اختتمت كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية والأكثر قيمة في الولايات المتحدة، للتوّ، عاماً مميزاً من النجاحات المالية لم تشهد له مثيلاً، وضرب بعضها أرقاماً قياسية كان من المستحيل أن تتحقق، بشهادة معظم المحللين، لولا هذا العام الاستثنائي.
جمعت شركات التكنولوجيا السبع وهي «أبل» و«مايكروسوفت» و«أمازون» و«ألفابيت» و«فيسبوك»، إضافة إلى «تيسلا» و«إنفيديا»، إجمالي 3.4 تريليون دولار من القيمة السوقية، وسط انتشار جائحة عالمية وأزمة اقتصادية واسعة.
بين التفاؤل المستمر بشأن مبيعات «آيفون»، ومنتجات «تيمز» المتنامية من مايكروسوفت، إلى سيطرة أمازون المستمرة على التجارة الإلكترونية، وقوة احتكار «جوجل» و«فيسبوك» للإعلان عبر الإنترنت، لم تتباطأ وتيرة أعمال عمالقة التقنية بسبب فيروس كورونا، وازدادت أيضاً التحقيقات حول هيمنتها.
واعتبر صعود «تيسلا» الجامح أكبر مفاجأة للأسواق لعام 2020؛ إذ ارتفع سهم الشركة قرابة تسعة أضعاف تقريباً، وارتفعت معه القيمة السوقية لصانع السيارات الكهربائية من 76 مليار دولار في بداية العام إلى 669 مليار دولار مع إغلاق يوم الخميس الماضي.
وعلى الرغم من إغلاق المصنع في بداية فترة انتشار الوباء، ارتدت أعمال «تيسلا» بقوة وسلمت عدداً قياسياً من المركبات في الربع الثالث.
وأصبحت تيسلا في الشهر الأخير من عام 2020، أكبر إضافة على الإطلاق لمؤشر «إس أند بي»، بعد تحقيق خمسة أرباع متتالية من الأرباح.
في الوقت نفسه، تضاعفت قيمة شركة «إنفيديا» لصناعة الرقائق بأكثر من الضعف في عام 2020، حيث أغلقت مع سقف سوقي قدره 323 مليار دولار، مما يجعلها سابع شركة تقنية من حيث القيمة بعد أن كافحت بشدة لمواكبة ازدياد الطلب على معالجات مراكز البيانات والألعاب. في سبتمبر/أيلول الماضي، وافقت الشركة على شراء «إيه آر إم القابضة» لصناعة أشباه الموصلات من «سوفت بانك»، مقابل 40 مليار دولار، وهي صفقة إن تمت ستعتبر ثاني أكبر استحواذ أعلنته شركة تكنولوجيا أمريكية للعام الماضي.
وحققت «أبل» أكبر زيادة في القيمة السوقية إلى حد بعيد، وقفزت الشركة بنحو تريليون دولار من حيث القيمة، ويرجع الفضل في ذلك إلى ارتفاع أسهمها الصاروخي بنسبة 81%، في حين استفاد عملاق البيع الإلكتروني «أمازون»، من النمو في أعماله الاستهلاكية والحوسبة السحابية، وارتفعت قيمة الشركة السوقية بمقدار 710 مليارات دولار، بينما جمعت «مايكروسوفت» 480 مليار دولار، وكسبت الشركة الأم لجوجل (ألفابيت) 268 مليار دولار، أما عملاق التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فقد أضاف هو الآخر 193 مليار دولار لقيمته السوقية.
انعكست المكاسب بوضوح على قائمة أغنى الأشخاص حول العالم؛ إذ واصل جيف بيزوس من أمازون تربعه على عرش القائمة، وقفز إيلون ماسك مؤسس «تيسلا» إلى المركز الثاني كأغنى شخص في العالم، يليه مؤسس شركة «مايكروسوفت» بيل جيتس، بينما احتل مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك» المركز الخامس، ومن بين العشرة الأوائل أيضاً جاء مؤسسا «جوجل» لاري بيدج وسيرجي برين ضمن القائمة ذاتها، إضافة إلى الرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت ستيف بالمر.
