عادي

الرئيس البيلاروسي: بلادنا أفشلت «حرباً خاطفة» لقوى أجنبية

21:09 مساء
قراءة 3 دقائق
1


مينسك-أ.ف.ب

أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، الخميس، أن بلاده أفشلت «حرباً خاطفة» شنتها قوى أجنبية، وذلك في خطاب حاد النبرة أمام مؤتمر ضم موالين له بعد أشهر من احتجاجات واسعة النطاق على حكمه المستمر منذ عقود.
وكان الرئيس الذي يحكم بقبضة حديد قد وعد بالكشف عن إصلاحات خلال المؤتمر المنعقد في العاصمة مينسك، لكن خطابه الافتتاحي أمام قاعة مملوءة بمسؤولين يرتدون بزات عسكرية ورسمية، ركز بدلاً من ذلك على محاولات للإطاحة بحكومته.
وخلال موجة الاحتجاجات، قال لوكاشنكو (66 عاماً)، إنّ حكومات أجنبية حرضت المحتجين على تنظيم الإطاحة به، لكنه قال، الخميس، إن بيلاروس نجحت في صد الهجمات. وأشار إلى تلك المحاولات بعبارة ألمانية وقال: «الحرب الخاطفة لم تنجح، تمسكنا ببلدنا»، مستخدماً لغة لها وقع خاص في بلد تكبد خسائر فادحة على أيدي القوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية.
وقال: «رغم التوترات في المجتمع والتي تسببت بها بشكل مصطنع قوى خارجية، نجونا»، مضيفاً أن بيلاروس «ستتصدى مهما كلف الأمر». وتابع: «علينا أن نقاوم مهما كان الثمن. والعام 2021 هذا، سيكون حاسماً».
والمعارضة البيلاروسية التي يقبع قادتها إما في السجن وإما في المنفى في دول أوروبية مجاورة، نددت بمؤتمر «الجمعية الشعبية لعموم بيلاروس» المنعقد ليومين، بوصفه مسرحية سياسية.
والعام الماضي واجه لوكاشنكو أكبر التهديدات لحكمه منذ توليه السلطة في الجمهورية السوفييتية السابقة العام 1994.
ونزل عشرات آلاف الأشخاص إلى الشوارع في أنحاء البلاد؛ للمطالبة باستقالة لوكاشنكو، بعدما أعلن فوزه بولاية رئاسية سادسة في انتخابات أغسطس/آب، والتي اعتبر مناوئوه أنها شهدت عمليات تزوير.
وشنت السلطات حملة قمع عنيف ضد المتظاهرين، واعتقلت الآلاف، فيما أفاد الكثير منهم عن تعرضهم للتعذيب ولانتهاكات خلال توقيفهم، فيما أسفرت الاضطرابات عن مقتل العشرات.
وكان لوكاشنكو قد وعد في نوفمبر/تشرين الثاني بتعديل الدستور، سعياً لتهدئة الاحتجاجات، وذلك بعد أسابيع على ظهوره في تجمع حاملاً رشاش كلاشنيكوف، وواصفاً المتظاهرين بالجرذان. وفي المؤتمر الذي جمع 2700 ممثل عن قطاعات أغلبيتها مدعومة من الدولة، رفض دعوات المعارضة، وأرجأ على ما يبدو إطاراً زمنياً وعد به لإدخال التعديلات الدستورية.
وقال أمام الوفود: «يجب أن ننظر عن كثب في قضايا التنمية الاجتماعية.. وفي احتمال تعديل القانون الأساس» من دون تحديد تاريخ الكشف عن التغييرات المقترحة. وكرر لوكاشنكو أن السلطات ستضع مسودة دستور جديد هذا العام، وتعرض التغييرات على تصويت شعبي في مطلع العام 2021.
«مسعى لتقليد الحوار»
 لكن هذا الجدول الزمني يتعارض مع وعوده السابقة بتقليص السلطات الرئاسية وإجراء تصويت على مستوى البلاد بحلول أغسطس/آب. وقال لوكاشنكو: «أفهم أننا نعيش في فترة انتقالية، نحتاج إلى جيل جديد لتولي السلطة».
ومع ذلك، أكّد أطول زعيم حكماً في أوروبا إنه لن يكون مستعداً للتنحي إلا عندما تضمن السلطات الاستقرار.
وقال إنّ «الشرط الأساسي لترك السلطة هو أن يسود السلام والنظام في البلاد - لا احتجاجات ولا محاولات للإطاحة بالسلطات». وعشية المؤتمر دعت قناة «نيكستا» على منصة «تلجرام»، والتي حشدت ونسقت المتظاهرين خلال أشهر الاحتجاجات، إلى تظاهرات جديدة.
وكتبت «نيكستا»: «هذا تجمع لمناصري لوكاشنكو البائسين الذين تم جمعهم لغرض واحد - إشباع غرور شخص واحد». وشجعت أهالي مينسك على النزول إلى الشارع.
وتوعدت الشرطة البيلاروسية بـ«كبت» أي أنشطة غير قانونية، وحذرت من احتمال إغلاق طرق بسبب تساقط كثيف متوقع للثلوج. نظم لوكاشنكو استفتاءين على الدستور في السابق، وفي المرتين أدخل تعديلات تعزز موقع الرئاسة.
في 1996 منح نفسه صلاحية أكبر لتعيين قضاة، من بينهم رئيس المحكمة الدستورية. وسمح له بالاستفتاء الثاني العام 2004 بتولي ثلاث ولايات رئاسية بدلاً من اثنتين.
ويقول معارضون، إنّ لوكاشنكو يدعو «الجمعية الشعبية لعموم بيلاروس» إلى الانعقاد بشكل خاص خلال حملاته الانتخابية؛ لإضفاء ما يشبه الدعم الشعبي على ترشحه. لكنه بدلاً من ذلك اختار العام الماضي زيارة وحدات للشرطة والجيش قبل الانتخابات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"