عادي
محمد بن راشد ومحمد بن زايد يكرّمان 200 مهندس ومهندسة

فريق «مسبار الأمل» غرس طيب في أرض معطاء

19:14 مساء
قراءة 7 دقائق
1
محمد بن راشد ومحمد بن زايد وفريق المسبار
محمد بن راشد ومحمد بن زايد وفريق المسبار
محمد بن راشد مخاطباً فريق المكرمين
محمد بن راشد مخاطباً فريق المكرمين
محمد بن زايد
محمد بن راشد ومحمد بن زايد
محمد بن راشد ومحمد بن زايد
فريق مسبار الأمل
فريق مسبار الأمل

دبي:«الخليج»
 ضمن فعاليات «خلوة الخمسين» التي تقام برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كرم سموّهما فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، الذي يضم مئتي مهندس ومهندسة، لجهودهم الاستثنائية التي بذلوها على مدى السنوات الست الماضية، في تصميم المسبار وتنفيذه وبنائه وإطلاقه بنجاح، وتوجيهه طيلة مراحل رحلته إلى الكوكب الأحمر، قبل أن تُتوَّج الرحلة بوصوله مدار المريخ، لتدخل الإمارات رسمياً التاريخ أول دولة عربية وإسلامية ترسل مهمة فضائية استكشافية إلى المريخ، وخامس دولة في العالم، تحقق هذا الإنجاز العلمي، وصاحبة أول مهمة علمية من نوعها لرصد مناخ المريخ، بتوفير ثروة من البيانات عن مناخ الكوكب الأحمر، والأحوال الجوية فيه، ضمن مقاربة علمية غير مسبوقة في تاريخ البعثات المريخية، وسط احتفاء الأوساط العملية في العالم بهذا المنجز الإماراتي، ومشاركة رسمية وشعبية في الإمارات، في متابعة بعثة الإمارات للمريخ، منذ الانطلاقة الناجحة في يوليو الماضي، وحتى وصول المسبار إلى وجهته، واحتفاء الملايين في الوطن العربي بهذا الإنجاز العلمي الضخم.
جاء ذلك في استقبال خاص لفريق «مسبار الأمل»، الثلاثاء، ضمن خلوة الخمسين، التي تعقد في باب الشمس، بدبي، برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وتستمر يومين، لوضع إطار تطويري شامل لدولة الإمارات، لدفع مسيرة التنمية خلال الخمسين عاماً المقبلة، وحشد مختلف الجهود والإمكانات والطاقات لصياغة منظومات عمل جديدة، وتجديد الهياكل المؤسسية وبناء الكوادر الوطنية، ووضع استراتيجيات تفصيلية في شتى القطاعات الحيوية، مع الأخذ في الحسبان، الأولويات الوطنية، بما يسهم في وضع الإمارات على طريق الخمسين عاماً المقبلة، برؤية تنموية مستقبلية مستدامة تسهم في جعلها في مصاف الدول الأكثر تميزاً وتطوراً في العالم.
وقد أثنى صاحبا السموّ الشيخ محمد بن راشد، والشيخ محمد بن زايد، على جهود أعضاء الفريق الذين يمثلون مجموعة من خيرة الكفاءات العلمية والهندسية والبحثية في دولة الإمارات، الذين ينسب إليهم الفضل في قيادة أهم مشروع وطني يمثل الإمارات والأمة العربية؛ مؤكدين أن شباب الإمارات، من مهندسين وعلماء وباحثين وتقنيين مختصين، يسهمون في إعادة الأمة العربية إلى طريق الإنتاج المعرفي، مستلهمين روح العصر الذهبي للحضارة العربية والإسلامية، التي أنارت بإنجازاتها وابتكاراتها العالم، وما قدموه اليوم هو أكبر فخر للإمارات وأكبر فخر للوطن العربي.
أجمل إنجاز
وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد «تكريم فريق مسبار الأمل ضمن خلوة الخمسين، لإرسال رسالة بأن مشاريع الخمسين القادمة لن تقل عن مستوى مشروع مسبار الأمل. وهو أجمل إنجاز نهديه إلى شعب الإمارات بمناسبة الذكرى الخمسين لقيام اتحادنا الغالي».
