«الأورمان».. حديقة الأشجار والـزهـور النــادرة

القاهرة: «الخليج»  
تعد حديقة الأورمان من أشهر المتنزهات التي لها مكانة خاصة عند المصريين من أجيال مختلفة؛ إذ يرجع تاريخ إنشائها إلى أكثر من 150 عاماً، وشهدت تصوير مئات الأفلام السينمائية بين جنباتها.
جاءت فكرة إنشاء الحديقة حين كان الخديوي إسماعيل في زيارة لباريس عام 1867 لحضور المعرض العالمي الذي أقامه نابليون الثالث، وعندما عاد من رحلته قرر إقامة مجموعة من الحدائق منها حديقة الأزبكية وحدائق الجيزة، وكان أولها حديقة الأورمان وكان الهدف الأساسي من إنشائها هو توفير الأشجار والزهور لقصر عابدين، وقام الخديوي إسماعيل باستيراد أشجارها من جزيرة صقلية، في البداية ثم زرع عشرة آلاف شجرة ليمون، وأطلق عليها وقتها حديقة الليمون، وصممها المهندس البلجيكي جوستاف ديلشفاليري، وعاونه المهندس المصري ومصمم الحدائق إبراهيم حمودة، وهو الذي صمم حديقة حيوان الجيزة ثاني أقدم حديقة حيوان في العالم.
شمل تصميم الحديقة في البداية على ثلاثة أقسام هي: الأورمان والحرملك والسلاملك، وتبلغ مساحة الحديقة 28 فداناً، وعرفت حديقة الأورمان في بداية القرن العشرين بحديقة الأمير حسين كمال، وضمت أبدع مجموعة من الأشجار الأجنبية ونباتات الزينة والفواكه والخضراوات، وظلت من أجمل متنزهات القاهرة بمسطحاتها الخضراء وأشجارها الباسقة علاوة على كونها حديقة نباتية.
فوائد طبية
 يبلغ عدد أنواع النباتات في الحديقة نحو 20 ألفاً، بينها 108 من أجود أنواع نباتات الصبار على مساحة فدانين بعضها له فوائد طبية، ومن أشهر أنواعها صبار يسمى «عمة الباشا» أو «كرسي الحماة» لأنه مملوء بالأشواك ويعود زمن زراعته إلى عام 1900. كما تحتوي الحديقة على أنواع نادرة من الزهور التي تم استيرادها من هولندا وفرنسا وإنجلترا، إلى جانب 33 نوعاً من النخيل، ومن أندرها نخيل «ذيل السمكة»، كما تمتلك الحديقة 2000 عينة من النباتات البرية، تم حفظها وتجفيفها في قسم «المعشبة» وهو أحد الأقسام الرئيسية في متحف النباتات، التابع للحديقة.
وتضم الحديقة عدة أقسام تعمل في خدمة الباحثين في علوم النبات، وهي قسم المعشبة ويضم آلاف النباتات المجففة والمحفوظة وفق أحدث طرق الحفظ والعرض المتحفي وهي مرتبة ومصنفة علمياً، ويطلق عليها العينات المرجعية؛ حيث إن هناك سجلاً علمياً لها يبين هويتها ومكان نشأتها واسمها العلمي وتاريخ الإزهار وتاريخ الإثمار وغيرها من المعلومات. وهناك أيضاً قسم المشاتل والصوب الزجاجية وفيه تزرع أنواع من النباتات والأشجار التي تباع للجمهور بأسعار رمزية، أما قسم الرسم والتصميم، فهو من الأقسام المهمة؛ حيث يلجأ إليه كل من يريد القيام بإنشاء حديقة خاصة؛ إذ يتيح إعداد الخرائط والرسومات للحدائق المختلفة وبمساحات مختلفة، وهناك قسم النباتات الصبارية ويضم النبات الشوكية النادرة والنباتات العصارية والتي تستخدم في الأدوية.
سجل فني 
من أهم المعالم الموجودة في الحديقة البركة المائية، ومن أهم النباتات التي توجد على جوانبها اللوتس والبشنين والسيريس والإيريس والهيديكيم، وهناك بعض النباتات الأخرى التي تم جلبها من إفريقيا، كما يوجد بالحديقة 2500 نوع من الأشجار التي تنتمي إلى 45 فصيلاً، ومن بينها أشجار الطقس البارد مثل صنبور الكناري والسيكويا دائمة الخضرة، والسيفالوتكساسيتا ومن الأشجار الاستوائية السياج الكبير والشباثوديا والكايا والتايبويا والبيكسا والايوكليا والانتيد سيما والبامبوسا وهي شجرة آسيوية.
أما حديقة الورد فتضم زهوراً نادرة لا يوجد لها أي مثيل في العالم، ويقام في الحديقة كل عام معرض دولي للزهور هو الأكبر في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث يقام في نهاية مارس/ آذار ولمدة 45 يوماً في إطار الاحتفال بعيد الربيع؛ إذ تظهر الحديقة في تلك الفترة في أبهى صورها لاستقبال الزوار من كل مكان. كما تحمل الحديقة سجلاً فنياً رائعاً؛ حيث إن معظم الأفلام الرومانسية المصرية في القرن العشرين صورت مشاهد كثيرة منها بداخلها، إلى جانب الكثير من الأغنيات الرومانسية التي سجلت تحت أشجارها.