«منظمة سان إيسيدرو» تتحرك في كوبا

01:32 صباحا
قراءة دقيقتين

جيمس بلودوورث *

حتى الأسبوع الماضي، كان احتجاج ماليكونازو (نسبة إلى الجدار البحري، ماليكون بهافانا) الذي يذكرنا بالمسيرة التي حدثت في 5 أغسطس/آب 1994 بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، واحداً من الاحتجاجات الوحيدة الموثقة وواسعة النطاق التي واجهتها كوبا في العقود الأخيرة.

في يوم الجمعة، 27 نوفمبر/تشرين الثاني، فاجأ حشد من حوالي 300 فنان ومفكر وناشط القيادة الكوبية من خلال التجمع خارج وزارة الثقافة للاحتجاج على الافتقار إلى حرية التعبير، والمطالبة بالإفراج عن مغني الراب المسجون دينيس سوليس غونزاليس.

 وكما حدث في عام 1994، تواجه كوبا أزمة اقتصادية حادة. فقد توقفت الإصلاحات الاقتصادية التحررية التي تمت الموافقة عليها في المؤتمر السادس للحزب الشيوعي في عام 2009 في السنوات الأخيرة. في هذه الأثناء، وخلال السنوات الأربع التي قضاها في منصبه، شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحظر الاقتصادي الأمريكي، وحظر السفن السياحية الأمريكية من الرسو في كوبا، وعطل بشدة التحويلات المالية إلى الجزيرة. ومما زاد الطين بلة، أن الوباء أغلق السياحة، وهي أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في كوبا.

ودفعت احتجاجات الأسبوع الماضي قوات الشرطة التي حاصرت مجموعة فناني حركة سان إيسيدرو في هافانا التي تم تأسيسها في عام 2018، لفض إضراب عن الطعام بدأ رداً على اعتقال سوليس غونزاليس في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني.

وأكدت منظمة العفو الدولية أنها «تحققت» من الصور التي تظهر أنه «في وقت من الأوقات بدا أن السلطات الكوبية قامت بتطويق مقر حركة سان إيسيدرو بشريط أصفر، ما حد من حرية حركة المجموعة».

 الحكومة الكوبية ردت في البداية على احتجاجات الأسبوع الماضي خارج وزارة الثقافة بدعوات للحوار. ومع ذلك، سرعان ما تراجعت عن مسارها بمجرد تفرق الاحتجاجات؛ حيث لجأت إلى الخطاب العدائي المألوف. وتم اعتبار حركة «سان إيسيدرو» جزءاً من مؤامرة وكالة المخابرات المركزية التي أنشأتها «الولايات المتحدة». في هذه الأثناء، تم استدعاء تيموثي زونيغا براون، كبير دبلوماسيي الولايات المتحدة في الجزيرة، وتوبيخه من قبل الحكومة الكوبية؛ «لتدخله الخطِر في الشؤون الداخلية لكوبا». ووصف التلفزيون الكوبي الحكومي «سان إيسيدرو» بأنها «مهزلة» ووصف مجموعة الفنانين على أنهم مرتزقة يدفعون أموالاً للولايات المتحدة.

 ومع ذلك، وبعد ما يقرب من 62 عاماً، فإن شجاعة ومرونة جيل الشباب من النشطاء هي التي تجسد بشكل أفضل خوسيه مارتي، بطل النضال الكوبي من أجل الاستقلال عن الإمبراطورية الإسبانية في القرن التاسع عشر.

* صحفي وكاتب إنجليزي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

صحفي وكاتب إنجليزي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"