تحرير اللقاحات من الاحتكار

00:00 صباحا
قراءة 3 دقائق

سارة لازار*

تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بمكافحة العنصرية. لكنه بقي صامتاً بشأن الظلم العنصري الذي يحدث على نطاق عالمي.
وتعهد بايدن مراراً وتكراراً بأنه على عكس الرئيس ترامب، ستعمل إدارته بسرعة وفاعلية على الحد من جائحة «كوفيد- 19»، لكن حتى الآن، لم يقل الرئيس شيئاً بشأن ما إذا كان سيرفض إجراء رئيسياً لإدارة ترامب في منظمة التجارة العالمية يمنع وصول اللقاح إلى البلدان الفقيرة ذات الأغلبية السوداء والسمراء في جنوب الكرة الأرضية. ويأتي صمت بايدن وسط تحذيرات متزايدة من أن الدول الغنية - بما في ذلك الولايات المتحدة - تخزن معظم إمدادات اللقاح العالمية بينما تترك الدول الفقيرة وراءها، وقد لا تبدأ العديد من دول الجنوب اللقاحات الجماعية حتى أواخر عام 2024.
 في أكتوبر 2020، اقترحت الهند وجنوب إفريقيا، أن تعلق منظمة التجارة العالمية إنفاذها لقواعد الملكية الفكرية الرئيسية المتعلقة بعلاجات «كوفيد- 19»، من أجل السماح بإنتاج نسخ عامة أرخص من اللقاحات، وبالتالي تمكين الناس من الحصول عليها في البلدان الفقيرة. وبدعم من ما يقرب من 100 دولة، ينص الاقتراح على أن براءات الاختراع الصيدلانية وحقوق النشر يجب ألاّ «تخلق حواجز أمام الوصول في الوقت المناسب إلى المنتجات الطبية بأسعار معقولة بما في ذلك اللقاحات والأدوية».
وفي ظل إدارة ترامب، منعت الولايات المتحدة - وهي لاعب قوي في منظمة التجارة العالمية - التنازل عن الملكية الفكرية المقترحة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والنرويج وسويسرا واليابان وكندا. 
 لكن المنتقدين يقولون إن قواعد الملكية الفكرية لمنظمة التجارة العالمية، ستؤدي إلى وفاة الآلاف في البلدان الفقيرة، وتحرم الجمهور العالمي من اللقاحات التي تم تطويرها بتمويل عام كبير. كما أشارت منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية في نوفمبر/تشرين الثاني. ومنذ بداية الوباء، حافظت الشركات الصيدلانية على ممارستها المعتادة للسيطرة الصارمة على حقوق الملكية الفكرية، مع متابعة الصفقات التجارية السرية والاحتكارية التي تستبعد العديد من البلدان ذات الدخل المتوسط ​​والمنخفض من الاستفادة.
 لم يقل بايدن حتى الآن شيئاً علناً عن حظر إدارة ترامب للاقتراح، ولم يستجب فريقه الانتقالي لطلب التعليق في هذه الأوقات كما أن كاثرين تاي، التي عينها بايدن كممثل تجاري للولايات المتحدة، لم تدل بتصريحات عامة حول اقتراح منظمة التجارة العالمية.
وكان الرئيس بايدن أدلى بتعليق ذي صلة خلال محادثة في يوليو 2020 مع أدي بركان، وهو ناشط في مجال الرعاية الصحية؛ حيث سأل باركان بايدن، إذا اكتشفت الولايات المتحدة لقاحاً أولاً، فهل ستلتزم بمشاركة هذه التكنولوجيا مع دول أخرى؟ وهل ستضمن عدم وجود براءات اختراع تقف في طريق البلدان والشركات الأخرى التي تنتج هذه اللقاحات المنقذة للحياة على نطاق واسع؟ أجاب بايدن: «بالتأكيد، بشكل إيجابي. هذا هو الشيء الإنساني الوحيد في العالم».
 ومع ذلك، قال بيتر مايباردوك، مدير مجموعة حصول المواطنين على الأدوية واقتصاد المعرفة، التي تقاوم الآثار السيئة لارتفاع أسعار الأدوية: إنه من السابق لأوانه معرفة بالضبط ما يعنيه بايدن بهذه التصريحات، التي صدرت قبل اقتراح الهند وجنوب إفريقيا لمنظمة التجارة العالمية. قال مايباردوك، سنرى ما قصده بايدن بهذا الالتزام. وسيكون من الجيد الحصول على مزيد من التفاصيل حول ذلك.
ويقول المدافعون عن الوصول العالمي إلى الأدوية إن التفاصيل مهمة، لأن هناك الكثير الذي يمكن لبايدن فعله لعكس إجراءات إدارة ترامب في منظمة التجارة العالمية.
* محررة ويب في In This Times. متخصصة في الصحافة المستقلة (كومون دريمز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

محررة ويب في In This Times. متخصصة في الصحافة المستقلة

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"