عادي

فاطمة المزروعي: اختيار عشوائي للمشاركين في الفعاليات

00:00 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

الشارقة: عثمان حسن

أثارت الروائية الإماراتية فاطمة المزروعي، العديد من المحاور التي ترى أنها تحتاج إلى تفعيل أكبر في علاقة الكاتب الإماراتي بمشروعه الإبداعي، بما يؤدي إلى تنشيط الحراك الثقافي في الإمارات، وأول المحاور، يتمثل في غياب الصلة بين الكاتب والناشر، حيث تعتقد المزروعي أن الجهات المعنية بضبط عملية النشر في الإمارات، لا تتدخل بين الكاتب والناشر، الأمر الذي يؤثر بالسلب في حقوق المؤلف، فعلي سبيل المثال يصدف أن تقوم دار نشر ما بطباعة كتاب لمؤلف ثم تصدر طبعة ثانية وثالثة، من دون علمه، وفي أحيان كثيرة يسأل الكاتب عن مبيعات كتابه، ولا يتلقى إجابة شافية، وفي أسوأ الأحوال قد يخبره الناشر بأن كتابه كاسد، ولم يحقق أي مبيعات تذكر.

وترى المزروعي أن هناك الكثير من العشوائية في اختيار الكتاب للمشاركة في الفعاليات الأدبية المحلية كل في حقل اختصاصه، وهذا ينسحب من وجهة نظرها على طريقة اختيار المبدعين للمشاركة في اللقاءات والفعاليات والمؤتمرات الأدبية والثقافية خارج حدود الإمارات، فثمة أسماء مكررة دائماً هي من تحظى بفرص المشاركة، وهي ترى أن ذلك يعبر عن وجهة نظر قاصرة، أو هي «بعين واحدة» في التعامل مع الشأن الثقافي وذلك بطبيعة الحال يفقد المنجز الأدبي تنوعه، وهذا يطال تخصصات الشعر والقصة والرواية وغيرها من الأجناس الأدبية.

وتعتقد المزروعي أن هذا الجانب يحتاج إلى ضبط إداري وفني، كما يحتاج إلى مزيد من التنسيق ما بين اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والجهات المعنية خاصة وزارة الثقافة والشباب، ومن جهة أخرى، فهي تسأل عن أهمية وجود «ببليوغرافيا» للمبدعين الإماراتيين ضمن أجندات وملفات وزارة الثقافة، وتدعم فكرة أن يكون هناك تنسيق أكبر بين «كتاب الإمارات» والوزارة بخصوص هذا الموضوع.

أسئلة

وتشير فاطمة المزروعي إلى موضوع الجوائز الأدبية، وتأتي على ذكر «جائزة الإمارات للرواية» التي تأسست في أبوظبي في عام 2013، واستمرت حتى عام 2017 ثم توقفت، وهي تسأل عن أسباب توقفها خاصة أنها تخص المبدعين الإماراتيين، وكانت تتضمن ثلاث فئات مختلفة هي جائزة: أفضل رواية، وجائزة أفضل رواية قصيرة، وجائزة الكاتب الإماراتي المميز، وتعلق على ذلك بقولها: «لقد خسر المبدع الإماراتي واحدة من الجوائز المهمة، وأتمنى أن يعاد النظر بشأن هذه الجائزة التي شجعت الكثير من المبدعين على الكتابة في المجال الروائي على وجه الخصوص».

وتدعم فاطمة المزروعي فكرة «التفرغ الإبداعي» في الإمارات، وهي تؤكد أهمية توفير بيئة مناسبة للإبداع، وهذه البيئة تظل من وجهة نظرها ناقصة، في ظل انشغال الكاتب بمستلزمات توفير قوته اليومي هو وعائلته، وهي ترى أن كتابة مشاريع ثقافية مهمة، وعلى درجة كبيرة من الوعي والرؤية والاختلاف، يستلزم توفير مناخات مناسبة للإبداع، وهذا لا يتحقق من دون تفريغ المثقف للكتابة، حيث الإبداع يحتاج إلى تأمل وفحص وراحة نفسية، وفترات زمنية كافية لإنجاز مشاريع ثقافية من هذا النوع، وشرط أن تتوفر مخصصات مالية كافية، توفر على المبدع الكثير من الوقت والجهد والمكابدة اليومية.

روافد 

ولأن ترجمة المنشور الأدبي إلى اللغات الأجنبية، هو أحد روافد ازدهار الأدب المحلي والتعريف به خارج حدود الدولة، فإن المزروعي تعتقد أن ثمة نقصاً ملحوظاً في ترجمة كثير من المؤلفات الإماراتية رغم وجود مؤسسات ثقافية تعنى بالترجمة، حيث تقول: «نحن ككتاب نسعد كثيراً بترجمة بعض مؤلفاتنا إلى لغة أخرى، فهذا يزيد من رصيد الكاتب الثقافي ويعرف بمنجزه في العالم، ويمنحه فرصة التعريف بهويته الثقافية والإبداعية، ويزيد من فرص اتصاله مع الآخر».

وتلاحظ المزروعي أن هناك غياباً واضحاً للنقد الأدبي الجاد على الساحة الإماراتية، وإن وجد هذا النقد فهو قليل جداً، كما أن هناك الكثير من الإصدارات التي تنشر في الساحة المحلية ولا تقدم أدباً رصيناً، وهنا تسأل فاطمة المزروعي: من هي الجهة المسؤولة عن رداءة المطبوع في كثير من المؤلفات الأدبية في الرواية والشعر والقصة؟.

وترى المزروعي أن النتاج الفني الإماراتي، خاصة في المسرح والسينما، يفتقر إلى وجود نصوص إماراتية، فجل ما هو متوفر عبارة عن نصوص عربية وعالمية، وهي تدعو إلى ضرورة وجود منسقين ثقافيين يتابعون المنجز الإبداعي الإماراتي، والعمل على اختيار ما هو جيد من هذه النصوص واستثمارها في المسرح المحلي، وهذا بحسب المزروعي يرفد الساحة الفنية بمسرح ذي نكهة محلية، ومن جهة أخرى يشجع الأدباء على كتابة السيناريو والتأليف المسرحي. وتلفت المزروعي إلى نشاط الجهات المختصة في الإمارات، كجمعية المسرحيين الإماراتيين، وأن هناك ضرورة للتنسيق ما بين الجمعية والكتاب أنفسهم، أو من خلال مظلتهم الثقافية ممثلة ب «كتاب الإمارات».

تجربة

ومن واقع تجربتها في الميدان الثقافي، تعتقد المزروعي أن هناك جهداً كبيراً مبذولاً من المؤسسات الثقافية في الإمارات، لتحقيق الغاية من وجودها، وهذا يندرج تحت باب «حسن النية» لكنّ هذا الجهد يظل لا يكتمل في ظل الرتابة والكسل الإداري، وفي ظل اختيار موظفين في المؤسسات الثقافية، ليسوا على اطلاع أو معرفة بالثقافة أو المثقفين، وهذا أحد مكامن الخلل، وهو الذي يحتاج منا جميعاً إلى تفاديه وتصويبه من أجل مزيد من الإبداع والمعرفة، خاصة أننا نراهن على الثقافة ونعتبرها إحدى ركائز التقدم والازدهار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"