عادي

بعد زراعة قلب.. خليل يأمل بتغيير اتجاهات الشباب نحو صحتهم للأفضل

20:42 مساء
قراءة 3 دقائق
1

أبوظبي: «الخليج»
بعد أن خضع لعملية زراعة قلب ناجحة في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، أحد المرافق التابعة لمبادلة للرعاية الصحية، خليل الحيراني، يرى أن له رسالة يجب أن يؤديها ليكون مثالاً يقتدي به الشباب الذين يعانون أمراض القلب.
فعلى الرغم من معاناته من قصور متقدم بالقلب، وانتظاره لعملية الزراعة، ظل خليل ملتزماً ببرنامج رفع الأثقال، على مدى عامين، انتظاراً لزراعة قلب جديد له؛ وكان ذلك بفضل مضخة القلب الاصطناعية التي ركبها له الجراحون المختصون في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي». ويحرص خليل على تحدي الصورة الشائعة عن مرضى القلب، وعلى رفع مستوى الوعي بالتبرع بالأعضاء، وإلهام الشباب خاصةً، للعناية بأنفسهم بشكل أفضل، وينصحهم بأن يكونوا أكثر انفتاحاً بمناقشة ظروفهم الصحية، ومناقشة أي تحديات يواجهونها.
يقول خليل: «كنت أظن دوماً أنني لا أُقْهَر؛ فأنا شاب، وقد حافظت على لياقتي دوماً. لقد كان صعباً علي أن أقبل التشخيص قلبي، فَقَدْ مرت بي أيام مظلمة، قبل إجراء عملية الزراعة، وكانت تصيبني نوبات هلع حين كنت أفكر في حالتي؛ لكن زوجتي كانت بجانبي دوماً، فتنتشلني من هذا؛ ثم أدركتُ أن قبول ما نواجهه من تحديات صحية هو أمرٌ مهمٌ جداً للتغلب عليها. وآمل الآن أن أتمكن من إلهام غيري، خاصة الرجال، فأتحدث معهم عن مشكلاتهم الصحية، والتفكير بجديّة في مسألة التبرع بالأعضاء؛ فأنا أرى أن هذا لن يكون إلا خطوة إيجابية لجيلنا.»
كان ذلك في شهر يوليو، حين بدأت معاناة خليل، وهو مدير عقارات، أردني الجنسية، ويبلغ من العمر 35 عاماً، ويعمل في دبي، ويمارس رياضة رفع الأثقال، إذ بدأ يعاني ألماً في الصدر أثناء وجوده بمكتبه. وبعد زيارة الطبيب، قيل له إن الفحوص أظهرت تضخمًا في قلبه، وعليه أن يتوقف عن التدرب بعض الوقت، قبل أن يعود لإجراء مزيد من الفحوص. أخذ خليل بنصيحة طبيبه، ومع ذلك لم يمضِ وقتٌ طويلٌ قبل أن يعود خليل إلى صالة الألعاب الرياضية.
 لم تظهر على خليل أية أعراض أخرى حتى فبراير من العام التالي. ومع انخفاض في وظائف القلب، بدأ السائل يتراكم في رئتيه، وهي حالة مرضية تسمى الوذمة الرئوية، ما جعل تنفسه أكثر صعوبة، حتى أنه كان يشعر بالتعب من صعود السلالم.
ومع تفاقم حالته مع قصور القلب في عام 2019، أحيل خليل إلى مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، وهو المركز الأول والوحيد لزرع الأعضاء في دولة الإمارات. وعند وصوله، قرر الأطباء أن تركيب جهاز مساعدة البطين الأيسر سيحسن حاله بشكل كبير، وسيمكنه من أن يعيش حياة طبيعية، في فترة انتظاره لعملية زراعة القلب.
يقول الدكتور فراس بدر، مدير برنامج قصور القلب وزرع القلب في المستشفى: «جاء خليل إلى المستشفى في وقت كانت حاله تسوء كثيرا، وكان واضحاً أنه بحاجة ماسة إلى عملية زراعة قلب؛ ثم بفضل التقدم التكنولوجي، أتاحت مضخة القلب الاصطناعية حياة رائعة له، ووفرت له مزيدًا من الوقت، إذ كان منتظراً توفر قلب جديد».
بعد العملية، تحسنت حال خليل بشكل كبير، إذ صار قادرا على العودة إلى عمله وممارسة تمارينه الرياضية . وواصل خليل زيارة المستشفى بانتظام، لمتابعة حاله، وفي الزيارات التي كانت تتطلب منه أن يبقى في المستشفى طوال الليل، كان يأتي ومعه أدواته الرياضية حتى يتمكن من ممارسة التمارين في غرفته بالمستشفى.
ويتابع الدكتور بدر «غير خليل الصورة التقليدية لمريض القلب، إذ عندما كنتَ تنظر إليه، ما كنتَ تلحظ أنه يعاني مشكلة في قلبه، إذ كانت تبدو عليه نُضْرَةُ الشاب وحيويتُهم، كما لو كان رياضياً يمارس ألعاب القوى. لقد رأينا تحولًا كُليَّاً فيه منذ أن رَكَّبَ مضخة القلب.»
تقول الدكتورة غورجيوت باجوا، المديرة الجراحية للدعم الميكانيكي للجهاز الدوري وزراعة القلب في المستشفى، وهي الطبيبة التي قادت الفريق الجراحي: «خليل حظه سعيد، حيث كان على وشك أن يخرج من المستشفى عندما علمنا أن قلباً من متبرعٍ، صار متاحاً له. في مثل هذه المواقف، يكون الوقت حاسماً، لذا فإن وجوده بالمستشفى قريباً من الأطباء كان أمراً جميلاً. سارت الجراحة على خير ما يرام، ويسرني أن أقول إن خليل يتعافى الآن، وبحالة طيبة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"