مذكرات رمضانية

00:45 صباحا
قراءة دقيقتين

قبل نحو أربع سنوات من الآن، وعلى صفحات جريدة «الخليج» تحديداً، عمل عدد من أعضاء الفريق الثقافي بالجريدة على محاورة مجموعة من المبدعين الإماراتيين من خلال (رمضان في ذاكرة مبدع)، من أولئك الأعضاء، تأتي الإعلامية الثقافية نجاة الفارس، التي حرصت على النبش في ذاكرة المبدعين وتحريضها على البوح بما لديهم من أحداث وأحاديث، وحكايات وحياكات تتعلق بشهر رمضان المبارك في سنواتهم الأولى، مع مقارنتها برمضانياتهم الحديثة، وقد استمرت الفارس على هذا المنوال في مواقع إعلامية ثقافية أخرى، لتلتقي في رمضان هذا العام، مع مجموعة من المثقفين، للحديث عن ذكرياتهم الرمضانية، مع اختلاف الأسئلة من مثقف لآخر.

وكان من بين الأسئلة التي كانت من نصيبي: (هل تعتقد أن الأدب العربي نجح في الإضاءة على طقوس رمضان وما فيها من جماليات وروحانيات؟)، لتأتي الإجابة على النحو التالي: (النجاح مسألة نسبية، والأدب العربي اجتهد كثيراً في الإضاءة على طقوس رمضان، من جماليات سلوكية وعادات وتقاليد وروحانيات متمثلة في الطقوس الدينية لمختلف البلدان العربية والإسلامية، لكن المحصلة ليست بالقدر الكافي الذي تأمله الأجيال العربية، والباب ما زال مفتوحاً للمثقفين وللمؤسسات الثقافية للإضاءة على هذه الحقبة الزمنية الغنية بمختلف الأدوات والأساليب والأجناس الأدبية).

إذن، تلك اجتهادات صحفية مؤسسية وفردية على السواء، لأجل الإشارة إلى العادات والأعراف الرمضانية الإماراتية والعربية، من خلال المبدعين الذين عاصروا تلك الفترة الرمضانية بما صاحبها من ذكريات وحكايات وثقافات سلوكية وغذائية وطقوس وممارسات وما إلى ذلك.. وذلك في فترة زمنية مؤطرة بأيام شهر رمضان من كل عام، إلا أن ذلك لا يفي التوثيق حقه؛ إذ لا يقتصر الأمر على كوكبة من المبدعين للحديث عن رمضان وما يصاحبه من طقوس طوال أيام الشهر الفضيل، بل يتطلب الأمر الالتقاء بشريحة عريضة من البشر.

الوقت يمضي، والآباء والأجداد في حقبة زمنية مؤقتة، والمعلومات تتفلت من سنة إلى أخرى؛ لذا، على المؤسسات الثقافية المعنية بالتراث الشفهي وسواه من أجناس التراث المعنوي والمادي، الالتفات إلى الطقوس المناسباتية المجتمعية الدورية الثابتة ثبات الجبال في جغرافيا الأرض.. فكما أن رجال الصحافة حريصون على تسجيل الممارسات الاجتماعية للمبدعين خلال الشهر الفضيل منذ عشرات السنين، لتعريف الأجيال بالتاريخ العربي الإماراتي في كل وقت وحين، ولرد الجميل لأولئك الآباء الذين احتفظوا لنا بذاكرة توثق الوطن والمجتمع ككل، فإن جمعيات النفع العام المعنية بالتراث، شريك حي وحيوي في النهوض بالتراث وتثبيت أركانه في المجتمع المدني.. من ذلك، شهر رمضان المبارك بكل أعرافه وعاداته وسلوكيات معاصريه في مختلف الأمكنة والعصور.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3y7mhkhe

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"