عادي

بوتين يعلق على تمديد العمل بمعاهدة «نيو ستارت» مع واشنطن

20:32 مساء
قراءة 3 دقائق
1

موسكو - أ ف ب
رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، بتمديد العمل بالمعاهدة الجديدة للأسلحة الاستراتيجية «نيو ستارت» لخمس سنوات غداة التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة مع الولايات المتحدة، في خطوة للأمام خطتها القوتان المتنافستان اللتان تجمعهما علاقات معقّدة.
وكان الإعلام الرسمي الروسي قد نقل في وقت سابق اليوم عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله، إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على تمديد معاهدة «نيو ستارت» للحد من الأسلحة النووية وفقاً لشروط موسكو. في حين قال الكرملين الثلاثاء، إن البلدين اتفقا على تمديد المعاهدة التي أُبرمت عام 2010، وكان من المقرر انقضاء أجلها الشهر المقبل. وتقيد معاهدة «نيو ستارت» عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية والصواريخ والقاذفات التي يمكن لروسيا والولايات المتحدة نشرها.
وفي خطاب عبر الفيديو في منتدى دافوس، وصف الرئيس الروسي التمديد بأنه «خطوة في الاتجاه الصحيح»، لكنه اعتبر أن الأمن العالمي لا يزال مهدداً بسبب التوترات الدولية المتزايدة.
وتعدّ معاهدة نيو ستارت آخر اتفاق ثنائي من هذا النوع بين أبرز قوتين نوويتين في العالم، ويحيي تمديدها الأمل بتحسن مستوى الحوار بين واشنطن وموسكو، بعد أسبوع من وصول جو بايدن إلى السلطة؛ على الرغم من أن البلدين أبديا أكثر من مرة حزماً في القضايا المرتبطة بمصالحهما الوطنية.
وسارعت موسكو من جهتها إلى إضفاء طابع رسمي على الخطوة مع مصادقة البرلمان الروسي بالإجماع على تمديد المعاهدة لخمس سنوات؛ أي حتى عام 2026، علماً بأن مفعول النص كان يفترض أن ينتهي في الخامس من فبراير/ شباط.

تعطيل في عهد ترامب
جاء تصويت البرلمان الروسي على تمديد المعاهدة غداة أول اتصال بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي الجديد جو بايدن، وكانت المفاوضات حول معاهدة نيو ستارت معطلة في عهد دونالد ترامب.
وبعد هذه المكالمة، أكدت واشنطن وموسكو مساء الثلاثاء التوصل أخيراً إلى اتفاق.
ويشكل تمديد المعاهدة أول تقدم دبلوماسي بارز منذ سنوات بين الولايات المتحدة وروسيا التي تراجعت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوى لها منذ نهاية الحرب الباردة، بسبب خلافات متواصلة حول ملفات دولية عدة.
وتحدد هذه المعاهدة سقف كل من ترسانتي القوتين النوويتين ب1550 رأساً، في خفض نسبته 30 في المئة تقريباً عن الحد السابق الذي وضع في 2002.
وتحدد كذلك عدد قاذفات القنابل والقاذفات الثقيلة بـ800، وهذا يكفي لتدمير الأرض مرات عدة.
وكانت إدارة ترامب تريد تمديداً مشروطاً لسنة، لإفساح المجال أمام التفاوض على اتفاق شامل أكثر يضم الصين، لكن المحادثات مع موسكو كما مع بكين لم تؤد إلى نتائج.
وسحب ترامب الولايات المتحدة من 3 اتفاقات دولية أساسية أخرى، وهي الاتفاق النووي الإيراني، ومعاهدة الصواريخ البرية المتوسطة المدى، ومعاهدة السماء المفتوحة للتدقيق في تحركات عسكرية وحدود التسلح، وهذا الأمر دفع روسيا إلى الانسحاب من هذه المعاهدة الأخيرة .

مسائل حساسة
رغم التوافق في مسألة معاهدة نيو ستارت، إلا أن بايدن يبدو أكثر حزماً من سلفه بصدد بعض المسائل الحساسة التي تثير غضب نظيره الروسي.
وقالت المتحدثة باسم بايدن، إن الرئيس أثار مسألة «العدوان الروسي» على أوكرانيا، و«تسميم» المعارض أليكسي نافالني في أغسطس/آب، والموقوف منذ 17 يناير/ كانون الثاني، وكذلك التدخلات الروسية في الانتخابية الأمريكية، والهجوم الإلكتروني الهائل الأخير الذي تعرضت له وزارات أمريكية، ونسبته واشنطن إلى موسكو، واحتجت الخارجية الروسية من جهتها الاثنين على دور الولايات المتحدة وشركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة إثر تظاهرات المعارضة التي ضمت السبت عشرات آلاف الأشخاص في كافة أنحاء روسيا.
وكان الرئيس بوتين، وهو من بين آخر من وجه التهاني لبايدن بين زعماء العالم، قد قال أواخر ديسمبر/كانون الأول إنه لا ينتظر تغييراً جذرياً في العلاقات بين موسكو وواشنطن في ظل الإدارة الجديدة.
بدوره قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأربعاء؛ إن شروط «إنعاش» العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة لم تتوافر «حتى الساعة».

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"