عادي

مع بدء الموسم الشتوي.. منتجات طازجة تغرق أرفف التعاونيات والمنافذ بأسعار تنافسية

15:07 مساء
قراءة 3 دقائق
خضروات
خضروات
خضروات

دبي: يمامة بدوان
أكد عدد من المزارعين وخبراء التسويق أن الاستيراد شهد تراجعاً بنسبة 80% مع بدء الموسم الشتوي، وبدء توافر كميات كبيرة من الخضار بشتى أصنافه، وبأسعار تنافسية؛ حيث من المتوقع أن تصل ذروة الإنتاج إلى 100% في الشهر المقبل.
وأوضحوا: إنه في ظل الدعم الحكومي والمؤسسي للمزارعين، فإن عدداً كبيراً من الشباب تحديداً بدأوا بإعادة إحياء مزارع مهجورة، وتحويلها إلى مصدر للإنتاج بتقنيات حديثة، الأمر الذي سيجعل الإنتاج المحلي يتواصل حتى في أكثر شهور العام حرارة، مما يعود بالنفع على المستهلك والمزارع، كما لجأ عدد كبير من المزارعين إلى زيادة الرقعة الخاصة بالزراعة، في ظل ارتفاع الطلب على الأصناف الوطنية؛ لثقة المستهلك ومنافذ البيع بها، مقارنة مع المستورد.
أكد إبراهيم البحر، خبير في سوق التجزئة، أنه مع بدء تكدس أرفف منافذ البيع والجمعيات التعاونية بشتى الأصناف من المنتجات المحلية؛ شهد الاستيراد تراجعاً لافتاً، خاصة وأن الأسعار في انخفاض أيضاً، مما يمنح المزارعين حافزاً لمواصلة الإنتاج ليس طوال الموسم الشتوي فقط؛ بل والتوجه لوسائل جديدة، تسهم في توفر المحصول الوطني طوال العام، وفي فصل الصيف تحديداً، الذي يشهد عادة تراجعاً في الزراعة المحلية؛ لارتفاع درجات الحرارة.
وأشار إلى أنه في ظل تشدد الجهات الرقابية على الزارعة المحلية والسوق، وسرعة وصول المنتج من المزرعة إلى الأرفف في المنافذ، فإن المستهلك بات لا يثق بالمنتج المستورد، حتى لوكان على صورة أبهى؛ لعلمه بجودة الصنف المحلي الأعلى، مقارنة مع الأجنبي، لوجود رقابة صارمة خاصة فيما يتعلق باستخدام المبيدات على المنتجات.
وذكر أن أزمة كورونا التي ما يزال العالم يعانيها، لعبت دوراً إيجابياً على مستوى دولة الإمارات؛ إذ أسهمت في توجه الكثير من الشباب لممارسة الزراعة باستخدام تقنيات ووسائل جديدة، وتنوع الأصناف، من دون التركيز على الرئيسية منها، كما هو الحال في الزراعة التقليدية، ما يجعلها تتوفر في السوق طوال العام، وبأسعار تنافسية.
وذكر أهمية زيادة البيوت الزجاجية المستخدمة بالزراعة الحديثة؛ لما لها من دور بارز في تواصل الإنتاج في فصل الصيف تحديداً، مما يجعل السوق المحلي يعتمد على الخضار الوطني، مما يعود بالفائدة على المستهلك والمزارع.
زيادة المساحات
من جانبه، قال المهندس سمير الكاشف، مدير مجموعة مزارع الخيرات العضوية، إنه مع بدء غزو المنتجات المحلية للسوق؛ تراجع الطلب على الاستيراد من الخارج بنسبة 80%، ما أسهم في زيادة المساحات المحددة لعرض المنتجات الوطنية، خاصة مع زيادة التعاقدات بين المنافذ والتعاونيات من جهة والمزارعين من جهة أخرى.
وأضاف: إن منافذ البيع تفضل عادة الأصناف المحلية؛ لإقبال المستهلكين على شرائها، ليس لأنها طازجة أكثر من المستوردة فقط؛ بل لسرعة وصولها من المزرعة إلى الأرفف، والتي لا تستغرق سوى ساعات فقط، مما يجعلها تحتفظ بخصائها الغذائية المفيدة، من دون الاضطرار إلى تغليفها بالمادة الحافظة كما هو الحال مع المستورد منها.
وأوضح: إن الدعم الذي توفره الدولة للمزارعين بمختلف مؤسساتها وهيئاتها المختصة؛ ساعد في إعادة إشغال مزارع مهجورة؛ حيث عززت السياسات الحكومية الأخيرة، زيادة المزارع الجديدة بما لا يقل عن 100 مزرعة، تضاف إلى نحو 350 مزرعة كانت موجودة سابقاً على مستوى الدولة؛ بل إن عدداً كبيراً من فئة الشباب أصبحوا يتجهون لممارسة الزراعة وإعادة إحياء مزارع الآباء، في ظل زيادة الطلب على المنتجات المحلية خلال العام الجاري أكثر من الأعوام الماضية.
وتابع: إن جائحة كورونا لعبت دوراً مهماً في زيادة المساحات المزروعة، وتوجه الشباب لمهنة الزراعة؛ لارتفاع ثقة المستهلك بالمنتج المحلي، لأسباب عدة تتعلق بالجودة وسرعة الوصول من المزرعة إلى التعاونية خلال وقت قياسي.
ارتفاع الطلب
بدوره، أوضح عيسى خوري، مدير مجموعة ميراك للاستيراد، أنه مع بدء الموسم الشتوي للإنتاج المحلي، ارتفع الطلب على مختلف الأصناف من الخضار بنسبة تتجاوز 60%؛ حيث من المتوقع أن يصل الإنتاج إلى ذروته في الشهر المقبل، ليغطي حاجة السوق بنسبة 100%، وهو ما يزيد من رغبة منافذ البيع في التعاقد مع المزارع الوطنية، وزيادة المساحة المخصصة لعرض هذه المنتجات، في ظل الدعم الحكومي الكبير للمنتج المحلي، وتذليل أي عقبات قد تواجه المزارعين في استخدام التقنيات الحديثة.
ولفت إلى أن الدوائر والوزارات المعنية كانت قد أعلنت عن خطط لتطوير القطاع الزراعي، وزيادة الأصناف طوال العام، باستخدام التكنولوجيا؛ الأمر الذي يوفر دافعاً للمزارعين، خاصة الشباب في ممارسة هذه المهنة، كذلك مواكبة التطور العلمي في وسائل زراعية حديثة، منها الزراعة بالأماكن المغلقة عبر استخدام إضاءة خاصة، مما يسهم في ترشيد النفقات، ومواصلة توفر الإنتاج حتى في أكثر شهور العام حرارة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"