عادي

خورفكان تفتح فصلاً جديداً للفن على إيقاع أغنيات الجسمي وأنغام

17:05 مساء
قراءة 4 دقائق
الجسمي
الجسمي
الجسمي
الجسمي

من على مدرج خورفكان، التحفة المعمارية ذات الطابع الروماني التي تطل من جبال المدينة على شواطئها، حمل النجمان حسين الجسمي وأنغام جمهور الغناء العربي نحو أمسية ساحرة، وسجلا بأعمالهما التي مزجت بين عراقة اللحن وعذوبة الصوت والإحساس تاريخ أول حفل يقام على المدرج، لتعلن خورفكان بداية فصل جديد للفن والجمال في إمارة الشارقة.
وعلى أضواء المدرج والألعاب النارية التي زينت سماء المدينة وأنارت ساحلها، عاش أهالي خورفكان وجمهور الأغنية العربية ليلة لا تنسى، قدّم فيها الجسمي وأنغام مختارات من أحدث أعمالهما، وأخرى من أبرز ما غنوا خلال مسيرتهما الفنية، فلم يتوقف الجمهور الذي حجز كامل المقاعد المتاحة في المدرج عن الهتاف والتصفيق وهم يستمعون إلى روائع الجسمي «قاصد»، و«أول عشق» و«الجبل»، والأغنيات التي سجلت فيها أنغام علامة فارقة في تاريخ الغناء العربي من «سيدي وصالك» إلى «حالة خاصة جداً»، وصولاً إلى «أكتبلك تعهّد».
الحفل الذي قدمته الإعلامية لجين عمران بترحيبها بالفنانين ومباركتها لأهالي خورفكان على أحدث المعالم الثقافية والفنية التي شيدت في المدينة، استهل مع أنغام، التي اعتلت المسرح بقيادة المايسترو هاني فرحات وعلى موسيقى أغنية «سيدي وصالك» التي أبدعت في تقديمها بإحساسها وصوتها العذب.
وأعربت الفنانة المصرية عن سعادتها في وقوفها لأول مرة أمام جمهورها في مدينة خورفكان قائلةً: «حظّي كبير أن أكون معكم وأحيي أول حفل غنائي يقام في هذا الصرح المعماري الجميل الذي يعكس رقي وجمال هذا البلد وشعبه الأصيل الذي تربى على الفنّ والموسيقى والقيم الإبداعية، وكلّي أمل أن يحمل العام المقبل للجميع كلّ الخير والسعادة».
وعلى أوتار العود، وصولات وجولات الكمنجات، صدحت أنغام بأغنيتها «حالة خاصة جداً» عنوان ألبومها الصادر العام الماضي لتغيّر بعدها الإيقاعات بأغنيتها الخليجية «لايقين» التي امتازت بخصوصية الألحان والتوزيع، لتشعل بعدها مدرجات المدرج بواحدة من أجمل أغنياتها «ولا دبلت». ولم يكن الوقت عنصراً مؤثراً في الحفل لأن جمال الأغنيات وروعة الصوت حددّا توقيتاً مغايراً، وقدمت أنغام أغنيتين الأولى «ألف آسف»، والثانية «أناني»، قدمتهما بأسلوبها المتفرّد، لتنتقل بعدها وتشدو بأغنية «حته ناقصة» وسط تصفيق من الجمهور. وواصلت تقديم إبداعاتها وحلّقت بالحضور نحو سماء الإبداع في أغنيتها العاطفية «بتوصفني بتكسفني» التي استهلتها فرقتها بمقدمة موسيقية ساحرة، لتقدّم بعدها «بعتلي نظرة»، تحية إلى روح المايسترو الراحل طارق الذي أشرف على توزيعها، أتبعتها بعمل خليجي جديد بعنوان «لا تهجي» لاقت استحساناً لدى الجمهور. واختتمت أنغام الحفل على طريقتها الخاصة، وقدّمت لجمهورها أغنيتين، الأولى «أكتبلك تعهّد»، وغنّتها بإحساس عالٍ صفق لها الجمهور طويلاً، أما الثانية «ياريتك فاهمني» فكانت مسك الختام، لتودّع بعدها النجمة المصرية مدينة خورفكان تاركة في ذاكرة الجمهور ليلة فنية استثنائية.
شعور لا يوصف