وأضاف «الرحلة التي خاضها مئتا مهندس ومهندسة من كفاءاتنا الوطنية في تصميم المسبار وبنائه وإطلاقه إلى المريخ جزء من رحلة الإمارات نحو المستقبل. ملايين العرب الذين تابعوا معنا رحلة مسبار الأمل إلى المريخ، عاشوا لحظة فخر وانتماء، وهم يشاهدون أملاً عربياً يحمل اسماً عربياً، يصل إلى أبعد نقطة في الكون».
وختم سموّه قائلاً «اليوم لدينا أبطال حقيقيون من الكوادر العلمية الوطنية، سيدفعون مسيرة الوطن نحو المزيد من التفوق والتميز والارتقاء. شعب الإمارات متواضع ومثابر؛ أرجله في الأرض ولكن طموحاته في السماء».
الهدف صنع إنسان
وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد «فريق «مسبار الأمل» غرس طيب في هذه الأرض المعطاء، عملوا واجتهدوا، واليوم الوطن يقطف ثمار هذا الغرس. أبناء زايد وبناته رفعوا رؤوسنا عالياً، ورفعوا راية الإمارات إلى أعمق نقطة في الفضاء، وكتبوا اسم الوطن الغالي في سجلات التاريخ بحروف من نور». وأضاف «لم يكن هدفنا أن نصل إلى المريخ، وإنما أن نعدّ إنساناً متسلحاً بالعلم والمعرفة والإيمان، وبناء ثروة بشرية قادرة على أن توصل الإمارات إلى القمة».
 ولفت سموّه إلى أن «نجاح فريق المسبار، رفع سقف طموحات الأجيال المقبلة، ودولة الإمارات بعزيمة أبنائها وهمتهم قادرة على مواصلة تحقيق إنجازات أكبر. ونبدأ رحلة الخمسين عاماً المقبلة بانطلاقة قوية. هناك مشاريع ضخمة مقبلة، وأمامنا مهمة تأهيل الكفاءات والخبرات الوطنية لقيادة المستقبل»، موضحاً أن «إمارات المستقبل ستسهم بشكل أساسي في قيادة مسيرة النهضة العلمية والمعرفية عربياً، ومؤسساتنا العلمية تفتح أبوابها للشباب العربي كي يكونوا جزءاً من المسيرة».
وقال سموّه «فرحتنا كبيرة يا أبنائي، ولقاؤنا اليوم يختلف، فهو يأتي بعد أن حققتم الأمل الذي كان يتمناه الجميع، نفتخر بكم لأنكم رفعتم اسم بلدكم وأهلكم ومنطقتكم والعرب جميعاً من خلال البشارة الجميلة التي بشرتم بها العالم».
وأضاف «إن منهاج تعليم أبنائكم وأحفادكم اليوم في الإمارات سيختلف عن تعليمنا في السابق، لأن المواضيع والقصص ستكون مختلفة. فقد صنعتم تاريخاً جديداً لبلدكم وأبنائكم وأمتكم، وقصصاً جميلة سنرويها لأبنائنا وأحفادنا وأهلنا، بتحقيق الأمل الذي كانت تحلم بالوصول إليه الكثير من الأمم والدول؛ النجاح من المرة الأولى والتجربة الأولى وبسرعة وجهود جبارة فكانت النتيجة مشرفة».
حضر الاستقبال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، وسموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وزير شؤون الرئاسة، وعدد من الوزراء والمسؤولين.
رحلة المسبار والإنجاز التاريخي
وكان التاسع من فبراير 2021، دخل روزنامة الإنجازات الكبرى في سجل الإمارات والوطن العربي، مع وصول «مسبار الأمل» إلى المريخ ودخول مداره بنجاح، تمهيداً لبدء مهمته العلمية غير المسبوقة في رصد مناخ المريخ، وتقديم صورة هي الأشمل من نوعها في تاريخ البعثات المريخية السابقة.
وتابع الملايين في الإمارات والعالم الحدث العلمي الأبرز في تاريخ الأمة العربية، مع تصاعد وتيرة الترقب والإثارة في الدقائق الأخيرة ما قبل وصول المسبار إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر، وسط متابعة إعلامية كبرى، نقلت من محيط برج خليفة، أعلى صرح في العام من صنع الإنسان، إلى كل أنحاء العالم، عبر كل محطات التلفزة المحلية والإقليمية، وجميع منصات التواصل. وقد اكتسى البرج وكثير من المعالم المعمارية والتاريخية في الدولة، وعدد من دول العربية، باللون الأحمر، الذي يميز تضاريس المريخ.
