عادي

إسرائيل تقصف رفح.. ومحادثات «الفرصة الأخيرة» تنتهي دون اتفاق

01:34 صباحا
قراءة 4 دقائق

غزة - وكالات

أكد سكان فلسطينيون، أن دبابات وطائرات حربية إسرائيلية قصفت رفح الخميس، ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن بحجب أسلحة عن إسرائيل إذا ما هاجمت المدينة الواقعة جنوبي غزة، فيما انتهت جولة محادثات الهدنة في القاهرة، دون اتفاق.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن هناك فجوات غير قابلة للحل في اتفاق التهدئة الأخير المقدم من مصر وقطر والذي وافقت عليه «حماس».

وبحسب مصادر إعلامية، فإن الوفد الإسرائيلي أعاد فتح ملف الأسرى مجدداً، مطالباً بإطلاق سراح 33 أسيراً على قيد الحياة في المرحلة الأولى. كما تحفظ الإسرائيليون أيضاً على تعبير «وقف النار الدائم».

وأكد مسؤول إسرائيلي كبير، أن أحدث جولة من مفاوضات القاهرة التي وصفت ب«الفرصة الأخيرة» لوقف الأعمال القتالية انتهت، وأن إسرائيل ستمضي قدماً في عمليتها في رفح وأجزاء أخرى من غزة وفقاً للمخطط. وأضاف المسؤول، أن إسرائيل قدمت للوسطاء تحفظاتها على مقترح حركة «حماس» لاتفاق إطلاق سراح الرهائن، وأن الوفد الإسرائيلي سيغادر العاصمة المصرية.

وذكر نتنياهو في بيان مصور: «سنقاتل بأظفارنا، إذا اضطررنا لذلك». وأضاف، «لكننا نملك ما هو أكثر بكثير من أظفارنا».

وفي غزة، قالت «حماس» وحركة «الجهاد»: إن مقاتليهما أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون على دبابات إسرائيلية محتشدة عند المشارف الشرقية لرفح.

وقال سكان ومسعفون في رفح، وهي المدينة الوحيدة في غزة التي لم تجتحها القوات البرية الإسرائيلية بعد: إن ثلاثة أشخاص قتلوا، وأصيب آخرون بنيران دبابة إسرائيلية قرب مسجد في حي البرازيل في شرق المدينة.

وتسببت غارة جوية على منزلين في حي الصبرة برفح في مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، منهم نساء وأطفال.

وقال مسعفون: إن من بين القتلى قائداً كبيراً في كتائب «المجاهدين» وأسرته وأسرة قائد آخر بالجماعة.

وتقول إسرائيل: إن مقاتلي «حماس» يختبئون في رفح التي لجأ لها مئات الآلاف من الفلسطينيين فراراً من القتال.

وقال نازح يدعى محمد عبد الرحمن: إنه يخشى من أن يكون القصف الإسرائيلي علامة على اجتياح المدينة.

وأضاف عبد الرحمن: «يذكرني ذلك بما حدث قبل اجتياح الدبابات الإسرائيلية لمناطقنا السكنية في مدينة غزة، عادة ما يتيح القصف العنيف للدبابات بالتوجه نحو أماكن تعتزم اجتياحها».

وفي الولايات المتحدة، كرر البيت الأبيض أمله في ألا تنفذ إسرائيل عملية شاملة في رفح، قائلاً: إنه لا يعتقد بأن العملية ستخدم هدف إسرائيل في القضاء على «حماس».

وقال المتحدث جون كيربي: «اقتحام رفح، في رأي الرئيس بايدن، لن يخدم ذلك الهدف».

وذكر كيربي، أن إسرائيل تضغط بشكل كبير على «حماس»، وأن هناك خيارات أفضل لملاحقة المتبقين من قيادة الحركة من عملية تنطوي على مخاطر جسيمة على المدنيين.

وفي أشد تصريحاته حدة حتى الآن، قال بايدن ل «سي.إن.إن» الأربعاء: «أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح... فلن أزودهم بالأسلحة». وذكر بايدن، أن إسرائيل لم تقدم خطة مقنعة لتأمين المدنيين في رفح، وأكد الجيش الإسرائيلي، أن لديه الذخائر اللازمة لعملية رفح.

* انتهاء المحادثات

تجتمع وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة وقطر في القاهرة منذ الثلاثاء الماضي. وذكر مصدران أمنيان مصريان، أن محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة أحرزت نوعاً من التقدم، إلا أنه لم يجر التوصل إلى اتفاق.

لكن عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس، قال: إن وفد الحركة غادر القاهرة، وأعاد تأكيد موافقتها على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار. ويتضمن الاقتراح أيضاً إطلاق سراح رهائن إسرائيليين في غزة ونساء وأطفال فلسطينيين محتجزين في إسرائيل.

وتقول إسرائيل: إنها منفتحة على الهدنة، لكنها ترفض مطالب إنهاء الحرب قبل القضاء على «حماس».

وذكرت الخارجية الأمريكية، أن واشنطن ما زالت تتواصل مع إسرائيل بشأن تعديلات في مقترح وقف إطلاق النار المقدم من حماس، مضيفاً، أن العمل جار لوضع اللمسات النهائية على نص اتفاق، لكن ذلك العمل «بالغ الصعوبة».

* انهيار القطاع الطبي

وسيطرت الدبابات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر الثلاثاء الماضي، ما أدى إلى قطع طريق المساعدات الحيوي إلى القطاع، وأجبر 80 ألف شخص على النزوح من المدينة هذا الأسبوع، وفقاً لما ذكرته الأمم المتحدة.

في غضون ذلك، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية، وقصفها بالدبابات على قطاع غزة الخميس.

وقال سكان: إن الدبابات توغلت في حي الزيتون شمالي القطاع، ما أجبر الأسر على الفرار. وقال الجيش الإسرائيلي: إنه يقوم بتأمين الحي، وبدأ بسلسلة ضربات جوية تستند إلى معلومات مخابراتية استهدفت نحو 25 «هدفاً».

واحتشد الآلاف في دير البلح بوسط غزة بعد الفرار من رفح في الأيام القليلة الماضية.

قالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن إغلاق معبر رفح حال دون إجلاء المصابين والمرضى، ودخول الإمدادات الطبية وشاحنات الغذاء والوقود، وأضافت الوزارة أن مركز غسيل الكلى الوحيد في منطقة رفح توقف عن العمل بسبب القصف.

وقال الجراح الأردني علي أبو خرمة، المتطوع في مستشفى الأقصى في دير البلح: إنه كان يتسنى إدخال المساعدات الطبية، لكنها توقفت الآن، وأضاف: «القطاع الطبي كاملاً منهار».

وتسبب الهجوم الإسرائيلي حتى الآن في مقتل نحو 35 ألف فلسطيني، وإصابة قرابة 80 ألفاً معظمهم مدنيون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"