عادي

مبيعات التجزئة الألمانية تنتعش.. ومبادرات ابتكارية لإحياء الأسواق

17:09 مساء
قراءة 3 دقائق
ألمانيا

أفادت بيانات الأربعاء، بأن مبيعات التجزئة الألمانية انتعشت بأكثر من المتوقع في أكتوبر/تشرين الأول، مما يشير إلى أن المستهلكين دعموا إجمالي النمو في أكبر اقتصاد أوروبي قبل إجراءات إغلاق جزئية لاحتواء الموجة الثانية من جائحة فيروس كورونا.
وقال مكتب الإحصاءات الاتحادي إن مبيعات التجزئة ارتفعت 2.6 في المئة في أكتوبر على أساس شهري بالقيمة الحقيقية.
جاء ذلك بعد قراءة معدلة بالزيادة لسبتمبر/أيلول أفادت بتراجع 1.9 في المئة وبالمقارنة مع توقعات «رويترز» لارتفاع 1.2 في المئة.وعلى أساس سنوي، قفزت مبيعات التجزئة 8.2 في المئة، متخطية توقعات «رويترز» لزيادة 5.9 في المئة.

مبادرات ابتكارية 

ويجد المرء كل ما يتمناه في سوق لاندسهوت الميلادي في جنوب ألمانيا، من ثلج اصطناعي ونبيذ ساخن وأطايب، لكن ينبغي له أن يحضر بسيارته لاستلام الطلبية.
عند حلول الليل، تستقطب «خدمة التسليم بالسيارات» هذه عشرات السائقين الذين ينتظرون داخل مركباتهم أن تدق على نافذتهم عاملة تضع كمامة على وجهها وتعتمر قبعة الميلاد التقليدية، وتعطيهم قائمة المأكولات والمشروبات.
وبعد إتمام الطلبية، يمكنهم أيضاً التوقف أمام كشك للحلويات للتلذذ بكعكة مطيبة بالتوابل أو بحلوى القطن (غزل البنات).
ويقول باتريك شميدت (31 عاماً) القيّم على هذه المبادرة وصاحب مطعم «تسولهاوس» في لاندسهوت: «استلهمنا الفكرة من سلاسل الوجبات السريعة. وأردنا إحياء أجواء الميلاد بعض الشيء، حتى لو كان الأمر أكثر تعقيداً هذه السنة».

«فترة صعبة» 

ويساعد السوق الميلادي صاحب المطعم هذا على تحمّل «فترة صعبة». فالمطاعم والحانات مغلقة في ألمانيا منذ الأول من نوفمبر في سياق تدابير التصدي لوباء «كوفيد- 19». ولا يسمح سوى ببيع المأكولات الجاهزة للتسليم.
ولم تفلت من شر هذه القيود التي مددت حتى مطلع يناير، الأسواق الميلادية المنظمة كل سنة والمقدر عددها بنحو ثلاثة آلاف، وهو ربح ضائع على غالبية المدن الألمانية الكبرى التي ألغت هذه الفعاليات خشية تشكّل بؤر جديدة لتفشي العدوى.
وقد أبصرت هذه الأسواق النور في القرن الخامس عشر في ألمانيا تحت مسمى «أسواق القديس نيقولاوس». وهي باتت تستقطب كل سنة نحو 160 مليون شخص وينفق فيها الزائر الواحد ما يعادل 18 يورو بشكل وسطي، بحسب الاتحاد الألماني لجهات العرض.
وذاع صيت هذا التقليد خارج الحدود الألمانية فبات شائعاً في عدد كبير من بلدان العالم.
وفي مسعى إلى إبقاء الأجواء الميلادية حية والعائدات الاقتصادية وافرة، تُطلق مبادرات في أنحاء البلد كافة.
وفي حي شارلوتنبورغ-فيلمرسدورف، تتوزع الأكشاك ضمن مجموعات صغيرة على شوارع عدة، على الرغم من حظر استهلاك المأكولات والمشروبات في الموقع.
وحرص سوق نورنبرغ الميلادية الذائع الصيت في العالم أجمع على تنظيم حفلها الافتتاحي التقليدي عبر الإنترنت لإرضاء محبيها.

500 سيارة في يوم 

وفي مدينة كالكار في شمال غربي ألمانيا، يقام أيضاً سوق ميلادي على شكل «خدمة تسليم بالسيارة».
أما في لاندسهوت، فقد استقطب هذا السوق التي افتتح في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وتصدرت أخبار الصحف المحلية جموعاً غفيرة. ويقول باتريك شميدت إن السوق استقبل 500 سيارة السبت الماضي.
ويقول ماركوس رينيكي (55 عاماً) الذي أتى مع زوجته: «أنا هنا لدعم المطاعم. وهي فكرة رائعة من دون شك».
ويحلو لساندرا التي حضرت مع ابنتها أن تستعيد بعضاً من أجواء الأسواق الميلادية.
وهي تقول في حين تقدم لها نادلة فطائر محشوة بالنقانق: «ينبغي التحلي ببعض الصبر ويقتصر الأمر على أكشاك الطعام، لكن لا بأس بذلك». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"