وشهدت الفعالية استعراض رحلة المسبار، منذ كان فكرة طرحت في الخلوة الوزارية عام 2013، قبل اعتماد المشروع كونه إنجازاً علمياً يلخص المسيرة التنموية للإمارات خلال خمسين عاماً من تأسيسها، مروراً بتأهيل وإعداد كفاءات علمية إماراتية نجحت خلال ست سنوات في تصميم المسبار وبنائه وتطويره، ضمن شراكة معرفية مع مؤسسات علمية وأكاديمية عالمية، ضمن مدة قياسية، مقارنة بمشاريع عالمية مشابهة، وبكلفة تعد الأقل من نوعها قياسا بمشروع بمثل هذا الحجم.
وكانت اللحظات الحاسمة والحرجة لمرحلة دخول المسبار إلى مدار الالتقاط حول المريخ، بدأت عند الساعة 7:30 من مساء الثلاثاء، 9 فبراير 2021، بتوقيت الإمارات، مع تشغيل المسبار محركاته الستة للدفع العكسي ذاتياً، تبعاً لعمليات البرمجة التي كان فريق العمل قد أجراها مسبقاً قبل إطلاقه، حيث أبطأ المسبار سرعته من 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألفاً، في عملية استغرقت 27 دقيقة، مستخدماً في الأثناء نصف ما يحمله من وقود. وقد انتهت عملية حرق الوقود عند الساعة 7:57 مساء ليدخل المسبار بأمان إلى مدار الالتقاط. وعند الساعة 8:08 مساءً تلقت المحطة الأرضية في الخوانيج بدبي إشارة من المسبار بنجاح دخوله مدار المريخ، لتدخل دولة الإمارات تاريخ البعثات المريخية أول دولة عربية وإسلامية وخامس دولة في العالم تنجح في الوصول للكوكب الأحمر.
وحتى اللحظة، يكون المسبار قد أنجز أربع مراحل رئيسة في رحلته إلى المريخ، التي امتدت نحو سبعة شهور قطع خلالها أكثر من 493 مليون كيلومتر، منذ إطلاقه في 20 يوليو الماضي، من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، وهي: الإطلاق، والعمليات المبكرة، والملاحة في الفضاء، والدخول إلى المدار. ويتبقى أمامه مرحلتان هما: الانتقال إلى المدار العلمي، والمرحلة العلمية، التي يبدأ فيها مهمته أول مرصد جوي للكوكب الأحمر يوفر صورة عن ظروفه المناخية هي الأشمل من نوعها.
وخلال الأسابيع القليلة المقبلة، سيكون الفريق في محطة التحكم الأرضي، في مركز محمد بن راشد للفضاء، في الخوانيج بدبي على تواصل دائم مع المسبار على مدار 24 ساعة يومياً، علماً بأن المسبار سيكون قادراً أثناء هذه المرحلة على التقاط أول صورة للمريخ خلال أسبوع من وصوله بنجاح إلى مدار الالتقاط.
وبعد التأكد من كفاءة المسبار وأنظمته الفرعية وأجهزته العلمية، سيبدأ الفريق تنفيذ المرحلة الخامسة، وهي الانتقال إلى المدار العلمي، بمجموعة عمليات لتوجيه مساره لنقله بأمان إلى هذا المدار، تجرى خلالها عمليات معايرة شاملة لأنظمة المسبار، قد تمتد إلى 45 يوماً، ومن ثم تبدأ المرحلة الأخيرة وهي المرحلة العلمية المخطط أن تبدأ في أبريل المقبل، حيث سيوفر المسبار أول صورة كاملة عن مناخ المريخ والأحوال الجوية على سطحه على مدار اليوم وبين فصول السنة.
وسوف تستمر مهمة المسبار سنة مريخية كاملة، تعادل687 يوماً أرضياً، بحيث تمتد حتى أبريل 2023، لضمان قيام الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار على متنه برصد كل البيانات العلمية المطلوبة حول مناخ المريخ، وقد تمتد مهمة المسبار سنة مريخية أخرى، إذا استدعى الأمر، لجمع المزيد من البيانات وكشف المزيد من الأسرار عن الكوكب الأحمر.
وسوف تشارك هذه البيانات مع المجتمع العلمي في العالم، كما ستستفيد مختلف المؤسسات الأكاديمية والجامعية في دولة الإمارات من هذه الثروة المعلوماتية، لتمكين المزيد من الكفاءات الإماراتية الشابة في قطاعات الفضاء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"