عادي

المبالغة في الاهتمام أو الإهمال للطفل.. وجهان لعملة واحدة

01:15 صباحا
قراءة دقيقتين
1

العين: منى البدوي
تلعب أساليب التنشئة الاجتماعية التي ينتهجها أولياء الأمور في تربية الأبناء دوراً رئيسياً في تكوّن شخصية الفرد الذي سيصبح مستقبلاً مسؤولاً أسرياً واجتماعياً، وهو ما يتطلب وعياً وإدراكاً كاملين تجنباً لبناء شخصة هشة قابلة للتفكك والتحطم، وغير بناءة، ولا تمتلك القدرة على تحمل المسؤولية. المبالغة في «الاهتمام» أو «الإهمال» بتنشئة الطفل الاجتماعية وجهان لعملة واحدة، حيث يتجاهل البعض ضرورة الاعتدال والموازنة، بحيث يكون كلاهما ضمن إطار المتوسط العقلي والوجداني التربوي المدروس لبناء شخصيات بناءة واثقة من نفسها، قادرة على تحمل المسؤولية ضمن نطاق أسرتها ومجتمعها.
الأحكام العقلية الصارمة
وأكد محمد شقرة باحث في مجال علم النفس والاجتماع ومرشد أكاديمي في وزارة التربية والتعليم، أهمية التوسط العقلي المتمثل في استخدام الأحكام العقلية الصارمة في كل المواقف، والاتزان الوجداني بحيث يكون الاهتمام والإهمال متزنين، وفقاً لأسس تربوية، مشيراً إلى أن التوسط العقلي والوجداني يسهمان في تكوين شخصيات بناءة أسرياً واجتماعياً. 
وقال إن التنشئة الاجتماعية هي تحويل الفرد من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي، حيث تستهدف التنشئة العلاقات الاجتماعية الإيجابية البناءة التي تقيم المجتمعات المتقدمة مادياً ومعنوياً، وهو ما يجب أن يعيه أولياء الأمور تجنباً للوقوع في فخ التنشئة الاجتماعية الخاطئة.
الشعور بالاكتئاب والذنب
وأشار إلى أن الاهتمام والإهمال على الرغم من أنهما نقيضان، إلا أن نتائجهما تصب في قالب واحد، حيث إن الاهتمام الزائد الذي تمكن ملاحظته في أساليب تربية بعض الأسر للأطفال ويظهر في صور التدليل المبالغ فيه، والخوف غير المبرر من كل ما يحيط بالطفل، وإن كانت أموراً عادية وبسيطة، إلا أنها مهمة، فيجب وضع نظام صارم لحياته بدءاً من المأكل والملبس والنوم واللهو وإرغامه عليها حتى وإن كانت غير مفضلة لديه، دون تبادل الحوار معه ومناقشته، وغيرها من السلوكيات التي يتم رصدها في التعامل مع الأطفال وتؤدي إلى خلق شخصية هشة ضعيفة لا تتحمل المسؤولية وتنعدم لديها الثقة بالنفس ليتحول إلى فرد غير منتج اجتماعياً وغير مُدرك لذاته وإمكانياته وقدراته، والمفهوم العقلي لكافة الأمور الحياتية الغامضة وغير الواضحة، وهو ما يخلق لديه الشعور بالاكتئاب والذنب؛ كونه أصبح شخصية اعتمادية اتكالية وسلبية.
وأضاف: «وعلى النقيض من الاهتمام، نجد الإهمال المبالغ فيه للطفل في سنواته الأولى، والذي يعتبر من عوامل خطأ التفكير للوالدين في التنشئة الاجتماعية»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"