أما النجم الإماراتي حسين الجسمي، فأطلّ على خشبة المسرح وسط عاصفة من التصفيق والهتافات، وبمرافقة فيديو يستعرض محطات من مسيرته الفنية، ليحقق وعده الذي قطعه لجمهوره بتقديم حفلٍ لا ينسى، واستهلّ الأمسية بقيادة المايسترو وليد فايد بأغنية «أعزّ الناس» من أشعار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
وأعرب الجسمي في بداية الحفل عن سعادته الكبيرة في تواجده على مدرج خورفكان وقال: «شعوري لا يوصف وأنا في حبيبتي خورفكان التي ولدت بها وعشت فيها أجمل سنوات عمري، وتعلمت في مدارسها، وأنشدتُ في إذاعتها، ودندنت على شواطئ بحرها وبين جبالها، وها أنا اليوم أقف بينكم ولا يوجد ما يوصف شعوري الحقيقي، شعور الابن لكل أب وأم بيننا اليوم، شعور الأخ لكل أخ فيكم، شعور الصديق لجميع الأصدقاء، وشعور الفنان الذي يتشرّف بالوقوف على أعرق المسارح العالمية ناقلاً رسالة فنّ راقٍ للشعوب».
وتابع: مشاعري بينكم مختلفة كون الحلم الذي تمنيته قبل أكثر من عشرين عاماً قد تحقق، وشاءت الأقدار أن أنال أكثر مما تمنيت بتوفيق من الله وبفضل الإرادة التي تصنع المعجزات وهي رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي حوّل هذه المدينة لدرّة جميلة، وأتشرف بالمسؤولية التي توّجني بها سموه بالوقوف وإحياء أول حفل على هذا المسرح.
وقدّم الجسمي بما يعبّر عن المحبة والوفاء لصاحب السمو حاكم الشارقة أغنية «قادها سلطان»، ليشدو بعدها برائعته الخالدة «قاصد» من أشعار المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجاءت بمثابة الإهداء لأهل خورفكان. وطاف الجسمي يقدّم إبداعاته وغنّى لعشّاقه «مهم جداً» التي وجدت طريقها إلى قلوب مستمعيها، ليشدو بعدها برائعة الفنان الكويتي عبدالكريم عبدالقادر «مرني»، ويشعل بعدها مدرجات المسرح بأغنية «ستة الصبح»، وفي مشهد فنيّ اعتاد عليه جمهوره انتقل النجم الإماراتي للعزف على آلة البيانو وقدّم أغنية «أول عشق» من كلمات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، التي تفاعل معها الجمهور مشكّلاً لوحة بصرية بأضواء الهواتف. وتواصل إيقاع الجمال، وقدّم الجسمي لعشّاقه رائعة فيروز «نسم علينا» التي صاغها بعذوبة متناهية، ليلبي بعدها مطالبات الجمهور ويشدو بـ «الغرقان» و«الجبل» بأسلوب متميّز، ليطرب مسامع جمهوره بموال عراقي أتبعه بأغنية «اجا الليل».
وما هي إلا لحظات حتى بدأت إيقاعات العدّ التنازلي وانطلقت الكمنجات لتستقبل العام الجديد على وقع الألعاب النارية وصوت النجم الإماراتي الذي بدأ 2021 بغناء قصيدة صاحب السمو حاكم الشارقة «التاج». وفي مشهد عكس وفاء ومحبة الجسمي لأصدقائه ورفاق دربه، وجّه النجم تحية لأعضاء الفرقة الموسيقية التي تأسس معها مشواره الفنّي واصفاً هذه اللحظة التي جمعتهم على مدرج المدينة بحلم رافقهم منذ ثمانينيات القرن الماضي، ليختتم بعدها الحفل بمختارات من أعماله القديمة والجديدة وقدّم «الشاكي»، و«بودّعك» في الوقت الذي ودّع الجمهور بـ «أما براوة» و«بالبنط العريض» تاركاً في أذهانهم ذكرى جميلة لا تنسى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"