عادي

قطاع النقل العام الأمريكي يعاني الركود

22:28 مساء
قراءة 3 دقائق
1

لم يكن قطاع النقل العام في الولايات المتحدة في أفضل أيامه قبل تفشي وباء «كوفيد-19» أمام منافسة السيارات، لكن مذّاك، تضاعف التحدي، إذ يواجه القطاع مخاوف الاضطرار إلى تسريح المزيد من العمال، وتقليص عرضه.
وفي صباح ثلاثاء، من شباط/ فبراير، في ما يفترض أن يكون ساعة الذروة في مترو واشنطن، أربعة أشخاص فقط يجلسون داخل القطار. ومنذ أن بدأ انتشار الوباء في مارس/ آذار، لم يعد أحد مضطراً في الواقع للوقوف داخل عربات المترو، كما جرت العادة بسبب الاكتظاظ.
وفي ديسمبر/ كانون الأول، كانت نسبة التنقل في مترو العاصمة الفيدرالية أدنى بنسبة 85,5% مما كانت عليه في ديسمبر 2019. وخلال عامين، يفترض أن يكون التنقل عبر المترو يساوي فقط ثلث ما كان عليه سابقاً، بحسب توقعات هيئة النقل في واشنطن.
ومن أجل التأقلم مع هذا الواقع، تدرس الهيئة تقليصاً كبيراً في شبكة الحافلات، وتوسيع فترة الوصول بين مترو وآخر إلى 30 دقيقة، وإغلاق 19 محطة، وتسريح موظفين. لكنها علّقت هذا المشروع حتى الآن.
وفي كل أنحاء الولايات المتحدة، كان للوباء «أثر كبير في الميزانيات (...) لأن استخدام (المترو) قد تراجع كثيراً»، كما يشرح لفرانس برس بول سكوتيلاس مدير جمعية النقل العام الأمريكية، مشيراً إلى تراجع متوسط عدد التنقلات في شبكات المترو بنسبة 76% في الفصل الثاني وحتى 90% في بعض الشبكات.


39,3 مليار دولار 


لا تزال مراكز المدن في البلاد حتى الآن مهجورة تقريباً، مع 17 مليون أمريكي عاطل عن العمل، ومدارس لم تفتح أبوابها حتى الآن.
والعاصمة واشنطن، مقر السلطة السياسية والعديد من المنظمات الدولية، ليست إلا شبح ما كانت عليه في السابق، بعدما خلت من آلاف المحامين والاقتصاديين والناشطين الذين يعملون الآن من بيوتهم.
وفي نيويورك حيث لا يملك العديد من السكان سيارات، انخفض عدد من يقصدون المترو، أو «السابواي»، كما يسميه السكان، بنسبة 70% أواخر يناير/ كانون الثاني مقارنة بالعام الماضي، وفق بيانات هيئة النقل الخاصة بالمدينة.
ويوضح سكوتيلاس أن «المدن الكبرى تلفت انتباهاً أكثر (...) لا شكّ في أن نيويورك وواشنطن وبوسطن وشيكاغو وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو، كلها تضررت بشكل كبير، كبير جداً».
ويضيف «لكن الأمر طاول البلد بأكمله (...) من مدن صغرى وكبرى».
وفي كانساس سيتي على سبيل المثال، المدينة الواقعة في وسط الولايات المتحدة، ويبلغ عدد سكانها 450 ألف نسمة، لم يستخدم الترامواي إلا 45780 شخصاً في ديسمبر/ كانون الأول 2020، أقل بالثلث عن 161,827 شخصاً قصدوا الترام في ديسمبر 2019، وفق هيئة النقل في المدينة.
ولتفادي تسريح عمال وتخفيض العروض، يحتاج قطاع النقل العام في الولايات المتحدة إلى 39,3 مليار دولار على ثلاث سنوات، بحسب جمعية النقل العام الأمريكية.
وهذا ما يوازي ضعف 20 مليار دولار خصصها الرئيس جو بايدن، للقطاع في خطة الإنعاش التي يأمل أن يتبناها الكونجرس سريعاً. وحصل القطاع على 25 مليار دولار أصلاً في مارس/ آذار، ثم 14 ملياراً في ديسمبر.
وتعلّق الآمال حالياً على الاستثمارات في البنى التحتية للنقل والطاقة الخضراء التي وعد بها جو بايدن من أجل دعم الاقتصاد.
وتعهد وزير النقل بيت بوتجيج، وكان رئيس بلدية سابق، بأن يكون إلى جانب المسؤولين المحليين في المدن والبلدات.


عودة الازدحام 


وسط الخشية من عودة الازدحام إلى مستوياته السابقة، يقول سكوتيلاس إنه «لا أحد يملك كرة سحرية» للتنبؤ، لكن يطمئن إلى أنه «من المرجح أن 20% من الأشخاص قرروا العمل من المنزل، ربما لبضعة أيام في الأسبوع».
وهذه حال تيا براين، التي تقطن في ضاحية في واشنطن. تركب المترو كل الأيام للذهاب إلى مكتبها لمدة ساعة صباحاً، وساعة مساء، ثم أرغمها الوباء على العمل من البيت.
وحينما عادت إلى العمل، كان المترو يعمل بطاقة مخفضة. في المقابل، كانت حركة مرور السيارات سلسلة، وأصبحت مواقف السيارات مجانية مؤقتاً في المدينة.
وتقول براين التي تعمل مساعدة إدارية منذ 50 عاماً، إنها بدأت عملاً جديداً مؤخراً، وأصبحت بحاجة إلى سيارة للتنقل.
هل ترى نفسها من جديد في المترو؟ تجيب المرأة «يمكن أن أتخيل ذلك (...) إذا ما عادت الأمور إلى طبيعتها»، أي إذا ما عاد الازدحام وأصبحت مواقف السيارات مكلفة من جديد. (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"