عادي

خالد عيسى: مكتباتنا العامة لا تشتري من الناشر المحلي

23:53 مساء
قراءة 4 دقائق
1

الشارقة:  علاء الدين محمود

جملة من القضايا أثارها الناشر والشاعر خالد عيسى، صاحب دار «هماليل للطباعة والنشر»، ومن بينها ضرورة دمج دور النشر المحلية ضمن كيانات تتشابه في تخصصاتها ومنشوراتها، ولفت إلى أهمية دعم الدولة لقطاع النشر، وتخصيص المكتبات العامة حصة من مشترياتها للكتب المحلية، إذ إنها تستورد معظم مشترياتها، ووجه عدداً من الرسائل إلى الكتّاب والقراء ودور النشر، ولفت عيسى إلى أن سؤال الناشر عن حقوقه وما يريده يبدو نادراً، فدائماً ما يكون هو في موضع السؤال والاستفسار. 

في مستهل حديثه، أوضح عيسى، أن الدولة وضعت تشريعات جيدة تضمن حقوق دور النشر، كما أن جمعية الناشرين، أصبحت بمنزلة سند عظيم للناشر في إطار حل المشكلات ودعم الاستمرارية، وذكر أن الجهات الرسمية كانت قبل فترة قليلة تدعم وتسهم في صناعة الكتاب، من بينها المكتبات العامة، وبعض الهيئات التابعة لوزارة الثقافة، وكذلك وزارة التربية والتعليم، التي كانت تشتري حصة من الكتب تدعم بها المؤلف ودور النشر، غير أن ذلك الأمر تراجع بصورة كبيرة لأسباب عدة أبرزها التحول نحو الكتاب الرقمي.

مدخلات

وأكد عيسى، ضرورة أن يتوافر الدعم لمدخلات الطباعة وصناعة الكتاب، كأن تعفى الدور من الجمارك والضرائب، خاصة أن الإمارات صارت منارة ثقافية كبيرة، حيث أسهمت المبادرات الكثيرة في مجال القراءة والكتاب والمعرفة في تعزيز الحراك الثقافي، ومن الضروري المحافظة على تلك المكانة الكبيرة التي وصلت إليها الدولة فيما يتعلق بالثقافة والمعارف وحركة النشر.

وأوضح عيسى، أن القضية الراهنة والملحة هي كيفية استمرار دور النشر المحلية بصورة فاعلة ومنتجة ومثمرة، في ظل المصاعب وتراجع الكتاب الورقي، ولا بد من تقديم الكثير من التضحيات في هذا الصدد حتى تستمر تلك الدور في تقديم خدماتها، ويقترح عيسى، أن يتم دمج عدة دور نشر في دار واحدة بحسب تخصصاتها ونوعية إصداراتها، فهذا الأمر من شأنه أن يقلل من التكاليف، وهذا المقترح يتطلب تدخلاً من الجهات المعنية والمختصة من أجل دعمه والأخذ بيده مثل هيئة أبوظبي للثقافة، أو هيئة الشارقة للكتاب، فعملية الاندماج بين هذه الدور سيقود إلى ثراء وتنوع، ويضمن الاستمرارية، وتفعيل صناعة الكتاب، ومشاركة أفضل في المعارض الداخلية والخارجية، ويعزز من تبادل الأفكار ويرفع من نسب التوزيع، غير أن ذلك الأمر يحتاج بالفعل إلى تنازلات من قبل الناشرين.

ويرسم عيسى، صورة قاتمة في حالة عدم الأخذ بمقترح الدمج، فبعض دور النشر ستستمر من أجل الاستمرارية فقط، وأخرى ستتوقف تماماً، وإذا بدأ مسلسل التوقف فهو سيستمر، بحيث يشمل معظم دور النشر فهي لن تستطيع الصمود ولا المواكبة.

وأوضح عيسى، أن قضية التوزيع من التحديات والمشاكل الرئيسية في قطاع النشر، فالدور تريد أن توزع منتجها، ولكن ذلك يصطدم بمعوقات عدة من أبرزها أن معظم المكتبات العامة والتجارية تستورد من الخارج، ومنها من يقوم بعملية الترجمة، وهذا من حقوقها، لكن على هذه المكتبات أن تأخذ من كل دار نشر محلية حصة من إنتاجها من المؤلفات، لمدة خمس سنوات على الأقل، وذلك يتطلب بالفعل قراراً من جهة رسمية مثل المجلس الوطني للإعلام، يوجه المكتبات بالعمل بهذا المقترح، وذلك الأمر سيسهم في حركة التوزيع وينعش النشر، فمن الضروري أن يكون للمكتبات العامة دور في الترويج للثقافة المحلية والتعريف بها، عبر نسبة معينة من منتجات دور النشر يتم الاتفاق عليها، وتتم عملية اختيار الكتب من قبل لجنة مختصة تشكلها جهة اعتبارية مثل جمعية الناشرين.

مشاركات 

ودعا عيسى، الجهات المختصة إلى تنشيط مشاركة دور النشر المحلية في الفعاليات الخارجية، خاصة إذا تحقق مقترح الدمج، وكذلك يقع على عاتق شركات الطيران  بواسطة جمعية الناشرين  مسؤولية وضع أسعار مناسبة للتذاكر من أجل مشاركات دور النشر خارجياً، لأنها تمثل الدولة ثقافة وفكراً وحضارة.

وذكر عيسى، أن دور النشر لا يمكن أن يكون لها حضور دون مؤلف، فهي حريصة على العلاقة المشتركة بينها وبين الكاتب والمكتبة، لأن ذلك الثلاثي هو الذي ينعش حركة النشر ويجعلها موجودة وممكنة، ولفت إلى وجود بعض المشكلات في العلاقة بين الدور والكتاب، ففي السابق كانت دار النشر تدعم المؤلف من حيث تكاليف الطباعة والإخراج والترجمة، وكل إجراءات النشر، ولكن ذلك الأمر صار اليوم صعباً، فأصبحت المصاريف وكلفة الطباعة تقع في معظمها على المؤلف.

تسليع

وأكد عيسى، على أن الكتاب الجيد يبقى مع الزمن، ولكن تلك النوعية من المؤلفات المميزة قد قلت، لأن الكتّاب أنفسهم صاروا قلة، لكن الكتاب الذي يلفت الأنظار ويتوافر فيه الإمتاع والإقناع فهو يجد قبولاً من القراء، بالتالي يلقى اهتماماً من دور النشر.

وأقر عيسى، بوجود مؤلفات وكتب تستهدف السوق، فبعض الدور تنتج من أجل الكم وليس الكيف، وهذا الأمر سبب الكثير من المشاكل لدور النشر الجادة والهادفة، فالواقع أن عملية فرض قيود أو وصاية من قبل الدور على المؤلفات غير ممكنة، وهناك بالفعل كتب رديئة، لكنها لا تصمد بل تموت، لأنها لا تحمل قيمة والبقاء دائماً يكون للأفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"