التكامل الثقافي الإماراتي

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين

(مريم جمعة فرج: أيقونة القصة الإماراتية)، ذلك هو عنوان الكتاب الصادر عن الدار الوطنية الإماراتية «نبطي للنشر» لمجموعة من المؤلفين الإماراتيين والعرب المقيمين، في الذكرى الأولى لرحيل الأديبة الإماراتية القديرة «مريم جمعة فرج» رحمها الله، وفي المناسبة ذاتها، نظم فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي أمسية تأبينية شارك فيها مجموعة من مؤلفي الكتاب، ضمن الخطة الثقافية للفرع المعنية بالاحتفاء بالإصدارات الإماراتية عبر حلقات ثقافية شهرية بعنوان (ناشر وكتاب)، وعلى جانب آخر، وضمن برنامج «بصمات قلم»، قدمت فضائية سما دبي حلقة خاصة بالراحلة مريم جمعة فرج، استضافت فيها مجموعة من أدباء الإمارات ممن لهم صلة وثيقة بالراحلة، وعلى اطلاع على بصماتها الإبداعية في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي، كما نظّم مقهى الفجيرة الثقافي التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية جلسة أدبية تكريمية لعدد من كُتّاب وأدباء الفجيرة، وذلك احتفاء بإصداراتهم الجديدة.
إذاً، حراك ثقافي مشترك كهذا، احتفاءً بالرموز الإبداعية الإماراتية، القديرة منها والشابة، الراحلة منها التي أثرت المشهد الثقافي بالعديد من الإسهامات في مختلف الفنون والقنوات الإبداعية، أو التي ما زالت على قيد الحياة الإبداعية والثقافية والدنيوية العامة، إنما هو فعل حميد، يصب في صالح المشهد الثقافي، وينصف الطاقات الإبداعية على اختلاف مستوياتها وأصنافها وأجيالها وأجناسها الأدبية والثقافية العامة، بما يدعم السجل التوثيقي لنهضة دولة الإمارات العربية المتحدة طيلة خمسين عاماً من التأسيس والترسيخ في مختلف نواحي الحياة، وبما يؤيد الاحتفال الإماراتي الذهبي في 2 ديسمبر 2021، بما تمتلكه الدولة من أدلة دامغة على مدى تقدمها الحضاري في شتى مجالات الحياة، من سياسية واقتصادية وعلمية وثقافية وأدبية ورياضية وابتكارية ومجتمعية عامة، وبما يُسهم في استكمال مشروع النهضة الإماراتية في الخمسين عاماً القادمة وصولاً إلى مئويتها في 2 ديسمبر 2071.
إذاً، هو حراك ثقافي تكاملي بين أطراف المعادلة: «المؤلف» بوصفه الأداة المؤرخة للأحداث والأحاديث المنتسبة للوطن ولإنسانه المساهم في نهضته، و«دار النشر» بوصفها يد الدعم للفكر البشري بإيصال صوته إلى القاعدة العريضة من متلقي المعرفة بما يُسهم في إضاءة المشهد الثقافي للأجيال والأمم، و«المؤسسة الثقافية» باعتبارها المظلة التي يتكامل بها المشهد بما تزخر به من طاقات وإمكانات مادية ومعنوية وفكرية وبشرية مؤهلة لأن تسهم في تنمية المجتمع الثقافي، وصولاً إلى «المتلقي» الذي يتعين عليه التمييز بين الغث والسمين مما يتلقاه من جرعات معلوماتية ومنجزات ثقافية في مختلف الفنون والأجناس الأدبية والتاريخية والتراثية. وإذاً، لمثل هذه الندوات الاحتفائية بالطاقات الإبداعية، الراحلة منها أو التي ما زالت على قيد الحياة الثقافية، والقديرة منها أو الشابة، إنما هو مشروع يجب أن تطاله يد الديمومة من خلال توثيقه عبر كتب تحفظ للمشهد الثقافي منجزات الإمارات ونهضتها الحاضرة في المشهد الحضاري العام.

 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"