقه.
راجت أغاني فيروز في كافة أنحاء العالم العربي والعالم. وحصدت فيروز العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصلت على وسام الاستحقاق اللبناني عام 1957 وهو أعلى وسام في الدولة، ووسام الأرز عام 1962، كما حصلت علي ميدالية الكرامة عام 1963 من الملك حسين، ووسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى.
في عام 1988، حصلت فيروز على وسام جوقة الشرف الوطني الفرنسي ووسام الثقافة الرفيعة من تونس، ورشحها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران لنيل أرفع وسام ثقافي في فرنسا وهو وسام الجمهورية الفرنسية للثقافة والفنون، ليمنحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أرفع تكريم رسمي في فرنسا، الذي يحمل شعار «الشرف والوطن». 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"